الحياة خضم هائل من المعاناة.. ولن تستطيع عزيزي القارئ أن تمخر عبابه الا بزورق التفاؤل.. فهل انت متفائل؟ للاجابة عن هذا السؤال هناك أسئلة فرعية قصيرة الجمل، واسعة المحتوى والمضمون.. فاذا أجبت عنها بشفافية وصدق.. وكانت إجابتك عنها ب (نعم) فإنك متفائل.. واليك هذه الاسئلة: 1. هل انت قوي من الداخل؟ أي هل أنت لست خائر النفس؟ 2. هل انت لا تستسلم للصعاب والعقبات؟ 3. هل فكرك مركز وغير مشتت؟ 4. هل لديك عزيمة صلبة؟ اي لا تتضعضع ولا تتبلبل.. وتطمح دائما الى التقدم والرقي نحو الاعلى؟ 1. هل انت واثق من نفسك؟؟ اذا كانت اجابتك عما سبق من اسئلة بالايجاب، فانت تملك شخصية قوية أبية متفائلة. ان التفاؤل طاقة رائعة.. توقد في النفس البشرية جذوة الطموح والصعود في سلم الخير والعطاء والبذل. التفاؤل نافذة تطل على مروج خضراء من مباهج الحياة وجمال العيش، التفاؤل حالة نفسية جميلة، تزيح التشاؤم وتغسل الاحباط وتكنس الحزن والهم من النفس الانسانية.. وتعيد للانسان حبه للحياة والناس وتجدده. فالتفاؤل ضد الحزن على ما مضى من ألم، والتفاؤل ضد الهم الذي يلبس الانسان نظارة سوداء ينظر بها مستقبل ايامه. التفاؤل ضد الكآبة المحبطة والمقنطة فالكآبة هي البذرة الاولى للتشاؤم بل هي الجذر المختفي في تربة الزمن الذي يغذي التشاؤم. * التفاؤل صديق حميم للحظ، تماما كما ان التشاؤم عدو لدود للحظ والنفس.. التفاؤل صديق لحلاوة الحياة تماما كما ان التشاؤم صديق عزيز لمرارتها. التفاؤل يوحي بالقوة اما التشاؤم فيوحي بالفتور والتداعي. التفاؤل يدفع الى النجاح وبعكس التشاؤم الذي يأتي بالفشل قبل حصوله. التفاؤل يعلم الحب والخير والصلاح. بعكس التشاؤم الذي يعلم البغض والكراهية للحياة والناس والاشياء. التفاؤل حب وعطاء وايثار بعكس التشاؤم الذي هو انانية مقيتة واثرة مذمومة. يقول كتاب الخجل والتشاؤم عن التفاؤل والمتفائل: (المتفائل هو الذي يعرف بكل تأكيد ان الحياة تتخللها المصاعب وتملأ طريقها العقبات، وربما تربض في نواح منها الاهوال.. يعرف ان الانسان متعرض للخطوب والاحداث، وانه يصاب ويجرح، وانه يهان وينزف دما.. ولكنه لايقنط من هذه الصور ابدا، يسلم بامكان حدوثها كلها، ويوطن النفس على مجابهتها ومقارعتها بما أوتيه من صلابة وجلادة وحسن تقدير، وشجاعة في تقرير المصير. الرجل المتفائل يعي ولا ييأس.. هو انسان، ولكنه انسان مثابر شجاع ذكي، لايخرجه عن طوره مكروه ولا ضائقة حلت، ولا تطير نفسه شعاعا كلما لمس من الناس لؤما وحقدا وميلا الى انزال الضرر واحداث العطب. انه الرجل الواعي الذي يدرك ان الايام حلوة ومرة، فيها السعادة وفيها الشقاء فيها الفرح وفيها الترح.. انه متفائل، وصروف الدهر لاتزعزع يقينه، او تفل عزيمته، او تزعزع من ايمانه)..