كان متوقعاً في أمسية هلا فبراير التي جمعت الشاعرين خالد المريخي وحامد زيد ألا يكون هناك ما هو جديد ومميز بالنسبة للشاعر صاحب الجماهيرية الواسعة خالد المريخي , لكن غير المتوقع هو أن يسجل خالد تراجعاً مروعاً في حضوره وفي طرحه . الذين تابعوا الأمسية سواءً بحضورهم المباشر أو عبر الفضائية الكويتية التي أذاعت الأمسية مسجلة بعد أيام لاحظوا الحضور الباهت للمريخي بجانب حامد زيد , وربما مرد ذلك لأن جمهور الشعر تشبع من المريخي الذي استهلك كثيرا سواء من خلال الأمسيات أو من خلال الاعلام , وهذا ما يجعل الأمسيات محكا حقيقياً للشاعرية والحضور . المريخي الذي خانه ذكاؤه في تلك الليلة وقع في خطأين فادحين أفقداه بريقه المعهود ومثّل كل خطأ سقوطا بحد ذاته , الأول هو قصيدته الهجائية التي فاجأ بها الحضور وكانت ضد الفنان الكويتي نبيل شعيل , ومكمن الخطأ هنا يكمن في استغلال منبر أمسية في مهرجان وطني لتصفية حسابات شخصية , وهجاء شخصية عامة , ثم إن القصيدة نفسها جاءت ركيكة وسطحية وتسيء لشاعرها قبل كل شيء وليس أدل على ذلك من البيت الأخير وجملة ( عجل الخليج !!). الخطأ الثاني طريقة خالد الغريبة على جمهوره في الالقاء , فقد بدأ في بعض قصائده يستجدي تفاعل الحضور معه , وكان منظره وهو يلقي أول البيت أو أول الشطرة ثم يصمت ويضع يده على اذنه ليسمع الحضور وهم يكملون له البيت منظراً بائساً ولا يليق بشاعر , وقد كرر هذا المشهد أكثر من مرة , وربما كان لشعوره بميل الحاضرين لزميله حامد زيد دور في ذلك مما حدا به الى ابتكار طريقة ما لاظهار العكس وأن جماهيريته هي الطاغية . نتمنى أن يكون المريخي في أمسياته القادمة على قدر من الحضور الذي يليق به وبالشعر نفسه.