قررت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بعد ثلاثة أيام من المناقشات مساندة عملية سياسية سلمية مع إسرائيل وحذرت أعضاءها من مغبة الخروج عنها وإلا سيجدون أنفسهم خارج الحركة، حسبما قال أعضاء فيها مساء أمس السبت. واستهدفت هذه الرسالة الفتحاوية كتائب شهداء الاقصى الجناح المسلح للحركة. وأكد جبريل الرجوب مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للامن وعضو المجلس الثوري لحركة فتح المؤلف من 126 عضوا للصحفيين عقب انتهاء اجتماع للمجلس أنه طالما أن قيادة فتح تبنت نهجا سياسيا فمن المتوقع أن يتبع كل الاعضاء هذه الاستراتيجية. وقال: إن المجلس الثوري يقود حركة فتح وانه هو الذي أعد البرنامج السياسي للحركة. وقال الرجوب: إن جلسات المجلس لم تتناقش بشأن كتائب شهداء الاقصى لكنها أوضحت أن أي شخص أو جماعة تنتمي لحركة فتح يجب أن تحترم استراتيجية الحركة. وركزت اجتماعات المجلس في رام الله على أخطاء في الحركة حيث حذر بعض الاعضاء من أنها ستدمر فتح. وذكر مشاركون ان المناقشات كانت قوية بين الاعضاء وأحيانا بين عرفات الذي يرأس فتح وأعضاء في حركة فتح. وذكر أحد التقارير أن المجادلات الساخنة بين عرفات ورئيس الامن السابق ناصر يوسف شهدت تقاذف أشياء بين الرجلين. وشكا الكثير من أعضاء المجلس من التأجيل الطويل لعقد اجتماع للمجلس الثوري الذي يفترض أن يجتمع مرة كل ثلاث سنوات. وكان آخر اجتماع للمجلس عقد قبل ثلاث سنوات ونصف السنة قبل اندلاع الانتفاضة في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولم تجتمع الجمعية العامة لحركة فتح وهي أعلى هيئة في الحركة منذ 15 عاما. وقال الرجوب إن أعضاء المجلس تغلبوا على كل خلافاتهم ووافقوا على برنامج سياسي يدعو لاقامة دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية من خلال وسائل سلمية. وقال عزام أحمد عضو المجلس والوزير بالحكومة هذا البرنامج هو الأكثر وضوحا والاكثر تحديدا في مساندته لحل سلمي. وأضاف هذه أول مرة تؤكد هيئة رسمية لحركة فتح على النضال السلمي لكن في الوقت نفسه تؤكد على حق الدفاع عن النفس. وقال في الوقت نفسه يحظر البرنامج الهجمات ضد المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال إن مهمة فتح كما يتضح في بيان صدر عقب الاجتماع هي النضال لاقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل على أساس رؤية الرئيس الامريكي جورج بوش وخطة خارطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط ومبادرات السلام العربية. وقال أحمد: إن البيان يدعو إلى وقف تام لاعمال العنف من الجانبين ووقف فوري لاطلاق النار بين الجانبين بحيث يضع نهاية لدوامة العنف مضيفا ان البيان يؤكد أيضا على شجب كل العمليات ضد المدنيين من الجانبين. كما ناقش اجتماع المجلس حالة الفوضى والخروج على القانون في المناطق الفلسطينية والتي أدت إلى استقالة غسان الشكعة رئيس بلدية نابلس كبرى مدن الضفة الغربية. وكان الشكعة وهو عضو باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قدم استقالته الخميس الماضي إلى عرفات شاكيا من حالة الخروج على القانون وانتشار العصابات المسلحة في المدن الفلسطينية. وأكد عضو المجلس الثوري جمال الشبكي أن الشكعة استقال وألقى باللوم على إسرائيل. وقال ان إسرائيل هي المسئولة الان عن حالة الخروج على القانون بسبب توغلاتها اليومية. وحينما تنسحب إسرائيل ونتولى المسؤولية الامنية سيتحسن الموقف.