اعتقد ان مسألة تكريم الرواد من الاقتصاديين لم تأخذ نصيبا وافرا لدينا، فملاحظ ان الرعيل الاول من رجال الاعمال الذين أسسوا قطاعات المال والاعمال على اختلافها في بلادنا لم تخلد اسماؤهم لتبقى ذكرى تسترشد به الاجيال الحاضرة والقادمة، وكذا فان المجموعات التجارية والشركات العائلية عندما يرحل المؤسس في الاغلب الاعم كأنه شيء عابر، فلا يتم انشاء او تكوين عمل يحمل اسمه، وخذ مثلا كم فقدت المنطقة الشرقية من رجالات المال والاعمال الذين أسسوا الاعمال الاقتصادية فيها سواء من بدأ منهم موظفا بسيطا في شركة او دائرة حكومية او ورث ارثا محدودا واستطاع بعصاميته وكفاحه ان ينشىء صروحا من الاعمال تظل تخدم المجتمع على اختلاف منشآته. والملاحظ انه حتى الغرف التجارية التي اخذ ذلك الرعيل على عاتقه تكوينها وتأسيسها في مرحلة كان عدد المشتركين فيها محدودا وتحملوا مسؤوليات ومهمات التأسيس فلم ترد لهم الغرف التجارية هذا الجميل وهو ما يعتبر واجبا بالنظر الى مرحلة التأسيس وما اكتنفها من صعاب ومشاق وان الناظر في مسميات شوارع المنطقة الشرقية لايجد فيها اسما من تلك الاسماء الوارد والتي لا بأس من اطلاق اي منها عليها خاصة اذا قام اصحاب تلك المجموعات بالمشاركة في تحسين وتجميل ذلك الشارع. وبالرغم مما تحتويه غرفة الشرقية على سبيل المثال من القاعات الا انها لم تبادر الى اطلاق اسم اي من الرواد المؤسسين علي إحداها وكنا نعتقد ان يتم ذلك في الاحتفال بمرور خمسين عاما على احداها ولكن اكتفت بتوزيع دروع على اعضاء مجالس الادارة منذ التأسيس وحتى الدورة الثالثة عشرة وهو مالم يكن متوقعا اذ ليس من المنطق ان يتم مساواة الجهد الذي بذله المؤسس بغيره.