شرطة الرياض تضبط شخصين عبثا بوسائل السلامة في محطة انتظار نقل عام    "الأرصاد": التوقع بهطول أمطار على معظم مناطق المملكة    مقتل 120 شخصا إثر حادث تحطم طائرة ركاب في كوريا الجنوبية    الأزهر يدين حرق الكيان الإرهابي لمستشفى كمال عدوان في قطاع غزة    أسعار النفط ترتفع.. برنت فوق 74 دولاراً    الصين: اتجاه لخفض الرسوم الجمركية على مواد معاد تدويرها    الثقة الدولية في المملكة    أحلام عام 2025    "الزكاة" تحدد معيار المنشآت المستهدفة من الفوترة الإلكترونية    وزير الدفاع يلتقي قائد الجيش اللبناني    "روشن" تضع حجر الأساس لمجتمع "المنار" في مكة المكرمة    المسند: اخضرار الصحراء وجريان الأنهار ممكن    واتساب تختبر مزايا ذكاء اصطناعي جديدة    تغلب على المنتخب العراقي بثلاثية.. الأخضر يواجه نظيره العماني في نصف نهائي خليجي«26»    السعودية تحصد ثمار إصلاحاتها ورؤيتها الإستراتيجية    الجماهير السعودية تحتفل بتأهل الأخضر لنصف نهائي «خليجي 26»    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من بوتين    في المرحلة ال 19 من الدوري الإنجليزي.. ليفربول في اختبار وست هام.. وسيتي لإيقاف نزيف النقاط أمام ليستر    رئيسة الاتحاد السعودي للريشة مي الرشيد: أشكر وزير الرياضة وسنعمل بروح الفريق    خادم الحرمين يتلقى رسالة من الرئيس الروسي.. القيادة تعزي رئيس أذربيجان في ضحايا حادث الطائرة    المملكة تعزز الأمان النووي والإشعاعي    مبادرات تطوعية    ضبط أكثر من 23 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    «عزف بين التراث والمستقبل».. متحف طارق عبدالحكيم يحتفي بذكراه السنوية الأولى    "الرياض آرت" يُعلن مشاركة 30 فنانًا من 23 دولة في ملتقى طويق الدولي للنحت    في إطار الجهود المبذولة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.. إطلاق فعالية «ليالي الفيلم الصيني»    من دفتر الأيام: مشوار في قصرغرناطة بأسبانيا    يوم ثقافي لضيوف برنامج خادم الحرمين    تقدير دعم المملكة لقيم الاعتدال حول العالم    ضيوف "برنامج خادم الحرمين" يزورون مصنع الكسوة    طريقة عمل بسبوسة السينابون    أحد رفيدة وزحام العيادات.. مطالبات بمركز متخصص للأسنان    5 سمات شخصية تميز المتزوجين    5 آلاف خطوة يوميا تكافح الاكتئاب    «إيبو فالي» البلدة الأكثر بدانة في بريطانيا    ماسك يؤكد دعمه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف    قائد "الأخضر" سالم الدوسري يحصل على جائزة رجل مباراة السعودية والعراق    المنتج الإسباني غوميز: «الجمل عبر العصور» جدير بالحفاوة في أي بقعة من الأرض    شولتس: لا أنام إلا قليلاً رغم أني من محبي النوم لفترة طويلة    المنتدى السعودي للإعلام يطلق معسكرًا لتطوير الإعلام السعودي بالذكاء الاصطناعي    من الشهرة إلى الثروة: هل نحتاج إلى رقابة مالية على المؤثرين؟    القيادة تعزي رئيسة الهند    «الفنيلة والسروال» والذوق العام    المطار.. عودة الكدادة !    منصة X: الطريق إلى القمة أو للقاع    الحرب العالمية الثالثة.. !    اللغة العربية كنز خالد    الصقور تجذب السياح في الصياهد    «حمام الحرم» يستوقف المعتمرين    ضبط 6 إثيوبيين في عسير لتهريبهم (210) كيلوجرامات من نبات القات المخدر    "الإسلامية" تؤهل الأئمة والخطباء والدعاة في تايلند    سعود بن جلوي يتوج الفائزين في «تحدي غرس القيم»    911 نموذج مثالي لتعزيز الأمن والإنسانية    الأخضر السعودي يتغلّب على العراق بثلاثية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    أمير القصيم يرعى حفل جائزة الذكير لتكريم 203 طلاب متفوقين    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد السليمان: الحوار الوطني أصبح اليوم في حالة موت سريري!
