أبي, على سبيل المثال, الذي كان شابا يوما ما وأزرق العينين يعود في اشد الليالي حلكة الى الرواق ويطرق بعنف على الباب, ينبغي لي ان اجبت ان اكون مستعدة لوجهه الشمعي, لشفته السفلى المنتفخة من المرارة. لذلك, ولمدة طويلة من الزمن, لم أرد, بل نمت نوما متقطعا بين ساعات طرقاته ولكن في نهاية المطاف جاءت الليلة التي نهضت فيها من فراشي وتعثرت في آخر الردهة انفتح الباب وعلمت انني قد انفذت وان بوسعي أن أحتمله, كان مثيرا للشفقة وخاويا, وقد تجمدت في داخله احلامه حتى البسيط منها, وتوارت الدناءة. حييته ودعوته للدخول الى المنزل, واضأت المصباح ونظرت في عينيه الخاويتين اللتين رأيت فيهما اخيرا ما يحب الطفل ان يراه, رأيت ما كان بوسع الحب ان يفعله لو اننا احببنا في الوقت المناسب عن الشاعرة: ولدت ماري اوليفر في عام 1935 وحازت على جائزة البوليتزر الشهيرة عن احدى مجموعاتها الشعرية عام 1983 وهي شديدة الاحتفاء في شعرها بالمشهد الطبيعي الامريكي بكل ما يحتوي عليه من كائنات ومخلوقات خصوصا في مسقط رأسها كليفلاند, اوهايو حيث كثيرا ما عمدت الى استعادة العديد من اللقطات المرتبطة بصباها وطفولتها في اطار ميثلوجي يقارب الاسطورة.