المحاضرة الشبابية في ليلة النصر.. لم تكن محاضرة فحسب.. بل كانت درسا تاريخيا لن ينساه النصراويون ما عاشوا!.. فلقد بدا فريقهم كالحمل الوديع التائه.. الذي يبحث عن امه في ليلة ماطره!.. الدرس الشبابي مسح خرافات الحكام من اذهان جمهور النصر الذي عششت فيه هذه الخرافة الادارية بمباركة من بعض الكتبة واكلت وشربت ونامت وهو ما لم يحدث في اذهان جمهور رياضي محلي آخر!.. وهذا هو الفرق بين فرق الاندية الاخرى وفريق نادي النصر.. حيث يتراجع او يترنح او يراوح مكانه في الوقت الذي يتقدم فيه الآخرون ويتبادلون فيه ادوار البطولة من الهلال الى الاتحاد الى الاهلي والشباب الى الاتفاق والقادسية!. ليست قضية ان يخسر فريق مثل النصر، وبكم من الاهداف ولو بلغ نصف درزن (من اللطف)!، فان كان خسر النصر.. فالفائز هو الشباب احد فرق الاندية السعودية الرائعة.. فنيا واداريا، وان كانت ام الخسائر النصراوية جاءت صاعقة بستة اهداف.. فلكي تؤكد للموهومين من جمهور النصر قبل غيرهم انه لا يوجد حكام يلغون وجود فريق ما من قائمة الابطال.. ولا يحول بينه وبين مراكز الصدارة لا نظام مسابقة ولا حكم ولا رأي اعلامي معارض ولا جمهور، ولا منافس لدود!.. كان الشباب ليلة السبت الماضية.. بقمصانه المقلمة.. كما لو كان فريقا قادما من ايطاليا او البرازيل!.. لا (نصرنتوس) ولا يحزنون!.. وهذه عوائد شيخ الاندية الفتي.. فعلى كثرة ما صدر من الاسماء لفرق الاندية الاخرى بما فيها الجار النصراوي.. بقي شامخا بشبابه واداراته وقواه.. يتواجد في الوقت المناسب! ومن حق ان تكون اهدافه الستة في المرمى النصراوي رسالة مرعبة تتجاوز اسوار نادي النصر الى الفارس الاتحاد الذي يبدو حاليا في الساحة المحلية كما لو كان بلا منافس!.. فضلا عن ان تكون الرسالة شديدة اللهجة رسالة لبقة المنافسين الآخرين وعلى رأسهم الهلال الذي لم تتضح بعد ملامح حضوره تحت ادارة فنية برئاسة الهولندي اديموس الذي لم يستطع اكمال مشاهدة لقاء الشباب والنصر وقد رأى كيف تلاعبت الريح الشبابية بشباك المرمى النصراوي ومزقته وكادت تدفنه بالرقم القياسي من الاهداف لولا لطف الله ثم لطف الشبابيين الذين توقفوا عن الرقم ستة في ليلة رأس السنة الهجرية الجديدة المباركة!. اتمنى ان تكون الرؤية الادارية النصراوية اعتبارا من تاريخه 6 على 6!.. ليتفرغ الجهد الاداري النصراوي لبناء النصر! فتساهم بذلك في بناء مجتمع رياضي سليم من المعوقات والتشوهات والامراض النفسية التي لا تأتي الا بخيبات الامل!.. اما ان لم تكن حتى الاهداف الستة كافية لذلك.. فليهيئ جمهور النصر نفسه لمزيد من امثال هذه الليالي الماطرة بالاهداف على غرار ما حصل لفريقي الطائي والشعلة!.. مع اجمل التهاني لكافة الحكام المظلومين!. فاصلة يبقى نادي النصر.. ناديا كبيرا.. باسمه وشبابه ورجاله واعضاء شرفه، وأحد أهم أنديتنا الرياضية، ولن تهزه لا هزيمة في ليلة لم تكن هي ليلة النصر وان سبقتها مبشرات مريرة بهزائم امام فرق أخرى من مختلف المواقع في قائمة ترتيب فرق الدوري.. وعلى محبي نادي النصر.. أن ينتظروا اياما سعيدة رغم ما حدث.. نعم ربما يطول دونها الانتظار.. ولكنها حتما ستأتي.. لان الذي ادار هذه الايام للغير.. لن يحرمها احد.. الا اذا لم ننجح في تغيير ما بانفسنا.. لان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.. فهل تكفينا هذه الدروس.. ام نحتاج معها الى دروس شبابية اخرى؟!