كلنا ندرك مدى المصاعب والضغوط التي تواجه حكام كرة القدم قبل واثناء وبعد المباريات في زمن بلغت فيه تكنولوجيا النقل التليفزيوني والاعادة البطيئة من اكثر من زاوية ذروتها في العرض والتحليل والتدقيق والتمحيص..! ولانني على دراية تامة بانه لم يعد بمقدور الحكم (رغم كل الصلاحيات التي منحها له القانون) ان يقنع احدا بأنه صاحب القرار الاول والاخير.. فهناك عيون وكاميرات تراقبه وترصد كل شاردة وكل واردة..! واحقاقا اقول انني شاهدت وتابعت مباريات عديدة في الدوري.. وأؤكد ان الاخطاء التحكيمية التي وقعت في بعض المباريات تجاوزت حدود الخطأ التقديري وهذا اجحاف لايقبله عقل او منطق.. فمن الظلم ان تسفح جهود وعرق وآمال فرق بذلت الجهد والمال طيلة موسم بأكمله على قارعة الطريق بسبب صافرات بعض الحكام..! ولو كان الامر مرتبطا بسوء التقدير لتجاوزناه.. لكن بعض الاخطاء وأرجو ان تنتبهوا لهذه الجملة (بعض الاخطاء كان لها تأثير مباشر على نتائج المباريات ومسارات اللعب)..! وثمة ملاحظات كثيرة اود ان اوضحها حول اخطاء التحكيم الا ان المجال لايتسع عبر هذه الزاوية.. لكنني اقول باختصار وعلى سبيل المثال وليس الحصر ان اخطاء الحكم خليل جلال في مباراة الاتفاق والاتحاد لاتنزل بميزان ولا يحملها بقبان.. وعندما بادر المشرف العام هلال الطويرقي الى توجيه بعض الانتقادات اللاذعة للحكم بعد المباراة اعتبر البعض ان ما قاله الطويرقي من الكبائر مع انني وكثيرين غيري يتفقون معه في اشياء كثيرة ذكرها.. وعاد فريق الاتفاق وذاق الامرين من الحكم ظافر ابو زندة عندما منح فريق الشباب ركلة جزاء ظالمة احبطت لاعبي الاتفاق وكان هدف الشباب نقطة تحول جذرية في مسارات اللعب مما حدا بادارة الاتفاق رفع شكوى لامير الشباب والرياضة (تظلم) ضد حكم المباراة.. كما وقع ممدوح المرداس حكم مباراة النصر والرياض في اخطاء كثيرة من ابرزها عدم احتساب ركلتي جزاء للنصر احداهما واضحة عندما تعمد مدافع الرياض ابعاد الكرة بيده وبشكل متعمد.. وهناك مباريات كثيرة حافلة باخطاء تحكيمية فاضحة لايتسع المجال لاستعراضها هنا. واذا كنا نطالب بفرض عقوبات علنية بحق بعض الحكام المخطئين فهذا ليس من باب الشماتة او التشهير علما باننا كنا ومازلنا نشيد ونحترم ونقدر جميع الحكام ونعمل دائما وابدا على دعمهم ومساندتهم اعلاميا.. لكن الواجب والامانة الصحفية تدفعنا احيانا لانتقادهم بهدف التدبير وليس التشهير ولاعطاء كل ذي حق حقه خاصة في ظل استفحال الاخطاء.. وبعد ان اصبح التصور السائد لدى الاوساط الرياضية بان الحكم هو رجل مستبد قراراته مطلقة لا رجعة فيها.. ومهما فعل لا احد يستطيع ان يقول له (ما أحلى الكحل في عينك). ومن هنا نريد بل ونطالب اهل الحل والربط بكسر هذا الحاجز.. ودحض هذا التصور الخاطئ والسائد.. وان تأتي العقوبات متوافقة مع ما تقترفه الصافرات الظالمة لبعض الحكام.. لتؤكد للجميع ان المرجعية الاولى والاخيرة ليست لهم وحدهم وليست حتى للجنة الرئيسية للحكام بل من اجل التأكيد على ان هناك جهات مسؤولة اعلى من الحكم واعلى من لجنته. ولعلنا مازلنا نذكر جميعا القرار الجرئ الذي اتخذه الامير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في صفر 1422ه بحق ثلاثة حكام دوليين هم محمد السويل (وقف لمدة سنة) وعمر المهنا وابراهيم العمر (وقف كل منهما لمدة ستة اشهر) وهذه العقوبات جاءت علنية لكنها لم تكن تعني ان المظلة الواقية للحكام بدأت بالزوال.. بالعكس بل جاءت تقويما لاخطائهم ومن منطلق حمايتهم والمحافظة على سمعتهم ولفائدة جميع المعنيين رغم اعتزاز وتقدير ودعم سموه وسمو نائبه لجميع الحكام الوطنيين وفي كل مناسبة.. لكن عندما تستفحل الاخطاء لابد ان نقول للمحسن احسنت.. وللمخطىء اخطأت.. وهذا المبدأ هو اول درجات سلم النجاح والتفوق..!