قالت محدثتي: بنبرة أسي: كنت أعيش في سعادة تامة مع زوجي واولادي, في بيت صغير, وكانت ام زوجي تكن لي من المودة والمحبة مايجعلني احبها كوالدتي, واحترمها. واشاورها في جميع امور الحياة, كنا نعيش في هدوء وامن وسلام وقناعة وتراض, كان بيتي الصغير هو قصري العالي لعظم سعادتي.. ولكن دوام الحال من المحال, فسرعان ما تغير الوضع, وبدأت سعادتنا تتلاشى وراحتنا تقل, ام زوجي تطالبني بابن ثان لولدها, وزوجي يريد اخا لابنه الوحيد, حتى ابني البالغ من العمر ثماني سنوات يطالبني باخ له, اسوة بأخواته البنات, وكأن الامر بيدي, بدأت المخاوف تتسرب الى نفسي والشكوك تحتل حيزا كبيرا من تفكيري, لاسيما انني تركت المانع منذ شهور, ولم يحدث حمل, كانت المخاوف من عدم حصول حمل بعد اخذ المانع لعدة سنوات. مرت بي الايام يوم حلو ويوم مر ويوم بين بين, واذا بالايام تتحول الى شهور, وخفت ان يكون قد حدث لي عقم, فقررت زيارة الطبيبة المختصة للاطمئنان وبعد زيارتها خرجت مطمئنة البال مرتاحة النفس, بعد ليال طويلة من الهم والقلق والوساوس, ليال لم استلذ فيها بلذة النوم, بسبب شكوكي من اصابتي بعقم وخوفا من بحث زوجي عن زوجة اخرى تنجب له ولدا آخر بل عدة اولاد واعود محدثة نفسي متحدية شكوكي قائلة: لا ان زوجي يكن لي مودة كبيرة ولن يضيع محبتي من اجل طفل آخر ولديه ثلاث بنات وابن, واعود اتذكر كلام امه, فمنذ ايام قالت لي : ان لم تحملي وتنجبي لولدي ابنا, سأزوجه باخرى, كانت كلماتها بمثابة رصاصة قوية اصابت قلبي, صمت في مكاني, واحسست بالارض تدور بي وبالدماء تتصاعد الى رأسي فتطغى على بصري, غادرت المكان الى غرفتي ولست ادري هل هي مازحة ام جادة فيما قالته, عشت اياما شديدة القسوة مليئة بالكآبة والتفكير المضني والاحلام المتناقضة, كانت تمر علي لحظات اتمنى لو اطير من البيت لاي مكان لا اعرف فيه احدا, تدهورت صحتي بعد معاناتي من ظروف حياتية اخرى, اخذني زوجي للطبيبة بعد اجراء الفحوصات والتحاليل قالت لي مبروك انت حامل, كانت فرحتي تعادل فرحة ام تحمل لاول مرة بعد سنوات, امتلأ البيت بالفرحة والسرور، زال بعض همي من ان يكون قد حدث لي عقم, ولكن امل الفرحة بطفل بقي يخيفني لاسيما وان الجميع يقولون سيكون ان شاء الله ولدا, اصبح همي همين, فماذا لو كانت بنتا ماذا يحدث, هل سيكرهها الجميع؟ هل سيبحث زوجي عن اخرى؟ هل سيطلقني؟ اسئلة مرعبة تتقاذفني كالرياح العاتية وليس لي حول ولاقوة الا املي بالله ورجائي فيه, مضت شهور سبعة على حملي والجميع يطالبونني بالكشف لمعرفة نوع الجنين وانا خائفة من رد الفعل, ولكن هربا من القلق الدائم والآمال القريبة البعيدة, ذهبت لارتاح, بعد ان فوضت امري الى الله, في المستشفى قالت لي الطبيبة انها طفلة حزنت في بداية الامر, وسرعان ماشعرت بمحبة كبيرة وشفقة على هذه الطفلة غير المرغوب فيها من الجميع ما ذنبها؟ وما ذنبي انا, في البيت استقبلوني بلهفة قلت لهم: لاتنتظروا (ولدا) انها بنت وهذا شيء من عند الله وكل ما يكتبه الله هو الخير والبركة, قالت الجدة, بعد ادراك الحقيقة, الحمد لله صحيح كل شيء من عند الله فيه الخير والبركة المهم سلامتك, وسلامة الطفلة, ابني خاصمني فترة, اما البنات ففرحوا باخت رابعة, بعد شهرين خرجت الطفلة باسمة للحياة وقد اصر والدها على تسميتها لاسيما ان ولادتها كانت سهلة, وفرح بها الجميع وحمدت الله وشكرته.