القادسية هو الضيف الجديد للمربع الذهبي لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد ان سيطرت فرق الاتحاد والاهلي والهلال والنصر على المربع الذهبي خلال السنوات الاربع الماضية ونادرا ما يظهر فريق جديد في هذا المربع منذ اعتماده عام 91م، حيث تأهل الشباب ثلاث مرات متتالية اعوام 91 و92 و93م وهي الحقبة الذهبية للشباب والذي حقق الالقاب الثلاثة للدوري انذاك وتأهل الاتفاق ثلاث مرات والنجمة مرة واحدة والرياض مرة واحدة فيما عدا ذلك كان للاربعة الكبار نصيب الاسد في المربع الذهبي. القادسية الصاعد هذا الموسم من دوري الدرجة الاولى للاضواء قدم عروضا ومستويات ونتائج اذهلت الجميع حتى وجد نفسه ينافس الكبار للوصول الى المربع الذهبي لاول مرة في تاريخه ولكن لهذا الفريق صولات وجولات قبل ان تحل به الكارثة ويهبط لاول مرة لدوري المظاليم (الدرجة الاولى) قبل اربع سنوات فقد عاش هذا الفريق عصره الذهبي مطلع التسعينات من القرن الماضي عندما حقق بطولة كأس الاتحاد للاندية الممتازة وكأس ولي العهد تحت اشراف المدرب السعودي الشهير خليل الزياني وكان القادسية اول فريق سعودي يحقق بطولة الاندية الاسيوية ابطال الكؤوس عام 95 تحت اشراف المدرب التشيكي بيفارنيك، لكنه تقهقر للوراء اواخر التسعينات وهبط لمصاف اندية الدرجة الاولى وعاد ثم هبط مرة اخرى وقبل ثلاث سنوات اشرف على تدريبه المدرب البرازيلي كابرال مدرب الزمالك المصري الحالي ونجح في تشكيل قاعدة ونواة وارضية لمجموعة من اللاعبين امثال الدوليين في المنتخب السعودي الاول ياسر القحطاني وسعود كريري ولاعب منتخب الشباب عبده حكمي واخرين اصبحوا نجوما في الوقت الراهن امثال سعيد الودعاني وشكل كابرال هذه القاعدة ورحل للزمالك المصري ونجح المدرب التونسي القدير احمد العجلاني الذي تسلم مهمة الاشراف على الفريق في دوري الدرجة الاولى في الموسم الماضي وصعد به لدوري الاضواء وفضلت الادارة القدساوية الابقاء عليه من اجل الاستقرار الفني وكان مطلوبا منه ان يثبت اقدام الفريق في الدوري لكنه لم يلتفت لهذا الهدف المعلن من ادارة النادي وكان طموحه اكبر لانه يملك قدرة توظيف لاعبيه بالشكل الصحيح فتخطى الكبار في الدور الاول من المسابقة وزاد من تحدي هذا المدرب لوصول فريقه لمربع التنافس المحموم في القسم الثاني من المسابقة فنجح بدرجة امتياز في وصول فريقه للمربع الذهبي رغم وعورة الطريق واشتداد حمى المنافسة فاذا كان جاره الاتفاق قد حقق بطولة كأس الامير فيصل بن فهد في بداية الموسم فان القادسية الجار ينافس حاليا على لقب اكبر المسابقات السعودية وهي مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. وكان العجلاني وهو المدرب العربي الوحيد في الدوري الممتاز قد تلقى العديد من العروض عطفا على النجاحات التي حققها مع القادسية لكنه حتى الان لم يحدد وجهته القادمة وكل الدلائل تشير الى انه سيجدد للقادسية موسما اخر. وميزة القادسية انه يملك مجموعة من اللاعبين في مستوى عمري متقارب (22 سنة) وهذه المجموعة الشابة تملك الطموح الكافي لتحقيق انجاز جديد لناديهم خاصة ان هؤلاء بدأوا في غزو المنتخبات السعودية على اختلاف درجاتها وهو مؤشر لدخول القادسية عالم البطولات بهذه المجموعة. وامد فريق القادسية العديد من الفرق الكبيرة بالعديد من اللاعبين مع عصر الاحتراف حيث تنازل عن مدافعه عبدالله الشريدة لصالح الهلال والمدافع الآخر زيد المولد لصالح الشباب وحارسه حسين الصادق للاتحاد والظهير فوزي الشهري للاهلي