نشر في الحياة يوم 19 - 10 - 2010

من يشاهد ابتسامته لا يصدق حرفه.. ومن يقرأ حرفه سيسعد كثيراً بالمعنى الذي يقدمه.. خالد السليمان كاتب صحافي يطل علينا كل يوم من الصفحة الأخيرة من صحيفة عكاظ... في زاويته نصافح الهموم ونمر على الآلام، ونرصد الحراك هنا وهناك.. زاويته نبض للمجتمع واختار الجهة الخامسة اسماً لها ليهرب بنا أكثر.. هو مستقل لا ينتمي إلى فريق محدد ما يزال يخاف الرقيب على رغم عتادته في الكتابة ويلجأ للحيلة ليتجاوزه..
يكره التطرف وينتقد الحرية المطلقة وينشد الشفافية ويرى أنها الوحيدة القادرة على ضبط النظام وفرض القانون على الكل سواسية، ينتقد انتصار البعض للمرأة بطريقة فيها كل السلطوية والمكاسب الرخيصة.. ينتصر لشبابنا ويلوم الجيل القديم لتأخره في منح الفرصة للجيل الجديد.. متفائل بأدوار ناضجة لوزارة الإعلام في عهدها الحالي ويصر على أن لابد أن نعرف كيف نصيغ الأولويات لنترجم الآمال والخطط.. خالد السليمان يتحدث هنا كثيراً فاقرؤوه..
المناطقية والنشأة هل تمنح مناخاً وتضاريس مختلفة لصاحبها؟
- من الطبيعي أن ينشأ الإنسان متأثراً بمحيطه ويحمل شيئاً من سماته، لكن التجربة وتراكم الخبرة هو ما يحدد قدرة الإنسان على تحرره وتحديد ملامح شخصيته المستقلة عن هذا المحيط!
ماذا بقي في سمائك من الأطياف الثقافية التي تعرفت عليها؟
- لكل منها بقايا، فتلك الأطياف هي ما يشكل سمائي، ثقافة الإنسان هي تراكم ما يتعلمه ويتعرف عليه ويخوضه من تجارب!
هل ترى فلسفة واضحة يسير عليها مجتمعنا؟
- نعم.. فلسفة عدم الوضوح! فمجتمعنا يصارع حالة مخاض طويلة ومستمرة تتسم بالعسر والارتباك والتجاذب وعدم وضوح الرؤية، ربما تلد شيئاً في النهاية، لكنني حتى الآن لا أتبين ملامحه!
لماذا التغير بطيء في مجتمعنا؟
- لأن بعض من يمسكون بمفاتيح التغيير غير متحمسين للتغيير، فبقاء الحال على ما هو عليه يخدم مصالحهم!
التعددية والمجتمع
يظل مجتمعنا لا يحترم التعددية كما يجب وينزع للرأي الواحد والصوت الأعلى..ما رأيك؟
- ربما لأننا نفتقد لحاسة السمع، فنتحدث أكثر مما نستمع!
ما هي النظرية الاجتماعية التي تنشدها؟
- أن يمتلك الإنسان حق الحياة من دون أن يكون ثمن ذلك كرامته وحريته ولقمة عيشه!
ألا تشعر أن كثرة النظريات تجعلنا نتأخر عن التطبيق؟
- كثرة النظريات انعكاس لعجز الواقع، النظرية وسيلة الإنسان لفهم الواقع، ربما كنا بحاجة لاستلهام وسيلة جديدة للتفكير!
