من يقرأ لنجيب محفوظ ويتأمل اعمال بعض موسيقيي وشعراء زمنه يجد انهم كانوا يتقابلون في مقاه كانت تجمع الاديب والشاعر والعالم والكاتب، وكانوا شبابا ونجد الآن رواد ما يسمى بالاستراحة هذه الايام شبابا ايضا ولكن لم نر منهم الكاتب ولا الشاعر ولا المؤلف، اذا ما السبب؟ لو رجعنا بالزمن قليلا لوجدنا ان شباب تلك الايام عاشوا في زمن استعمار وحروب وثورات جعلت الجو المحيط بهم مشحونا بالمواضيع التي تحتاج لترجمتها على صفحات الكتب سواء كانت شعرا او نثرا، ايضا لم يكن شاب ذلك الزمن مدللا بقدر ماهو عليه شبابنا اليوم، فكان شغله الشاغل اثبات شخصيته وتميزه واستغلال رواد المقهى ليستشف منهم موضوعه الذي غالبا ما يحاكي مجتمعه، اما عن مقاهي واستراحات هذه الايام فقد اصبحت ملاذا وهروبا من المسؤولية بشتى انواعها فالطالب اصبح يطفش من المدرسة او الجامعة على اقل سبب ليرفه - حسب قوله - عن نفسه.. والواقع انه يهرب من واقعه وربما يترك الدراسة بفعل رفاق السوء دون علم الاب الا بعد ان تقع الفأس في الرأس، ورب الاسرة يمضي الساعات الطوال خارج منزله ويستشيط غضبا ان حصل ما يؤخر ذهابه الى الاستراحة مهملا او تاركا مسؤولية الاولاد على الزوجة، من حقنا جميعا ان نعتني بصحتنا وان نحصل على قسط من الراحة بعد عناء يوم طويل ولكن ان نهجر مجالسنا متعذرين بازعاج الاولاد وان نجعل الاستراحة تلهينا عن بيوتنا وعن واجباتنا الى وقت متأخر من الليل.. فهذا ظلم لانفسنا ولأسرنا والله الموفق. @@ احمد راشد بوحسن