يطل الارهاب من جديد بصورة اخرى من ابشع صوره في مذبحتي كربلاء وبغداد، ويبدو للعيان ان المذبحتين قد تم توقيتهما مع الساعات الاولى للتوقيع على الدستور المؤقت لمجلس الحكم الانتقالي في العراق، والمجزرتان اللتان سقط على اثرهما مئات الضحايا والجرحى تنمان بما لايقبل الشك عن ان من دبرهما يسعى لافشال اي انجاز قد يمهد السبل لنقل السلطة للعراقيين.. كما انهما يؤكدان من جديد اهمية التحالف الدولي وليس الاقليمي فحسب لتقليم اظافر الارهابيين اينما وجدوا، فالتفجيرات الدامية في المدينتين العراقيتين اثرت بشكل مباشر على مراسم توقيع الدستور المؤقت، وادت الى احتمال بزوغ فتنة كبرى فوق احتمال العراقيين وهم يبحثون عن استقرارهم وامنهم المفقودين، وازاء ذلك فان المسئولية امام المجتمع الدولي اضحت مضاعفة لاحتواء ظاهرة الارهاب اينما وجدت، فالارهابيون الذين نفذوا عملياتهم الاجرامية الاخيرة في كربلاء وبغداد انما كانوا يخططون لاذكاء فتائل حرب طائفية في العراق، وهذا مايجب على الشعب العراقي التصدي له والحيلولة دون تحقيقه، فلابد من ضبط النفس والتفكير جديا بايجاد افضل السبل للخروج من الازمة القائمة، وتفويت الفرصة امام الارهابيين الساعين لزرع بذور الفتن بين ابناء الشعب العراقي، فالتكاتف والتعاون بين العراقيين كافة لمواجهة الارهاب واخطاره مطلوبان اليوم اكثر من اي يوم مضى، فقد ثبت ان اخطبوط تلك الظاهرة المدمرة باستطاعته ان يمتد الى اي مكان لاشعال الدمار والفتن بين الشعوب، غير ان الثابت في الوقت ذاته ان الارهاب غير قادر على البقاء في اراض تغلي كالمرجل تحت اقدام رموزه، فلابد من وقوع اولئك الارهابيين بين ايادي العدالة لتقول كلمتها الفصل فيهم وفي اعمالهم التي لن تفلح في اشعال حروب طائفية بين العراقيين، ولن تفلح في منع ابناء العراق من المضي قدما لتسوية ازمتهم والخروج منها بسلام.