كثيرة هي الجمعيات في بلادنا.. وكثير هو الدعم لها.. ومع ذلك تتفاقم المشكلات الاجتماعية في بلادنا ما السبب؟
- السبب أنها مجرد يافطات نعلقها لنقنع أنفسنا أننا نملك مؤسسات مجتمع مدني!
المشكلات الاجتماعية.. من الذي يسمح لها أن تستفحل؟
- تعدد الطهاة يفسد الطبخة!
رحلتك مع الكتابة.. كيف كانت؟
- أكتب منذ 24 عاماً ومع ذلك ما زلت أشعر بالإثارة نفسها عند الكتابة واللذة نفسها عند النشر.. والقلق نفسه من الرقيب!
ما الذي وجدته في «عكاظ» ولم تجده في الصحف الأخرى؟
- في «عكاظ» وجدت التقدير الذي جعلني لا أحتاج لتجربة غيرها!
ما الفرق بين محمد التونسي ومن قبله في قيادة دفة «عكاظ»؟
- جربت التعامل مع 3 رؤساء تحرير في «عكاظ»، كان لكل واحد منهم ميزاته الشخصية، لكن جميعهم كانوا مساندين ورائعين في التعامل معي، يكفي أنهم تحملوا عبء مشاغباتي وكتاباتي المزعجة أحياناً، وشكلوا الجدار الذي استندت إليه في كل مرة واجهت فيها الرياح العاصفة!
مناكفاتك مع زميلك في الصحيفة عبدالله أبو السمح ألا تؤثر في لحمة الأسرة العكاظية؟
- قد أختلف وعبدالله أبو السمح في كثير من الآراء، لكننا نتفق على أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية!
تشهد أن «أبو السمح» ملح الصحافة السعودية وفلفلها وتتهمه بالسباحة ضد التيار وكثرة المخالفات المرورية.. بموضوعية لو كنت رئيس تحرير هل ستدعوه للكتابة في صحيفتك؟
- ربما لن أدعوه، لكنني بكل تأكيد لن أحجب عموده!
سكنك في الصفحة الأخيرة، هل يجبر القراء على القراءة من الأخير؟
- الكاتب الجيد يبحث عنه القارئ في أي موقع، لكن بالتأكيد موقع الصفحة الأخيرة يمنحني فرصة أفضل للفوز بحصة أكبر من القراء العابرين!
كتابة العمود اليومي هل تستحق الاحتراف والتفرغ لأجلها؟
- نعم، في الصحافة المحترفة يجب أن يكون الكاتب محترفاً ومتفرغاً، لأن الكتابة في حد ذاتها مهنة، لكن في مجتمعنا ينظر للكاتب المتفرغ على أنه عاطل عن العمل!
ما الفرق بين كاتب عمود في صحيفة محلية وآخر في صحيفة أميركية؟
- الفارق نفسه في الاحترافية والمهنية والحرية بين الصحيفة المحلية والصحيفة الأميركية!
هجرة الكاتب السعودي
هجرة بعض أقلامنا لصحف خليجية هل هو بحث عن الحرية أم بحث عن المال؟
- أنا كانت هجرتي معاكسة، من الصحافة الخليجية إلى الصحافة السعودية، ومع ذلك وجدت الحرية والمال! المسألة برأيي ليست بحثاً عن الحرية أو المال وإنما بحثاً عن مساحات انتشار أوسع!
ابتسامتك تعتلي مقالتك.. هل هي لتخفيف الشحن المنتظر من ما بعد القراءة؟
- أنا بطبيعتي مبتسم، وكثيرون يقولون لي شخصيتك وديعة ولا تعكس حدة مقالاتك، المهم أن يقتنع القارئ أنها ابتسامة بيضاء!
لماذا ضاقت عليك الجهات الأربع وبحثت عن «الجهات الخمس»؟
- الجهة الخامسة هي جهتي الخاصة التي أتلمسها بين الجهات الأربع، والشيخ محمد بن جبير رحمه الله كان يداعبني ويشير بإصبعه إلى السماء ليشير إلى الجهة الخامسة!
هل دخلت في صراعات لأجل زاويتك وقلمك؟
- لم أصارع يوماً من أجل موقع أو مساحة، كانت صراعاتي دائماً مع الرقيب، أكره أن يضع الرقيب اسمي على ما يكتبه!
