بدأت الصين التي كانت قلقة من استيراد المنتجات الزراعية المعدلة وراثيا في فتح الابواب امام استيراد ما قيمته مليارات الدولارات من هذه المحاصيل وسط ضغوط متزايدة لاستيراد مزيد من المنتجات الزراعية لاطعام شعبها الضخم. وقالت وزارة الزراعة في بيان ان الصين منحت ترخيصا لشركة (مونسانتو) مدة سريانه ما بين ثلاثة الى خمسة اعوام لتوريد خمسة من محصولاتها من بينها فول الصويا والذرة والقطن واضافت ان بكين الان تبحث الطلبات المقدمة من اربع شركات اجنبية اخرى. وقال محللون ان موافقة الصين على استيراد المنتجات الزراعية المعدلة وراثيا عن طريق شركة (مونسانتو) تمهد الطريق امام استيراد مزيد من السلع وهو ما يعد بشير خير بالنسبة للشركات الاخرى العاملة في هذا المجال مثل سينجنتا السويسرية. ووصفوا هذه الخطوة من جانب الصين بانها منطقية بالنسبة لدولة تعتمد بشكل متزايد على الاسواق العالمية لسد النقص في مخزونها من الحبوب بعد سنوات من تراجع المحصول. ويقول هوانج جيكون مدير مركز السياسة الزراعية في بكين: لا اتوقع ان تواجه الشركات الاخرى مشاكل ضخمة اذا استطاعت اثبات ان منتجاتها امنة. وحصلت (مونسانتو) على الموافقة بعد اقل من يوم واحد من اصدار الوزارة للقواعد النهائية الخاصة باستيراد الاطعمة المعدلة وراثيا. ويقول المدافعون عن المحاصيل المعدلة وراثيا مثل (مونسانتو) التي تتوقع تحقيق وحدة التكنولوجيا الحيوية بها لربح صاف قدره 2ر1 مليار دولار خلال عام 2004 ان بوسعهم اثراء المزارعين وسد رمق العالم. فيما يقول منتقدون ان هذه المحاصيل تحمل مخاطر صحية غير معلومة. الا ان زراعة المحاصيل باستخدام التكنولوجيا الحيوية اخذة في التزايد على مستوى العالم. ووجهت الصين مليارات الدولارات نحو اجراء الابحاث وتطوير التكنولوجيا الحيوية وقامت بزراعة القطن المعدل وراثيا على نطاق واسع املا في زيادة محصولها ولمساعدة سكان المناطق الريفية وعددهم ضخم لكنها تظل حذرة من زراعة الانواع الاخرى من المحاصيل المعدلة وراثيا للاستهلاك الادمي. وكانت الصين اكبر مستوردة لفول الصويا في العالم قد اشترت 7ر20 مليون طن منه من الولاياتالمتحدة والارجنتين والبرازيل عام 2003 بقيمة تزيد عن ملياري دولار. ومن المتوقع ان يهبط مخزون الصين من الحبوب الى ما بين 150 و200 مليون طن وهو الذي بلغ 250 مليون طن منذ عامين. ويعد محصولها من الحبوب لعام 2003 الاقل حجما خلال 13 عاما.