نأت فرنساوالمانيا عن المشروع الاميركي الشرق الاوسط الكبير وطلبتا من الاتحاد الاوروبي تحديد نهج منفصل ومكمل لنهج الولاياتالمتحدة، وذلك في مشروع مشترك جاء في وثيقة صيغت باللغة الانكليزية تحت عنوان (شراكة استراتيجية من اجل مستقبل مشترك مع الشرق الاوسط). وأكدت الوثيقة انه يتوجب على الاتحاد الاوروبي اعتماد نهج مختلف ومكمل لنهج الولاياتالمتحدة وذلك من خلال العمل عبر مؤسساته وآلياته الخاصة. وبالاضافة الى ذلك، تشدد باريسوبرلين طبقا للاستراتيجية الامنية للاتحاد الاوروبي التي اعتمدت في كانون الاول ديسمبر الماضي، على ضرورة ايجاد حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي بدونه ستكون الفرص ضئيلة لحل مشاكل اخرى في الشرق الاوسط. واشارت الدولتان في بيانهما الى ان جميع الدول والمجتمعات المعنية ابدت اعتراضات جماعية قوية على اي محاولة لان تفرض عليها صيغة من الخارج وان اي مبادرة حول الشرق الاوسط يجب ان تتجاوب مع حاجات وتطلعات المنطقة. واضاف البيان الفرنسي الالماني يجب ان نأخذ في الاعتبار الشعور القومي وهوية كل بلد. واضاف يجب ان نتحاشى فخ اي مقاربة شاملة تتجاهل الخصائص القومية وتوصم الاسلام بانه يتعارض مع الحداثة. ويشدد المشروع الاميركي الذي يطال منطقة تمتد من المغرب الى افغانستان ونشرت الصحف العربية نسخة منه، على الديموقراطية واصلاح النظام التربوي والحد من نفوذ الاصوليين المسلمين وتأكيد دور المرأة الذي يعتبر بمثابة احد اعمدة التحديث وكذلك الانفتاح الاقتصادي. ورفضت الدول العربية المبادرة الاميركية، مؤكدة في الوقت نفسه التزامها باجراء اصلاحات ولكن من الداخل وحسب وتيرتها. وباتفاقها مع فرنسا على رد مشترك على الخطة الاميركية، عادت المانيا جزئيا عن موقفها السابق الاقرب الى موقف الولاياتالمتحدة. وكان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر دعا في السابع من شباط فبراير متحدثا امام المؤتمر الدولي الاربعين للامن المنعقد في ميونيخ (المانيا) الى مواصلة البحث عن حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني بدون ايضا ان نكون رهائن للنزاع في الشرق الاوسط. ويبدو ان برلين انضمت في نهاية الامر الى الموقف الفرنسي بخصوص هاتين النقطتين، فيما وافقت باريس من جهتها على طرح المشروع الفرنسي الالماني على انه مكمل للمشروع الاميركي. وتؤكد العاصمتان عزمهما على العمل مع جميع الدول والاستجابة بقدر الامكان لمطالباتها الخاصة، وتصميمهما على اشراك الدول المعنية بشكل وثيق في اسرع وقت ممكن. واوضحت وزارة الخارجية الفرنسية ان اللقاءين بين جاك شيراك وكل من عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني أمس الخميس والرئيس المصري حسني مبارك اليوم الجمعة يندرجان في هذا الاطار من المداولات الجارية حول مستقبل الشرق الاوسط. وتعرب باريسوبرلين في مشروعهما المشترك عن تصميمهما على عدم التعامل مع الحكومات فحسب بل كذلك مع المجتمعات المدنية، مع مراعاة واقع كل بلد قدر المستطاع.