لماذا الحرية في جدة والكتابة عن جدة أكثر من الرياض؟
- ربما اختلفت مساحة الحرية، وبالنسبة لي «أمد» قلمي على «قد» المساحة الحرة المتوفرة لي، السؤال ليس لماذا اهتمامنا بمشكلات جدة أو الرياض أو مكة أكثر، وإنما لماذا نهتم بمشكلات نجران ورفحاء والقريات أقل!
يتهم البعض قلمك أنه يمارس المراوغة أكثر من اللازم؟
- ربما لأن هذا البعض يعجز عن فهم الحرية والاستقلالية التي أملكها في النظر إلى القضايا من زوايا عدة، من دون أن أسجن نفسي في تيار معين أو قالب محدد!
هل تشعر أن قلمك جريء أكثر من اللازم؟
- بل أشعر أنه مقيد ومشدود دائماً بلجام الرقيب، ولولا قيود الرقيب لكنت أكثر جرأة في طرح المواضيع من دون الحاجة لمراوغة الرقيب أو اللجوء للرمزية والكتابة ما بين السطور!
قلمي والوزراء
اتهمت مرة أحد وزراء الإعلام أنه أوقف بعض الكتاب ولاحقهم من مكان لآخر.. لماذا في رأيك وزير الإعلام يفعل هذا؟
- المشكلة أنه لم يكن وزيراً للإعلام، وحمداً لله أنه ليس كذلك، بل وزيراً لوزارة خدمية يفترض به أن يكون ممتناً لدور الصحافة وكتابها وكونهم عينه الثالثة على مشكلات وزارته، أما المؤسف فكان استجابة رئيس التحرير له وخضوعه لرغبته!
وزارة الإعلام متى ستتفرغ لتطوير العمل بدلاً من عرقلته؟
- دعنا لا نبخس الوزارة حقها فمنذ تولي الدكتور عبدالعزيز خوجة زمام أمورها ومراكبها تبحر في كل اتجاه لتطوير الإعلام، وهي اليوم أكثر قرباً من الإعلاميين والمثقفين من أي يوم مضى، هناك عمل يبذل، أما ما يعرقله فهو ما يعرقل كل عمل حكومي.. البيروقراطية والروتين وضبط التوقيت الحكومي على ساعة السلحفاة!
إصدار صحيفة يومية لماذا يحتاج إلى موافقة على سلاح نووي؟
- ربما لأنها أكثر خطراً من السلاح النووي!
لماذا أصبح الكل يلقي كلمة «الإرهاب» على كل تصرفاتنا المنضبطة؟
- إننا نجني حصاد زرعنا، والغرب مازال قلقاً من حجم التعاطف الشعبي في المجتمعات الإسلامية مع العمليات الإرهابية التي تستهدفه، وعجز عن إدراك أن هذا التعاطف يأتي كرد فعل تلقائي على مواقفه السلبية من قضايا العالم الإسلامي!
تحتفل المنتديات الصحوية بمقالاتك كثيراً ويغمرونها بالدعوات والابتهالات.. هل تشعر أن هذه الفئة صوت ينبغي لكل كاتب ألا يخسره؟
- لا أتابع ما ينشر في منتديات الانترنت ولا أدري ما يكتب عن مقالاتي، لكنني أعبر عن قناعاتي بكل استقلالية، وللقارئ أن يستقبلها بما شاء فلا سلطة لي على مشاعره!
تقول في مقال لك: إننا نعاني من حماسة محلية تجيد ممارسة الصفع في الداخل وإدارة خد التسامح في الخارج.. من تسبب في ذلك؟
- تسبب به التناقض والازدواجية نفسهما اللتان تجعلان البعض يرفع شعارات لا يطبقها، فتجده يشكو من الإقصاء ويمارسه في الوقت نفسه!
