اعلن خبير اقتصادي كويتي ان اجمالي النمو الاقتصادي للدول العربية تميز بنسبة عالية من التذبذب مقارنة بمناطق اخرى من العالم. وقال مدير معهد التخطيط العربي ومقره الكويت الدكتور عيسى الغزالي بمناسبة افتتاح الحلقة النقاشية في المعهد حول (تحديات النمو في الاقتصاد العربي) ان الدراسات تشير الى قلة فعاليات رأس المال وطغيان اثر الموارد الطبيعية وقلة اثر الانفتاح على النمو وارتفاع آثار الصدمات الخارجية وحدود التبادل على النمو. واضاف الغزالي ان نمو الانتاجية الكلية للعوامل لم يكن مصدرا مهما للنمو مقارنة بالمناطق الاخرى في العالم مشيرا الى ان الدول العربية ذات الاقتصادات المتنوعة كان اداؤها احسن من الدول النفطية في مجال النمو وتحسن الانتاجية الكلية لعوامل الانتاج. وقال ان تركيبة النمو مرتبطة اساسا باحدى خصائص المنطقة العربية مثل الاعتماد على النفط كمصدر اساسي للدخل وضيق القاعدة الاقتصادية وارتفاع معدلات نمو السكان والبطالة وانخفاض معدلات العائد على الاستثمار البشري والعيني. واضاف ان هناك اسبابا اخرى تؤثر على النمو الاقتصادي مثل انخفاض درجة الانخراط في الاقتصاد العالمي وعدم تطور المؤسسات والاسواق والى التدخل المباشر من قبل الدولة في المجال الاقتصادي. من جانبه قال الباحث عماد الامام في دراسته التي خصصها لحلقة النقاش ان الهدف من هذه الحلقة هو التعرف على محددات وتحديات النمو في الاقطار العربية من خلال فهم واقع النمو الاقتصادي في الوطن العربي. وأوضح الغزالي ان متوسط معدل نمو معدل الناتج الاجمالي المحلي للفرد الواحد منذ عام 1980 وحتى عام 2001 بلغ اقل من 1 في المائة وهو معدل نمو يفوق بنسبة بسيطة معدل النمو في مناطق اقليم افريقيا في جنوب الصحراء التي تعد افقر مناطق العالم. وقال ان هناك عوامل عديدة تؤثر على النمو الاقتصادي مثل معدلات الاستثمار وتواضع التنمية البشرية وارتفاع معدلات التضخم وتراجع مستوى الاندماج التجاري واحادية بعض اقتصادات الدول العربية. واضاف ان هناك جوانب اخرى تعرقل النمو الاقتصادي في الدول العربية اذ اظهرت الدراسات في نهاية العام 2000 تراجع مستوى الشفافية في النشاط الاقتصادي وضعف الاستقرار السياسي وتراجع اداء كفاءة الجهاز الحكومي. وقال ان هناك اسبابا اخرى تساهم في عرقلة محددات نمو الانتاجية الكلية مثل ارتفاع مستوى الامية اذ ارتفعت من 49 مليون أمي في العام 1970 الى نحو 68 مليون امي حتى العام 2000. واضاف ان عدد سنوات التعليم لدى القوى العالمة ضعيف فيما تهيئ مدخلات التعليم لوظائف عمومية.