أسعد كثيرا عندما تأتيني ردود بعض القراء لان ذلك يؤكد العلاقة التي تربطني بهم، فأنا أكتب لهم واتلمس صدى ما اكتبه عبر اتصالاتهم أو رسائلهم، وأي كاتب يتمنى ان يصل لقلوب كل قرائه لا (بعضهم) ويهمه ان تؤثر كتاباته في الوسط الذي يقرأ له، وبدون هذه الردود وذلك الصدى تكون كتاباته بلا معنى أو طعم. وبقدر سعادتي بأي ردود حتى لو كانت مختلفة معي، بقدر تألمي لردات بعض القراء التي تفترض فيك سوء النية أو الانحياز لهذا الطرف أو ذاك، لمجرد انك عزفت على وتر حساس لديهم. وبحكم انني اكتب زاوية يومية على مدار العام فهذا يعني وجود الكثير ممن يتفق أو يختلف معي فيما اكتبه وهذه ظاهرة صحية مفيدة وتثري الموضوع الذي أطرحه او اعلق عليه، لكن الشيء المؤسف هو ان تكون الردود قاسية توحي لك بان الامر تحول من قضية أو طرح لقضية شخصية حتى لو كنت لا تعرف هذا القارئ ولم تقابله مرة واحدة في حياتك. اعتقد ومعي الكثير ان الاختلاف في الرأي (يجب) ألا يفسد للود قضية فهذا ما عرفناه وتعلمناه، لكن هذا شيء وما نلمسه في مجتمعنا شيء اخر، فنحن نفسر الأمور كما نريدها لا كما يريدها الكاتب أو الانسان الذي أمامنا، ونحكم عليه جراء فهمنا للامور، وهذه هي حقيقة مجتمعنا، هذا المجتمع الذي يصر على ألا نعلم ابناءنا في البيت أو الشارع او المدرسة احترام الرأي الاخر حتى لو لم نتفق معه لان هذا هو المبدأ الحضاري والمؤشر على جهل المجتمع او ثقافته. دعونا نتعلم ونعلم ابناءنا ان كنا لم نر الشمس فلا يعني هذا انها لم تشرق في ذلك اليوم وان نفهم ونفهمهم ان الاعتقاد بصحة ما نراه لا يعني ان الاخرين على خطأ. جربوا ايها القراء ولو لمرة واحدة ان تختلفوا مع الاخرين دون الاساءة لهم أو التشكيك في نياتهم واطرحوا افكاركم واراءكم دون الحاجة لفرضها عليهم، وتعلموا ان من قال ان الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية هو شخص عاقل مثقف ومتحضر. افتحوا قلوبكم للاخرين وعيونكم على الدنيا واذانكم لمن يتفق أو يختلف معكم، وامنحوا انفسكم فرصة للتحضر، ولا تحكموا على الناس لمجرد اختلافكم معهم، فالنية محلها القلب، والقلب مخلوق للحياة وللحب وللتسامح. ولكم تحياتي