لم انتصر للأحمد
استغرب البعض نصرتك للشيخ يوسف الأحمد في بعض آرائه الأخيرة؟
- لم أنصره بكلمة واحدة بل انتقدت فكرته واعتبرتها غير عقلانية، أنا انتقدت مستوى النقد الذي وجه له فقد ترك الفكرة واتجه نحو الشخص، كانت مشكلتي مع خطاب النقد المتدني الذي مارسه البعض ممن يعيبون على الطرف الآخر تدني مستوى خطابه وخصومته فإذا بهم أشد منه فجوراً في الخصومة!
يحتار البعض في تصنيفك.. هل تستمتع بهذه الحيرة؟
- يحتارون لأنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع أصحاب التفكير المستقل الذين يرفضون إقراض عقولهم للآخرين، فكلا طرفي الصراع يرفعان شعار إن لم تكن معي فأنت ضدي، وهذا مبدأ خطير ولا يقل خطوة عن محاولة كل منهما فرض وصايته على المجتمع والتفكير بالنيابة عنه!
ما رأيك في المتدينين الذين توجهوا لليبرالية وأخذوا ينتقدون الدين وأهله؟
- من حق كل إنسان أن يعبر عن قناعاته ما دام لا يحاول فرضها على غيره! لكن من المهم أن نفهم هذا التحول الذي طرأ عليهم كي نفهم تشددهم في السابق!
من يشوه وجه الحياة أكثر.. التطرف أم الحرية المطلقة؟
- الحرية المطلقة تطرف أيضاً!
معركتنا مع الإرهاب هل جرتنا إلى معارك اجتماعية أشغلتنا عن المعركة الأصل؟
- معركتنا مع الإرهاب معركة مصيرية، وساحتها الرئيسية المجتمع، لذلك من الطبيعي أن تتعدد وتتنوع جبهاتها وأسلحتها، لكن بعض المعارك التي أثيرت بالفعل هامشية وسطحية وخلقت من البلبلة والارتباك في المجتمع ما لا يحتمله ظرف مواجهة التطرف والإرهاب، المهم ألا نفقد بوصلة التعرف على العدو الفعلي للجميع!
المستقبل السعودي
هل تشعر أن هناك منظوراً واضحاً للمستقبل السعودي يتم فيه تسريع عملية التنمية وتهيئة كل شيء للأجيال القادمة؟
- لدى الملك عبدالله مشروع نهضة بل انتفاضة تنموية واجتماعية شاملة، ولديه رؤية متقدمة ومستنيرة تقوم على أساس إحداث ثورة في التعليم لأنه يؤمن أن أي تغيير لن يكون إلا من خلال تأهيل الإنسان السعودي علمياً ومعرفياً ليكون قادراً على تلبية متطلبات سوق العمل ومواجهة تحديات المستقبل، لكنني أخشى أن بعض المسؤولين خذلوا هذا المشروع لأنهم عجزوا عن مواكبته وفشلوا في ترتيب الأولويات وتحديد الأهداف وإنجاز المشاريع!
أليس من الأفضل أن تكون لكل منطقة في المملكة نسق خاص بالحياة والعمل والتعليم؟
- النسق الخاص يكون في العادات والتقاليد والثقافات التي يجب أخذها في الاعتبار عند محاولة خلق الإطار الوطني الجامع، لكن عندما يتعلق الأمر بالمشتركات الوطنية التي تشكل عصب الهوية الوطنية فإن التعليم وأنظمة العمل والقوانين التي تحكم انتظام الحياة وأطر العلاقات يجب أن تكون تحت مظلة واحدة!
هل تؤيد قرار: من أين لك هذا؟
- لو كنا نطرح هذا السؤال لما بقي عندنا فاسد واحد!
لماذا مشاريعنا الأكثر كلفة والأقل جودة والأكثر عطباً؟
- ربما لأننا الأقل شفافية والأكثر تخبطاً والأقل انضباطاً!
