شهدت دار الاوبرا المصرية افتتاح الموسم الثقافي للعام 2003 - 2004 باستضافة الشاعر السعودي عبد الله الخشرمي في امسية شعرية تدور حول اسهاماته الادبية شارك فيها مجموعة من الفنانين المصريين منهم سامح الصريطي ووفاء سالم ووفاء الحكيم بالاضافة للشاعرة الفلسطينية فاتنة العزة كما غنى المطرب وائل سامي وخالد عبد الغفار وسهير حسين بعض قصائد الشاعر بعد تلحينها. حضر الامسية عدد كبير من المسئولين السعوديين بالقاهرة في مقدمتهم المستشار الثقافي السعودي محمد عبد العزيز العقيل، ود. محمد عبد الرحمن الربيع وكيل جامعة الامام بالرياض، كما حضر الشاعران المصريان د. محمد ابو دومة ومحمد ابراهيم ابو سنة. بدأت فعاليات الامسية عندما قدم الشاعر د. ابو دومة الضيف قائلاً ان عبد الله الخشرمي له دور كبير في النشاط الثقافي في المملكة وينتمي لجيل الثمانينات الذي قدم البنية المتفردة للقصيدة العربية الحديثة، وهو الشاعر الذي طرح فكرة انشاء مكتبة الملك فهد بجدة كما انه رئيس معرض جدة الدولي للكتاب والمعلومات ورئيس المجلس العربي للثقافة والاعلام، صدر له عدد من المجموعات الشعرية منها ذاكرة الاسئلة النوارس خارطة المرايا ، تحولات الزمن اليخضور وله تحت الطبع مجموعة خاتم العاشقين. وفي بداية حديثه أكد الخشرمي انه جاء إلى هنا حباً في مصر باعتبارها القصيدة المكتملة في الوجدان فهي القصيدة الاجمل واعرب عن سعادته بوجوده داخل دار الاوبرا المصرية والتي تعتبر الهرم الرابع لمصر التي تحقق عروبة الانتماء ووحدة الكلمة مشيراً إلى أن تكريمه يعد تكريما للمملكة ولهذا اهديه لوطني وجميع ابناء المملكة ثم القى مجموعة من القصائد منها تمثال و سدرة القيظ نالت استحسان الحضور. ثم شارك الفنانون المصريون الشاعر المبدع بالقاء مجموعة من قصائده المتميزة فالقت الفنانة وفاء سالم قصيدتي شاهد و خارج رحم الحب وبعدها القى الفنان سامح الصريطي مجموعة اخرى من القصائد هي هوية، ظل ، و ليلى الجديدة والتي نال على القائها تصفيقا حادا من جميع الحضور لتفاعله معها بشدة وقد زاد القصيدة جمالاً عندما غناها المطرب الشاب وائل سامي بعد ان لحنها ثم القت الفنانة وفاء الحكيم قصيدة حسام والشاعرة الفلسطينية فاتنة العزة قصيدة فوضى ثم غنى خالد عبد الغفار مقطوعات زحف الصمت، دائرة من حرير اللهب واخيراً ابحث عن وطني بمشاركة سهير حسين وكان ختام الاامسية مجموعة قصائد القاها الشاعر بدأها بقصيدة ذاكرة لاسئلة النورس. والذي اكد انها ما زالت تراوح من المعنى وكانها لم تبرح الجرح العربي الممتد من الماء إلى الماء رغم مرور 10 سنوات على خروجها للنور بالاضافة لقصائد المساء و كان لي صديق و اخلع الآن عيني و لا تقامر و للبلاد قواميسها للبكاء والتي نالت استحسان الجمهور لشفافيتها والتصاقها بالإنسان. وعلى هامش الندوة اكد المستشار الثقافي للمملكة بالقاهرة محمد عبد العزيز العقيل ان الامسية معبرة عن نفسها من خلال الحضور المتميز والمشاركة الجميلة من جانب الاشقاء في مصر الذين شاركوا الشاعر الخشرمي في القاء قصائده الشعرية مما أضاف عليها جمالاً آخر على جمالها السابق وسعدنا هذه الليلة بالاحتفال بالمنجز الابداعي لشاعر سعودي متميز واتمنى ان يستمر هذ التعاون بين دار الاوبرا المصرية وجميع المبدعين في المملكة. بينما اكد د. محمد عبد الرحمن الربيع - وكيل جامعة الامام - ان الامسية كانت جميلة وفرصة عظيمة لتبادل الحوار العربي العربي ونقل الثقافة السعودية إلى الشقيقة مصر مما يسهم في زيادة التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.واكد الشاعر محمد ابو دومة على أهمية التقاء الشعراء العرب في مصر جامعة الشعر العربي مضيفاً ان الدور الذي تقوم به دار الاوبرا يشجع الاصوات المتميزة من ابناء القصيدة الحديثة بالمملكة خاصة الشاعر الصحفي والكاتب عبد الله الخشرمي وهو ليس بغريب عن ساحة الشعر المصرية فقد شارك منذ ما يزيد على 10 اعوام في امسيات معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما انه يملك لغة مميزة وله تراكيب تنتمي لثقافة متجددة وايضاً بنية النص الشعري لديه تدخل في الحداثات الشعرية التي تتميز بها قصيدة التفعيلة على امتداد الوطن العربي. اما الفنانة المصرية وفاء الحكيم فأعربت عن سعادتها قائلة: لقد شاركت كثيراً في مسرحيات شعرية ولكن لاول مرة القي شعرا وسعدت جداً بالتجربة فمن خلال شعر الخشرمي شعرت بان همنا واحد واننا نمتلك لغة ولساناً واحداً والتي تشير إلى الكم الضخم من الود والحب والصداقات التي تربط بيننا وان أي عدو مهما حاول ان يفرق بيننا نحن العرب لن يستطيع. اما الفنان سامح الصريطي فأكد انه قبل المشاركة في الامسية سعادته للتعرف على شاعر معروف ويمتلك موقفا واضحا من القضايا التي تمسنا وسعدت بذلك واعتقد انني خرجت بصديق جديد. وفي النهاية اكدت الشاعرة الفلسطينية فاتنة العزة ان الامسية كانت جميلة ومتميزة بها رقي يتوافق مع رقي كلمات الشاعر الكبير عبد الله الخشرمي فقد شهدنا توليفة بين الكلمة والموسيقى من ناحية وبين الاحساس العالي وبين الروح الوثابة من ناحية اخرى.