تسبب عاهة الذبول أحياناً خسائر كبيرة في محصول التمر حيث يظهر تجعد وتكرمش للثمرة قبل اكتمال نضجها وهو ما يسمى بعاهة الأحشاف. ويمكن تمييز نوعين من الذبول . النوع الأول : ينشأ نتيجة للإصابات الحشرية وهذه الإصابات معروفة ويمكن تشخيصها بسهولة ومعرفة أسبابها والتي منها دودة البلح الصغرى ( الحتت ) ودودة البلح الكبرى وحفارات عذوق النخيل . النوع الثاني : الذبول الفسيولوجي وهذا الذبول ليس للإصابات الحشرية أو المرضية الفطرية أي علاقة به وقد تعود أسبابه إلى عوامل فسيولوجية وعوامل بيئية, منها ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ أثناء موسم النمو وكذلك عدم كفاية ماء الري وعدم انتظامه خلال مراحل تكوين الثمار أو زيادة حمل النخلة من العراجين. ومن الأمراض الفسيولوجية التي تسبب ذبول الثمار عاهة انقصاف العراجين والقطع الثلمي. وتظهر هذه العاهة على شكل حز أو بتر أملس في قاعدة العرجون ( حامل العذق ) أساسه حدوث فراغات أو كسور في الأحزمة الوعائية الداخلية للعرجون النامي وهذا يؤدي إلى كسر ميكانيكي أثناء نمو العرجون ( الطلع ) كذلك من الأمراض الفسيولوجية تساقط ثمار النخيل والمعروف بتساقط يونيو ويسمى عند عامة المزارعين بتساقط الثريا وهو جزء من التساقط الفسيولوجي يحدث في شهر يونيو لمعظم أشجار الفاكهة ويعتبره البعض خفاً طبيعياً للنخيل للتخلص من زيادة حمل الثمار. إلا انه يوجد نوع من الذبول غير المعروفة أسبابه على وجه الدقة و يعرف عند المزارعين ( بالنقاز) حيث لاحظت أن هذا الذبول يحدث دائما في الطلع المبكر ( الربعي ) والذي يخرج أولاً في قمة النخلة والتي تكون شماريخه الزهرية أطول من شماريخ الطلع المتأخر ولا يحدث الذبول مطلقا في الطلع المتأخر ( الصيفي ) والذي يخرج بعد أيام أسفل الطلع المبكر . لذا فإنني أرى ومن خلال متابعتي لهذه الظاهرة ووقوفي على عدد من المزارع المصابة بهذه العاهة أن سبب هذا الذبول لكامل العذق في الطلع المبكر يرجع أسبابه إلى نتيجة إحلال ونمو البرعم الثمري المتأخر محل البرعم الثمري المبكر حيث أدى هذا الإحلال إلى سد وإغلاق الأوعية الناقلة للعصارة إلى شماريخ العذق المبكر وبذلك يحدث الذبول تدريجياً للبرعم الثمري ( الطلع المبكر ) حيث يذبل كامل العذق ويحمر لونه ويجف وتنكمش ثماره وتتجعد وتصبح حشفاً. علماً بأنه في السنة التي تليها تصبح النخلة المصابة بهذه العاهة طبيعية ولا تظهر عليها هذه الظاهرة. لذا فإنه من الأهمية بحث ودراسة هذه الظاهرة لدى الجامعات أو مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أو من قبل مركز أبحاث النخيل والتمور بالأحساء لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة. *رئيس قسم وقاية النبات مركز أبحاث الزراعة العضوية بالقصيم - عنيزة