لم يلبث الصحافيون الفلسطينيون في غزة أن علقوا اعتصامهم المفتوح واضرابهم عن العمل الذي بدأوه امس احتجاجا على الاعتداءات المتكررة عليهم وذلك اثر قرار اصدره الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بملاحقة الجناة. واعلن توفيق ابو خوصة نائب نقيب الصحافيين في غزة خلال اعتصام استمر ثلاث ساعات انه تقرر تعليق الاعتصام الى الاسبوع القادم حتى نعطي السلطة التنفيذية فرصة لتحويل الاقوال الى افعال بشأن القاء القبض على الذين نفذوا اعتداءات ضد صحافيين او مؤسسات اعلامية ومحاكمتهم. واعتبر ابو خوصة ان هذه الخطوات الاحتجاجية جزء من معركة حرية الكلمة وحماية هذه الحرية. واكد الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة في السلطة الفلسطينية في كلمة امام اكثر من مائة وخمسين صحافيا يمثلون قطاعات اعلامية محلية وعربية واجنبية اعتصموا في احدى قاعات المجلس التشريعي ان الرئيس ياسر عرفات والقيادة يرفضون بشكل قاطع اي مساس بالصحافيين او المؤسسات الصحفية. واضاف حرية الصحافة مقدسة والصحافيون لهم حصانة كاملة .. ونحن مع التعددية السياسية وحرية الرأي وتابع ان أوامر عرفات مشددة وواضحة وحازمة وقاطعة للسلطة التنفيذية بوقف كافة الاعتداءات على حرية الصحافة والصحافيين ومتابعة التحقيق في كل الاعمال الخارجة عن القانون واعراف شعبنا. واوضح عبد الرحيم ان السلطة الفلسطينية لم ولن تغلق اي ملف من ملفات الاعتداءات على الصحافيين مضيفا ان قادة الاجهزة الامنية يتابعون تعليمات الرئيس عرفات بهذا الخصوص. وتطالب نقابة الصحافيين بعدم تقييد هذه الاعتداءات ضد مجهول. وكانت قد نفذت اضرابا تحذيريا عن العمل ليوم واحد في التاسع من الشهر الجاري احتجاجا على الاعتداءات المتكررة من قبل مجهولين ضد الصحافيين. واكد ابراهيم ابو النجا نائب رئيس المجلس التشريعي ان المجلس سيعقد جلسة خاصة لبحث الاعتداءات على الصحافيين والمؤسسات الاعلامية. وادان المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في بيان وزع خلال الاعتصام الجرائم ضد الصحافيين مطالبا النائب العام في السلطة الفلسطينية بالتحقيق الجدي في هذه الاعتداءات والكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة. وكان مجهولون قد احرقوا الجمعة الماضية سيارة مدير صحيفة الحياة الجديدة اليومية الرسمية في قطاع غزة وسبق ذلك اقتحام مقري صحيفة الدار الاسبوعية بغزة وتليفزيون القدس التربوي برام الله وكذلك ضرب واطلاق النار على مراسل قناة العربية الفضائية ومراسل وكالة فرانس برس. وبدأ صحافيو قطاع غزة صباح امس اعتصاما مفتوحا في مقر البرلمان بغزة واضرابا عن العمل فيما احتجبت صحيفة الحياة الجديدة عن الصدور ليوم واحد. وهذه هي المرة الاولى التي تحتجب فيها صحيفة يومية فلسطينية عن الصدور احتجاجا على اعتداءات ضد المؤسسات الاعلامية. ويبلغ عدد الصحافيين في الضفة الغربية وقطاع غزة قرابة سبعمائة صحافي بينهم حوالي ثلاثمائة في قطاع غزة وفقا للنقابة.