عادات تقاليد حضارة ينفصل الانسان عن جذوره تماما اذا ادار ظهره لتراثه الثقافي والحضاري والانفصال عن الجذور يعني ضياع الهوية ومهما بلغ المرء من شأنه بثقافة مكتسبة تتعارض مع قيمة او اعرافه وتقاليده التي نشأ عليها ثم اعتنقها وتبناها منهجا وسلوكا فلن يكون متوازنا في تفكيره وآرائه وطروحاته ولن يتكيف او ينسجم مع المزاج والهدف والطموح العام وبالتالي سيعجز عن الاضافة والابداع في محيطه ومجتمعه ولن يفيد امته وفقط يمكن للمرء الاستفادة من معطيات الثقافات الاخرى وتطويعها لدعم تفاعلات النهضة المحلية ولاحداث نمو او طفرة في بنية الثقافة العامة لان الثقافات يخصب بعضها بعضا وعلى اي حال فان المورثات والمقومات الثقافية هي الاساس الذي يميز الانسان عن سائر المخلوقات والثقافة بكل ما تحويه من قيم وافكار وعادات وتقاليد تعد سمة لكل مجتمع وبمرور الزمن يصبح لكل شعب بل وكل امة ثقافة تميزه عن غيره ووفق هذا المفهوم فان مجتمعنا السعودي يتميز دون شك بخصائص نادرة تلبسه حللا فريدة ولذلك فان قلوب جميع ابنائه عامرة بالايمان وبحب الخير مجبولة على الاحسان والتقوى والصلاح. لقد خرجت حضارتنا الى العالم لتنافس سابقاتها في العلوم ولتنفرد بقيم ومبادئ تفتقر اليها تلك وبالطبع فهي حضارة ذات اهداف انسانية عالمية الافق وسامية وتنظر الى الناس بمقياس واحد لا يفسده فارق جنس او لون او عنصر وفي ثقافتنا تتجلى اروع الخصائص والمميزات واجلها فهي تحترم العقل وتدعمه وتعمل على استثارته وتنشيطه وتبسط امامه آفاقا رحبة للتأمل والابداع اعتمادا على مصدريها الاساسيين القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وهي تدعو الى التحلي بالقيم الروحية والاجتماعية والاخلاقية الفاضلة وحصرت معيار التفاضل والتمايز بين الناس بالتقوى لا سواها، ولقد كان من ثمرة هذه الخصائص والمقومات الثقافية انها قدمت للمواطن السعودي فكرا نيرا ومثلا وقيما تعتمد على الايمان بالله ثم على العدل والحرية والمساواة والاخاء. @@ ياسر الحسيني الرياض