قال مسؤولون أمريكيون إن جماعة المؤتمر الوطني العراقي برئاسة احمد الجلبي هي التي قدمت لوكالة مخابرات الدفاع الامريكية ضابطا بجهاز المخابرات العراقي كان مصدر معلومات بأن العراق لديه معامل متنقلة للأسلحة البيولوجية. وتم هذا الاتصال في عام 2002 بناء على طلب مسؤول مدني بوزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون". وأحجمت مصادر حكومية عن تحديد هذا المسؤول لكنها قالت انه لم يكن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ولا نائبه بول ولفوفيتز. ويقول خبراء بالمخابرات ان جماعة المؤتمر الوطني العراقي في المنفى وزعيمها أحمد الجلبي كانوا يلقون ترحيبا من المسؤولين المدنيين بالبنتاجون أكبر بكثير مما يلقونه من ضباط وكالة المخابرات المركزية /سي.اي.ايه/ أو وزارة الخارجية. ويرتبط الجلبي بعلاقات صداقة حميمة مع نائب وزير الدفاع ونافذين في البنتاغون وأبلغ الضابط العراقي وكان برتبة رائد وكالة مخابرات الدفاع عام 2002 بان بغداد لديها معامل متنقلة لاجراء أبحاث عن الاسلحة البيولوجية وهو ما دفع المخابرات الى الاعتقاد بوجود قدرات عراقية لانتاج أسلحة دمار شامل. وتواجه الادارة الامريكية منذ حرب العراق انتقادات بأنها بالغت من حجم التهديد الذي شكله العراق وبخاصة مع عدم العثور على أي أسلحة بيولوجية أو كيماوية هناك. وكان امريكيون قد انتقدوا ادارتهم لانها استخدمت معلومات قدمها الجلبي الذي تحميه القوات الامريكية في العراق. وتجري حاليا لجان مخابرات تابعة للكونجرس ووكالة السي.اي.ايه ولجنة شكلها البيت الابيض في الاونة الاخيرة تحقيقات بشأن مدى دقة المعلومات التي وردت للولايات المتحدة قبل الحرب. وفي البداية وجدت وكالة مخابرات الدفاع التي التقت مع الضابط العراقي خارج الولاياتالمتحدةوالعراق أن معلوماته يمكن تصديقها واجتاز الضابط اختبارا أوليا لكشف الكذب. لكن مع اجراء مزيد من المناقشات اتضح أنه يبالغ في بعض المعلومات ومن ثم أخضعته الوكالة لاختبار اخر بجهاز كشف الكذب أخفق الضابط في اجتيازه. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن الضابط العراقي بالغ في معلوماته بشأن من كان على معرفة بهم وما كان على علم به في عدة أمور. ومن ثم أصدرت وكالة مخابرات الدفاع في مايو 2002 تحذيرا الى أجهزة المخابرات بالنظر بعين الشك في أي معلومات من ذلك المصدر. لكن محللي المخابرات أغفلوا التحذير ووردت المعلومات التي قدمها الضابط العراقي بشأن وجود معامل للاسلحة البيولوجية في تقرير المخابرات الصادر في أكتوبر عام 2002 عن تقييم قدرات العراق الخاصة بانتاج أسلحة محظورة. وتعيد وكالات المخابرات الامريكية النظر في مجموعة واسعة من المعلومات منها مواد ومصادر أخرى قدمها المؤتمر الوطني العراقي قبل الحرب ومن المرجح ظهور أوجه تعارض أخرى. وقال جورج تينيت مدير السي.اي.ايه في كلمة ألقاها في الخامس من الشهر الحالي يتعين أن أعلمكم بأننا نجد أوجه تناقض في بعض المعلومات التي قدمتها مصادر قبل الحرب بشأن انتاج أسلحة بيولوجية يمكن نقلها. وتابع ولاننا لا نتمكن من الاتصال بأهم المصادر في هذه المسألة اتصالا مباشرا فاننا لم نتمكن بعد من تفسير أوجه التعارض. وقال مسؤول أمريكي ان تينيت كان يشير الى مصادر أخرى غير الضابط العراقي المذكور.