تنظر محكمة العدل الدولية في قضية "السياج الأمني" الإسرائيلي 0 وألح هذا الحدث مرة اخرى على السؤال الدائم الموجه لأمريكا وهو "هل نكيل بمكيالين حيال سياسة الشرق الأوسط ؟" إن احد الأسباب الرئيسية لموجة معاداة الأمريكيين في العراق مثلها مثل اي مكان آخر في العالم الإسلامي وأوروبا هو الاقتناع بنفاق الامريكيين حول مسألة غزو العراق حيث كانت حجتهم هي انتهاك صدام حسين لقرارات الاممالمتحدة بينما يتبرع بملايين الدولارات لإسرائيل رغم تحدي شارون وانتهاكه لقرارات الاممالمتحدة.. لقد أصبحت هذه التهمة عالمية حتى بين حلفائنا. وهناك قلق حقيقي آخر هو ان الغرب يرفض سياسة المعيارين المختلفين اللذين يقول معيار منهما ان قرارات الأممالمتحدة في العراق يجب ان تنفذ بينما يرى الآخر ان تحقيق قرارات الاممالمتحدة الخاصة باسرائيل وفلسطين امر غير واقعي بينما قال توني بلير ان قرارات الاممالمتحدة يجب ان تنفذ على إسرائيل تماما كما تنفذ على العراق. وحقيقة ان الرئيس بوش لطيف مع شارون على الرغم من اقتحامه الضفة الغربية وبنائه للمستوطنات لسلب الأراضي الفلسطينية وبناء سياجه الذي يقطع المزارع الفلسطينية. ولكن حتى إن كنا مدانين فعلا بتهمة الكيل بمكيالين فإن ذلك ليس نهاية للنقاش. بداية : ان هناك فرقا بين قرارات مجلس الامن التي انتهكتها اسرائيل وتلك التي حطمتها اسرائيل. والسيد شارون بالفعل يتصرف بوحشية مع الفلسطينيين منذ رده على مقتل امرأة اسرائيلية وطفليها عام 1953 بقيادة لهجوم على قرية اردنية قتل منها 69 معظمهم من النساء والأطفال ولكن العرب أيضا يتعاملون بمكيالين ففي الوقت الذي ركزوا فيه على الممارسات الاسرائيلية فانهم لا يمنحونهم الحرية والديموقراطية حتى العرب انفسهم يثورون ويغضبون لانتهاكات الاسرائيليين بينما لا يبدون أي تحرك امام اساءة لاي من العرب. @ نيويورك تايمز