يأتي التوجيه من لدن صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد امير المنطقة الشرقية لأمانة مدينة الدمام باطلاق اسماء الرواد من رجال الاعمال والوجهاء والاعيان على بعض شوارع مدن ومحافظات المنطقة ليحقق تكريما من سموه لهذه الفئة التي كان لها تأثير واضح من خلال الجهود التي بذلتها لخدمة المنطقة سواء في الاعمال الاقتصادية او الاجتماعية او الحكومية. واعتقد ان مسألة تكريم الرواد من الاقتصاديين لم تأخذ نصيبا وافرا لدينا فالملاحظ ان الرعيل الاول من الذين اسسوا قطاعات المال والاعمال على اختلافها في بلادنا لم تخلد اسماؤهم لتبقى ذكرى تسترشد بها الاجيال الحاضرة والقادمة. وكذا فان المجموعات التجارية والشركات العائلية عندما يرحل المؤسس في الاغلب الاعم كأنه شيء عابر فلا يتم انشاء او تكوين عمل يحمل اسمه وخذ مثلا كم فقدت المنطقة الشرقية من رجالات المال والاعمال الذين اسسوا الاعمال الاقتصادية فيها سواء من بدأ منهم موظفا بسيطا في شركة او دائرة حكومية او ورث ارثا محدودا واستطاع بعصاميته وكفاحه ان ينشئ صروحا من الاعمال تظل تخدم المجتمع على اختلاف منشآته. ولماذا لا تبادر المجموعات التجارية والشركات العائلية إلى تخليد اسم مؤسسيها من خلال عمل مشاريع تحمل اسماءهم ومنها كتابة مسيرتهم العملية وتجاربهم وجعلها في المتناول وكذلك بتبني المشاريع الخيرية والطبية والتعليمية وهو لن يكلف كثيرا بل سيكون مردوده على العائلة والمجتمع ولو رجعنا الى الشخصيات التي غيبها الموت سنجدها كثيرة ولها تجارب جديرة بان تكون محل بحث ودراسة ونقصد التجربة في العمل الاقتصادي والنهج الاداري في اسلوب اعماله. والواقع يثبت انه حتى غرفة الشرقية التي اخذ ذلك الرعيل على عاتقه تكوينها وتأسيسها في مرحلة كان عدد المشتركين فيها محدودا وتحملوا مسئوليات ومهمات التأسيس فلم ترد لهم الغرفة التجارية هذا الجميل وهو ما يعتبر واجبا بالنظر الى مرحلة التأسيس وما اكتنفها من صعاب ومشاق الا ما فعلته الغرفة في اطلاق اسم احد رؤسائها على اكبر قاعاتها. وان الناظر في مسميات شوارع المنطقة الشرقية لا يجد فيها اسما من تلك الاسماء للرواد وعلى الامانة الاسراع في ذلك خاصة اذا قام اصحاب تلك المجموعات بالمشاركة في تحسين وتجميل ذلك الشارع والله الموفق.