في الوقت الذي يعيش فيه ملايين البشر في العالم بأقل من دولار واحد يوميا كما هو الحال في غالبية دول أفريقيا، تعيش كلاب وقطط أميركا بنحو خمسة دولارات في اليوم. هذه هي الحقيقة المرة فالإحصاءات التي نشرت مؤخرا أشارت إلى أن الأميركيين يؤوون في بيوتهم أكثر من 77 مليون قط و65 مليون كلب، كما يوجد في البيوت الإيطالية 42 مليون حيوان.. وهكذا الوضع في كل بيوت أوروبا. وإذا ذهبنا لتكاليف معيشة هذه الحيوانات، ستجد الأمر مرعبا، بل وسيحزن سكان القارة السوداء على حالهم، فالأميركيون والأوروبيون ينفقون كل سنة اكثر من سبعة عشر مليار دولار لإطعام الحيوانات الأليفة، فضلا على النفقات التي تخصصها الحكومات في موازناتها من اجل تنظيف الشوارع والأماكن العامة من مخلفات هذه الحيوانات. وبمقارنة بسيطة جدا سنعرف كيف يفكر الغرب في مشاكل الفقراء، فتقديرات الأممالمتحدة التي أعلن عنها منتصف العام الجري تطالب بتوفير 17 مليار دولار لتأمين قاعدة صحية لائقة لنحو 48 مليون فقير في العالم، بمعنى أن إجمالي الإنفاق على حيوانات أوروبا يحل أزمة 59% من المشاكل الصحية لفقراء العالم. ناهيك عن مشاكل الجوع والفقر، فملايين الأشخاص من مختلف بقاع العالم يعانون من المجاعة، في الوقت الذي يستهلك فيه خمس سكان العالم 86% من الخدمات والسلع المنتجة عالميا.. وتستهلك كذلك كلاب وقطط أميركا وأوروبا ما لا يستهلكه البشر في أماكن لا يعرف إلا الله مصيرهم.