بعيدا عن الزخم الاعلامي وضجيج المدرجات اللذين نالت منهما بعض الاندية اكثر مما تستحق يسير فريق الشباب الملقب بالليث الابيض في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين طبقا لما يشتهي محبوه وانصاره حيث يخطو الفريق خطوة الواثق نحو المربع الذهبي وترسيخ اقدامه في احد مراكزه الاربعة التي تفتح له باب المنافسة في لقب البطولة التي تعتبر الاقوى والاهم بين المسابقات المحلية. واذا نظرنا لهذه الفريق العاصمي لوجدناه يغرد خارج السرب فهو يختلف تماما عن بقية الفرق الاخرى. فمن حيث الادارة فانه يملك كوادر ادارية تدرك تماما المعنى الحقيقي للاحتراف وانتقالات اللاعبين كما تعرف كيف تدير النادي بصفة عامة وفريق القدم يجمع قطاعاته وفق رؤية معنية وحسب الامكانات المتاحة امامها. اما من حيث الفريق الاول فانه يظل الفريق الوحيد بين فرق الدوري الذي يعتمد على مجموعه كبيرة من اللاعبين صغار السن وهؤلاء اللاعبون يشكلون اغلب لاعبي المنتخب الاولمبي ومنتخب الشباب كما يدعم اقل من خمسة لاعبين يملكون من الخبرة ما يجعلهم يحافظون على توازن الفريق ويشحذون من همم العناصر الشابة التي بحاجة للثقة ورفع المعنويات في ظل مستواها الفني الرفيع. ويختلف الشباب ايضا عن بقية الفرق الاخرى من حيث انه لم يستبدل جهازه الفني وفي نفس الوقت لاعبيه المحترفين وهذا الامر يؤكد ان اختيار الادارة للمدرب واللاعبين لم يكن عشوائيا وانما كان وفق خطة مدروسة ونظرة ثاقبة. وهذا الاستقرار الفني والاداري ساهم في ثبات المستوى والارتقاء به نحو الافضل من مباراة لاخرى وهذا ما انعكس فعليا على الاداء والنتائج التي اهلته لاحتلال المركز الثاني في سلم الترتيب العام حتى الان وتسعى ادارة النادي جاهدة الى تهيئة الفريق من اجل استعادة مكانته بين الفرق الكبيرة بعد ان فقدها خلال السنوات الاربع الماضية نتيجبة مروره بمرحلة انتقالية ساهمت في تواضع مستواه وسلبيته نتائجه. ولان الشيء بالشيء يذكر فانه لابد من العودة للحديث عن العصر الذهبي للفريق الشبابي الذي بدأ يشق طريقه نحو البطولات في اواخر الثمانينات مرورا بالتسعينات وحتى بداية الالفية الجديدة التي حقق خلالها لقبين خارجيين احدهما اسيوي والاخر عربي. ولكن تظل البداية الحقيقية للشباب في بداية التسعينات الميلادية حيث استحوذ على غالبية البطولات المحلية لعل ابرزها تتويجه بلقب مسابقة الدوري الممتاز بمسماها الجديد (كأس دوري خادم الحرمين الشريفين) ثلاث مرات متتالية وبالتالي امتلاكه الكأس للأبد, كما حقق بطولة الاندية العربية ابطال الدوري التي اقيمت بقطر وجمعها مع مسابقة الدوري عام 1992م كما جمع ايضا بين مسابقة الدوري وكأس ولي العهد عام 1993م واخيرا جمع بين بطولتي النخبة العربية التي اقيمت بالاردن وكأس الكؤوس الاسيوية التي اقيمت في جدة عام 2000م. وقد ساهم في تلك الانجازات المختلفة كوكبة من النجوم الذين تألقوا ليس مع الشباب فحسب وانما مع المنتخب السعودي ومنهم فؤاد انور قائد المنتخب والهداف الشهير سعيد العويران صاحب اجمل هدف في كأس العالم بامريكا 1994م وفهد المهلل وعبدالرحمن الرومي وسعود السمار وخالد الزيد وسالم سرور وغيرهم من اللاعبين الذين اعتزل بعضهم وانتقل بعضهم الاخر لاندية اخرى لاكمال مسيرتهم الرياضية فيها وهو الامر الذي لم ترفضه ادارة النادي التي ابدت مرونة في عملية انتقالهم لتحقيق رغباتهم. وبعد انتهاء الجيل الذهبي لم تقف الادارة موقف المتفرج بل اهتمت بالقاعدة المتمثلة في درجتي الشباب والناشئين وهذا على عكس مايجري في بقية الاندية الاخرى التي كانت تبحث عن اللاعب الجاهز فنيا لتدعيم صفوفها لاسيما الفرق الكبيرة منها ونتيجة للاهتمام الكبير والدعم اللامحدود والمتابعة المستمرة استطاعت الادارة الشبابية ان تبني فريقا اخر لايقل قوة عن السابق وان كانت تنقص عناصره الخبرة التي بالتأكيد سيكتسبونها مع مرور الوقت. فالفريق الحالي يعتمد على مجموعة من اللاعبين الذين يمثلون المنتخبات الوطنية المختلفة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر سعيد الحربي وفيصل العبيلي ومحمد الفيفي وعبدالله الدوسري واحمد وشقيقه عبده عطيف وعبداللطيف الغنام وعبدالعزيز السعران وناجي مجرشي. وهؤلاء اللاعبون بلاشك قادرون على اعادة الليث الابيض الى منصات التتويج في ظل المستويات الكبيرة التي قدموها مع الفريق حتى الان ولكن عليهم الارتقاء بمستواهم نحو الافضل وعدم الالتفات لما يكتب حولهم لان التركيز الذهني والاستقرار الفني والبدني سيبقى الشباب شبابا. فرحة لاعبي الشباب بالفوز في احدى مباريات الدوري