ويملك القادسية تاريخا كبيرا مع نجوم كرة القدم السعودية فقد تخرج من هذا النادي اول هداف للدوري السعودي ناصر عيد (رالي) والمهاجم الكبير سعود جاسم وبشير الغول الذي انتقل للهلال وحمد الدوسري وعبدالله الصغير واحمد البيشي من اشهر لاعبي الوسط السعوديين ويمتاز القادسية بانه ناد يصطاد المواهب من اندية الدرجة الثانية فمعظم لاعبيه الحاليين من نتاج اكتشاف تلك المواهب فالحارس هاني العويض جلبه القدساويون من نادي الفتح وزكريا الهداف من العدالة وصالح القنبر من نادي النجوم وهاني السالم من نادي الخليج ومشتاق المكلف من العدالة وحتى الحارس المنتقل للاتحاد جلبه القادسية من نادي النور ويمكن القول ان القادسية هو النادي الوحيد في الاضواء الذي يستخدم حاسة الاستكشاف كما هو معمول في الناديين المصريين الاهلي والزمالك وهو النادي الوحيد المستفيد من هذه المواهب ونجح بهذه السياسة في منافسة الفرق الكبيرة. مواهب للمواسم القادمة وميزة الفريق القدساوي في هذه الحقبة انه لم يحقق هذا الانجاز بالوصول الى المربع الذهبي بمجموعة من لاعبين لعبوا وشاركوا لسنوات طويلة مع الفريق حتى يكون هناك تخوف من المرحلة القادمة بل الانجاز الذي حققه القدساويون لاول مرة في تاريخهم جاء بمجموعة شابة امامها المستقبل ومن الممكن ان يواصل القادسية منافسته للبطولات المحلية في السنوات القادمة بنفس الدرجة التي كان عليها الموسم الحالي والمطلوب ان يحافظ القدساويون على هذا الجيل في السنوات القادمة وعدم التفريط في النجوم واذا كانت العروض بدأت تدغدغ لاعبي القادسية فان المسؤولين قد احسنوا الصنع عندما وقعوا مع جميع النجوم (الذين هم تحت العين من الاندية الاخرى) لمدة اربع سنوات قادمة وهذا يعطي الفريق الاستقرار خلال المرحلة القادمة دون ان يكون هناك اي من حالات الفراغ (النجومي) في الفريق مما يساعد هذا الفريق في الوصول الى اهدافه وبرنامجه ومخططاته. البحث عن المركز الثاني وامام القادسية فرصة كبيرة لتحقيق المركز الثاني في الدور التمهيدي عقب ضمان تأهله للمربع الذهبي حيث جمع حتى الان (42) نقطة وفوزه على الاهلي يوصله لمحطة ال (45) نقطة وهي نفس رصيد الاهلي وبالتالي ستكون الاهداف هي الحاسمة في حالة فوز القادسية وليس امام القادسية ما يخسره امام الاهلي في لقاء الاسبوع القادم والهجوم هو خير وسيلة لتحقيق مثل هذا المركز. الجمهور مطلوب ويتساءل المراقبون والنقاد والمتابعون اين جمهور القادسية؟ جمهور السبعينات والثمانينات من القرن الماضي حيث كان لجمهور القادسية صولات وجولات في هذا المضمار وكانت للقادسية اهازيج خاصة به بل ان لهذا النادي بعض الاهازيج التي مازال الجميع يتذكرها لكنها غابت منذ سنوات عديدة ويأمل محبو هذا النادي ان تعود هذه الجماهير مع عودة القادسية للتألق من جديد ووصول الفريق للمربع الذهبي. وهنا وجه اللاعبون رسالة خاصة لابناء الخبر بضرورة التكاتف وضرورة الوقوف مع الفريق في المرحلة المقبلة وضرورة رد الجميل. اعضاء ا لشرف وهنا يأتي دور اعضاء شرف القادسية في دعم الفريق في المرحلة الحالية لان القادسية الذي وصل المربع معه فرق تدعم بالملايين واذا لم يأخذ اعضاء شرف القادسية هذه المهمة ويدعموا ناديهم فان تحقيق البطولات لن يكون في متناول يد القدساويين للفارق المادي الكبير بينه وبين الفرق المتأهلة للمربع والمطلوب من اعضاء الشرف تقليص هذا الفارق المادي حتى تكون للقادسية كلمة قوية في المربع الذهبي. من مباراة القادسية والشعلة ياسر القحطاني - سعود كريري