في ليلة ساحرة من ليالي معرض القاهرة الدولي للكتاب وعلى مدار ساعتين التقت الدكتورة سعاد الصباح بعشاق الشعر والادب والثقافة والفن وكان من بين الحاضرين الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس وزراء مصر الاسبق والشاعر فاروق جويدة والشاعر محمد ابودومة الروائي وجمال الغيطاني رئيس تحرير اخبار الادب وفرخندة حسن امين عام المجلس القومي للمرأة والفنان حسين فهمي والاديبان ابراهيم عبدالمجيد ويوسف القعيد بالاضافة للدكتور سمير سرحان رئيس الهيئة المصرية للكتاب الذي اهدى الشاعرة درع الهيئة وادار الامسية الاعلامي جمال الشاعر رئيس القناة الثقافية بالتليفزيون المصري. بدأ اللقاء بكلمة للدكتور سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب اثنى فيها على الدكتورة سعاد الصباح مؤكدا انها شاعرة متفردة واديبة متميزة في شعرها ونثرها فضلا عن مواقفها الوطنية والانسانية والثقافية والقومية شاعرة عبرت عن مكنون مشاعرنا وقضايانا. واضاف ان الدكتورة سعاد الصباح شاعرة مناضلة خاضت حربها الشعرية باسلحة الوزن والصورة الشعرية الجديدة البسطية والمركبة في آن واحد بالاضافة للغتها السهلة ومفرداتها النافذة مشيرا الى انها عندما فقدت وطنها ناضلت بالكلمة فكتبت رائعتها (هل تسمحون لي أن أحب وطني). اما جمال الشاعر فقد قال نحتفل بشاعرة عربية كبيرة تحمل جينات العبقرية الشعرية بداية من الخنساء ومرورا بنازك الملائكة ووصولا اليها هي سعاد الصباح الشاعرة المناضلة من اجل حقوق المرأة العربية وهي شاعرة مجيدة ومتميزة تقدم نموذجا مشرفا للمرأة العربية في المحافل الدولية. وفي كلمتها اكدت الدكتورة سعاد الصباح ان قراءة الشعر في مصر توقع الشاعر في تناقض مع نفسه ومع الشعر ذلك لان مصر من حيث التشكيل الثقافي والجمالي هي خلاصة الشعر فأي ورطة يقع فيها الشاعر حين يحاول ان يحمل الى نهر النيل قطرة ماء والى ارض مصر الحبلى بملايين القصائد.. قصيدة جديدة. واضافت: ان مصر في مطلع الستينيات كانت ينبوعها الثقافي الاول والذي شربت منه حتى ارتويت فعلى ارضها الطيبة نبت ريشي وكبرت اجنحتي واورقت حنجرتي وولدت قصائدي الاولى.. لقد اعطاني اساتذتي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة مفاتيح المستقبل ولذلك فمصر بالنسبة لي هي الصدر الذي اسندت رأسي اليه ورضعت منه حليب المعرفة وغذاء الفكر.. فقد تكونت على يد مصر ثقافيا وقوميا مشيرة الى انها من الجيل الذي شهد العصر الذهبي للمد الوحدوي كما شهد اروع واعظم معاركنا القومية مضيفة قولها انا امرأة من جيل الاحلام الكبرى والفتوحات والتحولات الكبرى عشت التاريخ العربي وهو في ذروة كبريائه وقمة تحدياته يوم ان كانت مصر يومئذ وردة العالم العربي وسيفه، فقد قطعنا الحلم من شجر المستحيل وحلمنا بالامبراطورية العربية التي لا تغيب عنها الشمس. ثم ألقت د.الصباح مجموعة من القصائد منها قصيدة (نحن باقون هنا) التي تقول في مطلعها:==1== نحن باقون هنا==0== ==0==نحن باقون هنا هذه الارض من الماء الى الماء انا==0== ==0==ومن الآه الى الآه انا كل دبوس أذا ادمى بلادي هو في قلبي انا==0== ==0==هذه هي الأم التي ترضعنا وهي الخيمة والمعطف والملجأ==0== ==0==والثوب الذي يسترنا هذه الارض التي تدعى الكويت==0== ==0==نحن معجونون في ذراتها نحن هذا اللؤلؤ المخبوء في اعناقها==0== ==0==نحن هذا البلح الاحمر في نخلاتها==2== ثم تلت قصيدتها (سأبقى معك) والتي جاء فيها: احبك رغم الوف العيوب الصغيرة فيك واعرف انك لا تستحق عطائي وارمي بنفسي على ساعديك ولا اتذكر أين أمامي وأين ورائي احبك حتى حدود السذاجة حتى حدود الغباء واعرف اني سأغرق في آخر الأمر في شبر ماء فسامح غبائي ومهما اردت التحرر من كحلي العربي ومن شعري الكستنائي سأبقى احبك حتى تسيل الدماء وحتى تسيل دمائي وفي نهاية الامسية قام مجموعة من الفنانين وعلى رأسهم الفنان اشرف عبدالغفور بالقاء مقتطفات منتقاة من بعض قصائد الشاعرة سعاد الصباح وذلك بمصاحبة عود الفنان محمد خلف. جمال الشاعر