هل من المستحيل أن تكون هناك شبكة قطارات متكاملة بين مدننا وبين الأحياء داخل المدن.. لماذا كل شيء صعب ويتأخر كثيراً؟
- لأننا نعاني من مشكلة في ترتيب الأولويات، كما نعاني من مشكلة عدم تناغم وانسجام وتكامل أداء الأجهزة الحكومية مما يفشل المشاريع والخطط ويعرقل الإنجاز، فكل منها يغرد في سربه الخاص بدلاً من أن يكون عملها متكاملاً ومتناسقاً ومنسجماً لترجمة استراتيجية وسياسة الدولة العامة!
شبابنا متهم دائماً وفي المواقف يظهر معدنهم.. وبعد الموقف لا تتوقف الاتهامات.. لماذا؟
- من السهل أن يعلق الكهول أسباب عجزهم على الشباب على رغم أنهم هم من يرسم خطوط حياة هؤلاء الشباب، مصائبنا عرفتنا بمعادن شبابنا، وهم لا يحتاجون منا غير أن نمنحهم الثقة والأمل بالحياة!
قضايا المرأة وهمومها.. لماذا هي معلقة وتنتظر قرار رجل؟
- لأن الرجل يرفض التخلي عن هيمنته على المرأة، حتى أولئك الذين يرفعون شعار المطالبة بحقوقها يمارسون شكلاً من أشكال الهيمنة بتصديهم لقضايا المرأة بالنيابة عنها!
هل خذلتك «الصحوة» يوماً من الأيام؟
- لم أنتظر منها شيئاً حتى تخذلني!
هل ترى أن في الفصل بين الرجل والمرأة عاملاً صحياً متكاملاً؟
- عندما يعجز البعض في نظرته للجنس الآخر عن الفصل بين روح الزمالة وروح اصطياد الفريسة يصبح الفصل ضرورياً!
الأجيال وعذاباتهم
من يتحمل مسؤولية استياء الأجيال من ثقافتهم؟
- الثقافة الرديئة تنتج جيلاً رديئاً، والأجيال التي تحدث التغيير الإيجابي في مسيرتها الحضارية هي الأجيال التي تصنع التاريخ وتقود مجتمعاتها!
نمطية الخطاب الموجه للأجيال ألا تعيق التواصل معهم؟
- عندما تكون هناك فجوة واسعة بين جيلين فإنه من الطبيعي أن يكون هناك تفاوت في لغة الخطاب، المشكلة تكمن دائماً في إدراك الجيل السابق متأخراً لاختلاف الجيل التالي عنه، لذلك تحدث الفجوة ويحصل الصراع!
لماذا هذا الجمود الذي يشل المناهج الدراسية عن السير مواكبة مع التغيرات الحضارية؟
- فاقد الشيء لا يعطيه، فلا تنتظر من البيروقراطية أن تعطيك فكراً أو ترسم لك أفقاً!
امتزاج الحضارات نراه في طرقاتنا وفي بيوتنا، كيف يستطيع الأبناء الموازنة بين ما يعيشونه وما يُطلب منهم حتى لا يتهموا بالفساد؟
- إذا غرسنا القيم الأخلاقية الصحيحة في نفوس أبنائنا، فإنه لا خوف عليهم من أي رياح تهب من أي جهة!
الحوار الوطني
الحوار الوطني هل يكترث بأهمية التصالح بين التيارات المتضادة؟
- في البداية نجح الحوار الوطني في التخفيف من حدة صراع التيارات المتضادة لكنه اتجه بعد ذلك إلى قضايا هامشية ليست من صلب أهدافه كمناقشة الأخطاء الطبية مثلاً مما أضعفه، كما أن فشله في ترجمة نتائج أعماله وتوصياته على أرض الواقع خفض كثيراً من سقف توقعات الناس تجاهه، وأظن أنه اليوم في حالة موت سريري!
التيار الصحوي خدم مشاريعه وعرقل مشاريع غيره بخاصة الثقافية والتنموية.. لماذا؟
- انظر أين أصبح رموز هذا التيار اليوم لتتساءل هل كان فعلاً يملك مشروعاً واقعياً؟! المشكلة أن كل هذه التجارب المندفعة تسرق من عمر وطاقة الوطن!
