اعتبر الدكتور مسعد العطوي أن الثقافة جزء من الدين فهي مكملة له وهي التي تفتح الآفاق للإيمان والعمل الصالح بإعتبارها متنوعه يأخذ الإنسان منها ما يتعلق بحياته، معددًا أنواعًا من تلك الثقافات، وهي الثقافة الدينية والفكرية والذاتية والأسرية والاجتماعية والسياسية، وأشار إلى أن الثقافة تكامليه لأن حياة الفرد نموذج لهذا التمازج الثقافي. جاء ذلك ضمن ندوة أقامها نادي تبوك الأدبي أمس الأول ضمن أنشطته الصيفية بعنوان «بناء الثقافة» شارك فيها الدكتور مسعد العطوي والدكتور موسى العبيدان وأدارها الدكتور ضيف الله الحمرون. وأضاف الدكتور العطوي: الثقافة هي الوسيلة للتغيير الفردي والأسري والفردي والأممي، فهي التي جعلت أثينا عاصمة الحضارة الإغريقية ومصنع الفلاسفة وكذلك جعلت روما تختطف الحضارة من أثينا وهي التي بنت النهضة الحديثة في أوروبا، وزاد: الثقافة هي العنصر الذي يصنع التعاون بين الأفراد والأسر فكلما زادت الثقافة ارتفع مقدار الفرد عن أقرانه والأسرة عن مثيلاتها والمجتمع عن المجتمعات الأخرى، والثقافة هي التي غيّرت الأمة العربية من بدوية متحاربة جاهلة إلى قيادة الأمم ونشر الخير والحق. من جانبه قال الدكتور موسى العبيدان إن المعرفة والثقافة ضروريان في حياة كل شعب من الشعوب، فيهما تتمايز الشعوب وتتعارف وتتقارب، إن المعرفة هي إدراك الشيء على ما هو عليه ومصادرها (الوحي- العقل- الحس)، فهي ذات طبيعة عالمية تصل إليها الشعوب بقدر متساوي إذا أُستخدمت آلية إنتاجها وهي ذات ديناميكية متحركة نامية قابلة للحياة والموت والصواب والخطأ والقبول والرفض. ورأى الدكتور العبيدان أن المعرفة لا وطن لها، تعبر الأزمنة والأمكنة وتتجاوز الحدود الطبيعية والمصطنعة، فهي تراكمية متسلسلة يضيف اللاحق على ما أبدعه السابق، مضيفًا أن مفهوم الثقافة يختلف من مجتمع لآخر بحسب ما تمليه طبيعة المجتمع وفلسفته والإيديولوجية السائدة فيه، فالثقافة تشكّل خصوصية كل مجتمع، مما يجعل الثقافات تتمايز ولا تتفاضل، فهي تلتقي فيما هو إنساني، وتتقاطع فيما دون ذلك تبعا للظروف والبيئة والمعتقدات والعادات والتقاليد. وأكد العبيدان على أن الصراع بين الثقافات يتم بفعل التوجّه السياسي والعسكري فيتم الاقصاء والإنحياز والتشويه للثقافات الأخرى.