كد رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد أن اتفاقية التجارة الحرة التي أبرمتها بلاده مع الولاياتالمتحدة أمس الاول هي أفضل ما في الامكان ولا تعكس القوة الاقتصادية لواشنطن كما أنها لا تفيد الصناع في أستراليا على حساب المزارعين. وتقول كانبرا إن اتفاقية التجارة الحرة قد تؤدي إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بواقع 1.8 مليار دولار أمريكي سنويا. وكان حجم التجارة الثنائية قد بلغ 28 مليار دولار أمريكي عام 2003. ولم يتسن إبرام الاتفاقية إلا بعد اتصال هوارد هاتفيا بالرئيس الامريكي جورج بوش وهي المكالمة التي أسفرت عن تذليل آخر الصعوبات في المفاوضات الشاقة بين الجانبين التي استمرت 14 يوما في واشنطن. وأشارت الانباء إلى أن هوارد قدم تنازلا يتمثل في إخراج تجارة السكر من الاتفاقية وهو الامر الذي قد يلحق به الضرر سياسيا في أستراليا. وقال هوارد في حديث لشبكة تلفزيون محلية لم يكن من المصلحة الوطنية التخلي عن اتفاقية ستعود بنفع بالغ على بقية (قطاعات) الاقتصاد لاننا لم نتمكن من الحصول على شيء بخصوص السكر. وأكد الممثل التجاري الامريكي روبرت زويلك في تصريح لشبكة تلفزيون أسترالية أنه عقب تلك المكالمة، درسنا بعض الامور معا وقررنا إبرام الاتفاقية. يذكر أن تجارة السكر تمثل دوما حجر عثرة في محادثات واشنطن مع الدول المنتجة للسكر لكن الولاياتالمتحدة وافقت بموجب اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمتها مع دول أمريكا الوسطى العام الماضي على إزالة بعض الحواجز أمام واردات السكر. وذكر مكتب زويلك أن اتفاقية التجارة الحرة تعني أن 99 بالمائة من السلع الامريكية الصنع ستدخل أستراليا معفاة من أي رسوم جمركية في نفس يوم دخول الاتفاقية التي تستلزم موافقة مجلس الشيوخ حيز التنفيذ. وبالنسبة لاستراليا، فإن 97 بالمائة من السلع الاسترالية الصنع ستدخل الولاياتالمتحدة معفاة من الجمارك. وقال زوليك في بيان: هذا هو أكبر خفض فوري في التعرفة الجمركية الصناعية يتحقق على الاطلاق في اتفاقية تجارة حرة أمريكية والصناع هم أكبر الفائزين .. هذا يوم عظيم لشعبي البلدين اللذين يربطهما تاريخ طويل من الصداقة والشراكة. يذكر أن الولاياتالمتحدةوأستراليا اللتين أرسلتا قوات إلى كل من أفغانستانوالعراق ترتبطان بتحالف دفاعي رسمي وارتبط زعيماهما المحافظان بوش وهوارد بعلاقة شخصية قوية عقب اجتماعهما في كانبرا العام الماضي. واعتبر البعض الاتفاقية مكافأة لهوارد على مساندته الشديدة لغزو العراق. ومن التنازلات الاخرى التي قدمتها أستراليا لابرام الاتفاقية القبول بإلغاء الرسوم الجمركية على لحوم الابقار ومنتجات الالبان بالتدريج خلال 18 عاما. لكن كبير مفاوضي أستراليا وهو وزير التجارة مارك فيل أصر على أن الجانبين قدما تنازلات وقبلا بحلول وسط. وسارع حزب العمل الاسترالي المعارض بانتقاد الاتفاقية واعتبرها خيانة وحذر من أنه قد يستخدم أغلبيته في مجلس الشيوخ لمنع المصادقة عليها. وقال ستيفن كونروي المتحدث باسم المعارضة للشئون التجارية إن الاتفاقية لا تحقق حرية التجارة في السكر ولا تحقق حرية التجارة في منتجات الالبان ويبدو أنها لا تحقق حرية التجارة في لحوم الابقار. وأضاف: لقد خان جون هوارد المزارعين الاستراليين. غير أن الصناع الاستراليين أشادوا بالاتفاقية لاسيما وأنها تزيل أي قيود أمامهم للفوز بعقود المشتريات الحكومية الامريكية. ويتعين أن يصادق كل من الكونجرس الامريكي والبرلمان الاسترالي على الاتفاقية قبل دخولها حيز التنفيذ.