الحلال والحرام.. هل منع الثقافة والمثقفين عندنا من الانطلاقة؟
- الحلال بين والحرام بين، المشكلة كانت فيما بينهما من أمور فالبعض لم يرد لها أن تكون مشتبهة!
أين تكمن مشكلة الكاتب والكتاب السعودي؟ لماذا لا يعرف في الخارج كما يجب؟
- لأن وسائل الإعلام السعودية في الوطن العربي والعالم انشغلت بالتعريف بغيره!
نفتقد الأجواء الثقافية في بلادنا، لا نحتفي بالثقافة كما يجب، أين الخلل؟
- لأن البعض ما زال ينظر إلى الثقافة بريبة، ويعتبرها حصان طروادة الذي يحمل الشر في جوفه!
لماذا دبي وأبو ظبي والدوحة.. سرقت منا الحضور والتميز في المشهد الثقافي؟
- لم نكن أصلاً نملك الحضور والتميز في المشهد الثقافي حتى يسرقه أحد منا، في دبي وأبو ظبي والدوحة مشاريع ثقافية واضحة الرؤية والأهداف والأدوات، أما نحن فمازلنا عاجزين عن إشهار رابطة أدبائنا ومتعثرين في عقد مؤتمر ثالث لمثقفينا!
هل تؤيد فيزا حرة للكتاب والمثقفين لكي تسهل زيارتهم للمملكة؟
- إذا كان فكرهم لم يعد بحاجة لفيزا لزيارتنا بفضل الإنترنت فلماذا يكونوا بحاجة لفيزا لزيارتنا؟!
متى تتوقع أن يزورنا أديب عالمي؟
- عندما نملك أديباً يزور العالم!
المسلسلات السعودية والتركية
طرحت في الآونة الأخيرة مسلسلات وروايات تعكس حياة المجتمع السعودي.. كيف تقوم تلك الأعمال.. وكيف ترى تعامل الإعلام بقنواته مع الشق النسائي في المجتمع؟
- لا أدري إذا كانت فعلاً تعكس حياة المجتمع السعودي، فأنا أشعر بالغربة عند مشاهدة المسلسلات أو قراءة الروايات، فمعظم الروايات السعودية الحديثة مجرد مشاريع مسلوقة أرادت اللحاق بقطار الشهرة!
هل تشعر أن المسلسلات التركية تنذر بخطر كبير على المجتمع؟
- لا، أبداً، فقد سبقتها المسلسلات المكسيكية وقامت بالواجب! وهذه الأيام «تهون» المسلسلات التركية عند بعض المسلسلات الخليجية!
تقول: «كم أنت رخيص أيها الإنسان.. تسكب الملايين على مسرح عتق رقاب القتلة، بينما لا يساوي ضحايا الأخطاء والإهمال والتقصير والجشع فخذ بعير».. من المسؤول عن هذه المعادلة الظالمة؟
- النظام عندما تفشل العدالة في أن تكون شبكة أمان حقوقي وقيمتي كإنسان، والمجتمع الذي عجزت ثقافته عن أن تتجاوز ثقافة القبيلة!
لماذا هاجمت توظيف النساء كاشيرات في السوبر ماركت.. هي بالخيار وليست بالإجبار على كل سيدة؟
- لأنني أشعر بأن ذلك يعبر عن فشلنا في منح المرأة السعودية فرص العمل التي تستحقها وتحفظ كرامتها، قبل أن نمنحها فرصة العمل كمحاسبة «كاشير»، لنمنحها أولاً فرصة العمل في متاجر المستلزمات النسائية التي فشلت وزارة العمل في تفعيل قرار تأنيثها!
عندما يتدخل خادم الحرمين شخصياً في إيقاف حكم على إعلامي.. أليس في هذا إشغال لولي الأمر عن أمور أهم؟
- هذا يعني أن هناك قصوراً في تنظيم إجراءات وأحكام التقاضي في قضايا الرأي، ليس مطلوباً أن يشعر الإعلامي بأنه يملك حصانة مطلقة ضد المحاسبة! بل المطلوب أن تكون هناك قواعد منصفة وعادلة ومحايدة تضمن الحقوق لكل الأطراف!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.