تتقدم الخطة الأمريكية للعراق بخطوات محسوبة.. وصدق مجلس الحكم العراقي على الدستور الانتقالي ليصلح حتى 30 من يونيو القادم حيث تخطط واشنطن لتسليم الأمور للعراقيين بشكل دائم بعد نهاية الانتخابات نهاية العام وتعود السيادة للعراقيين ولكن حتى مع وجود دستور كامل فإن كل هذه الاجراءات ستكون ساذجة.. السبب أن الاعتقاد في نجاح الحكومة الانتقالية وان الوقت مناسب بدون مساعدة خارجية أمر غير وارد. وقد أدركت منظمة حلف الأطلسي ذلك ورات انها صالحة لهذه المهمة كما مدد التحالف مجاله للعمل والتدخل أكثر في العراق.. مما يؤهله لاستعادة مركزيته السابقة بين منظمة الامن الغربي الرئيسية وذلك من شأنه أن يساعد أيضا في معالجة الخلاف بين الحلفاء على الحرب التي لم يوافق كل الحلفاء عليها بغض النظر عن الانحرافات السابقة لأنه لا أحد منهم سيسمح بحدوث فوضى في العراق. ولكن قبل ان تبدأ منظمة حلف الأطلسي هذا العمل هناك قواعد أساسية يجب أن تلبى خاصة مع انتشار الناتو في دول البلقان وافغانستان كقوات عسكرية مع الاعمال الوطنية الفردية تحت مساندة قليلة من قوات الاممالمتحدة، ومازال على الولاياتالمتحدة أن تقوم بدورها لتزويد المصادر الأوربية بعناصر للقوات وعلى الاوربيين أيضا أن يظهروا انهم يبذلون جهدا أكبر في المهام الجديدة والتي حدودها لانفسهم. وعلى ادارة بوش ان تقبل بان الولاياتالمتحدة احدى دول منظمة حلف شمال الأطلسي هي العضو ال19 وأن قرارات هذا الحلف تتخذ بالاجماع من قبل سلطة منظمة تعمل سويا مع الأعضاء الآخرين ومن هنا يجب ان يتصرف الحلف وفق اوامر عسكرية منظمة بشكل مستقل وليس مجرد صورة للمساعدة تحقيقا لتعهدات امريكية الدليل ان حلف الاطلسي جاء إلى أفغانستان متأخرا بانتداب من الاممالمتحدة بعد احداث 11 سبتمبر لضمان الامن في كابول. وكان حلف شمال الاطلسي في بادئ الامر يقوم فقط بعمليات للتخفيف عن القوات الامريكية هناك ولمهاجمة بقايا فلول طالبان ، وفيما بعد زودت بشكل تدريجي بفرق لاعادة الاعمار للمساعدة على تأسيس حياة طبيعية في المحافظات البعيدة وهو نفس ما يمكن أن تقوم به الآن في العراق مع العمليات الامريكية الأولية. ويجب أن يأخذ الناتو على عاتقه مواجهة مهمة جعل العراق افضل وذلك بان يتولى قيادة الامور وان الولاياتالمتحدة وقوات التحالف قد تجني الكثير من ذلك لأن تولي منظمة عالمية لموقع المسؤولية هناك بدلا من ظهور الامر على انه احتلال عسكري امريكي يجعل المقاومة الداخلية أهدأ وستصف منظمة حلف شمال الأطلسي بانهم جنود تحفظ السلام العالمي وانها كمنظمة غربية ضرورية ولها دور ثابت وأساسي. @@ هيرالد تريبيون