في لحظة شاعرة لا تمر كثيرا ولا تشبه غيرها من اللحظات لمست تناغما خفيا لا يكاد يسمع بين الوردة وبين طائر الكناري امامي الآن وردة حمراء مثل شروق الشمس او مثل (مقلة وسنى افاقت من كراها) كما يقول الشاعر: قرب الوردة وقربي طائر كناري اطرب لصوته وأتألم لأنه في قفص غير ان جمال صوته يغطي على الألم. الوردة حين يداهمها الذبول تترك اوراقها للريح فتسقط واحدة بعد اخرى ذلك لان (عمرها يوم وتحيا العمر حتى منتهاه) والكناري حين يتألم واعتقد لانه في قفص) يتساقط ريشه واحدة بعد اخرى. هذا التناغم في التساقط له معنى واحد، هو: ان القوانين الطبيعية خصت كل شيء جميل بطريقة من (الذبول) تختلف عن الاخرى! فهناك ذبول سريع كما هو في الوردة وفي الكناري وهناك ذبول بطيء كما هو في النخلة والانسان. ان ذبول الانسان امضى واقسى من كل الوان الذبول الاخرى ويكفيك فقط ان تتذكر ملامح وجهك قبل عشرين او اربعين عاما من وقوفك الآن امام المرآة واذكر بشكل باهت ان الدكتور غازي القصيبي وصف المرآة وصفا فاجعا وهي ترسم هذه الحالة اذ اطلق عليها وصف الخائنة. هل تلاحظ هذا في الوجوه ام انك تمر عليها مرور من استغشوا ثيابهم؟ هذا ما اسألك عنه اذا لم تكن قد سبقتني بطرح السؤال نفسه.