السيد بيجلز به شيء من الصلف والغطرسة. لم لا وقد توفر له كل شيء في فندق الخمس نجوم الذي يقيم فيه. جناح بنافذة بديعة وفراش وثير وتلفزيون معه جهاز فيديو وهو أفضل ما يمكن لهذه المنشأة الموجودة في ضاحية من واشنطن أن تقدمه.كما أنه يجد من يهرش له خلف أذنيه. السيد بيجلز هو كلب إنجليزي من نوع البولدوج جيء به لاقامة في منتجع أولد تاون للحيوانات الاليفة أضخم وأفخم فندق للحيوانات الاليفة في الولاياتالمتحدة. لننس الوجارات (بيوت الكلاب) ذات الرائحة الكريهة. فالحيوانات تقيم هنا في أجنحة وأصحابها ينادون بلقبي ماما وبابا. وأتفه طلب يتعلق براحة النزلاء والعناية بها يتحقق دون أدنى تذمر أو شكوى من العاملين في الفندق وعددهم 85 شخصا. هل تقدم لحوم هامبورجر من ماكدونالدز في كل وجبة؟ هل من يتولى تقديم الغذاء هم الاناث وحدهن وهل تقدم الوجبات الشهية الصغيرة على مدار اليوم؟. لا بأس. فالتدليك والعناية بالاقدام والمعالجة بالماء والتريض على مضمار الحواجز هي كلها جزء من الاعمال المرحة. منتجع أولد تاون للحيوانات الاليفة هو جنة للحيوانات لا تتوفر لبني الانسان ترتقي بوقت الفراغ عند القطط والكلاب إلى مستويات جديدة ليس لاحد أن يحلم بها. يقول المدير لوري كاستانيدا إن الهدف من منتجع الحيوانات الاليفة هو تقديم خدمة على مستوى ما يقدم في فنادق كارلتون للحيوانات الاليفة المنزلية. ويجد بالفندق الذي يسع 300 كلب و64 قطة نظام صحي يتجاوز في مستواه ما يوجد في أي مستشفى أو هذا ما يقوله أصحاب الفندق. لكن الترف له ثمنه. أصحاب الحيوانات يدفعون 75 دولارا لليلة الواحدة في جناح كالذي يوجد به السيد بيجلز في الدور العلوي من المبنى المكون من طابقين. أما من ليسوا بشديدي الثراء فأمامهم أماكن أقل خصوصية في الدور الاول عبارة عن سقائف متر في متر رسم الاقامة فيها لليلة واحدة هو 40 دولارا. وحيوانات الفئة المترفة تحظى ب30 دقيقة من التدليل والمسح على الشعر يوميا ضمن الرسم المقرر وتحظى بمشاهدة (كوكب الحيوانات). أما في غرف الفئة الاقل فيتعين على الملاك أن يدفعوا رسما إضافيا قدره 20 دولارا مقابل 20 دقيقة من الملاطفة. يقع الفندق قرب العاصمة الامريكية ولا يعاني من قلة في النزلاء ولا من أزواج أو عزاب ليس لديهم أطفال ولكنهم يملكون الكثير من المال ينفقون منه ببذخ على حيواناتهم الاليفة. والفندق لا يبحث عن زبائن ولاسيما في أيام العطلات الاسبوعية فهي الفترات التي يتم الحجز لها لشهور مقدما. هدسون وليكسي سيدخلان الفندق فيما تتأهب "أمهما" ديان ماسترو لرحلة بالدراجة البخارية.وتعترف ماسترو بأن الفندق مكلف ولكنها تراه المكان الوحيد الذي يمكنها أن تترك حيواناتها الاليفة فيه دون قلق عليها. ويتم الحجز للقطين السياميين مينكا وموستافا في قسم القطط بالفندق. ويقول صاحباهما مايك ويلر وزوجته جوانا إن القطين بحاجة حقيقية إليهما وبسببهما لم يحصل الزوجان على إجازة منذ تسع سنوات. ولكن الرعاية المستمرة على مدار الساعة كما يعد أصحاب منتجع أولد تاون للحيوانات الاليفة جعلتهما يحجزان للقطين هنا حتى يمكنهما القيام بإجازة لبضعة أيام يقضيانها بعيدا مع الاسرة.ولكنهما يعترفان بأن الامر سيكون شاقا على القطين. وليس هذا لنقص في أي مرافق أو تسهيلات. فالمدير ميشيل براونشتاين يقول إنه فيما تعزف الموسيقى يعرض فيلم فيديو على القطط. وكثير منها يشعر بالحماس عند مشاهدته. تفيد تقديرات الرابطة الامريكية لمصنع احتياجات الحيوانات الاليفة بأن 62 في المائة من الاسر الامريكية لديها حيوانات أليفة وينفق أصحابها نحو 31 مليار دولار عليها في العام. وهذا المبلغ هو ضعف المبلغ الذي أنفق على مدار العقد الماضي. وثمة حالة من الازدهار في سوق أغذية الحيوانات الاليفة والاكسسوارات اللازمة لها. وهي تشمل كل شيء من العلاج بالروائح والوخز بالابر إلى الاسر المدفأة ومقاعد الحيوانات. ويبيع متجر الهدايا في أولد تاون أوعية طعام إيطالية مطلية باليد من أجل الكلاب بثمن يبلغ 54 دولارا وهناك أيضا تشكيلة واسعة من الالعاب للكلاب. وبين نزلاء الفندق كلب تيرير(من كلاب الصيد) من يوركشاير في الشهر الخامس من العمر.لم يكن يختار ألعابه بنفسه عن طريق الشم وحسب ولكنه كان يدفع ثمنها أيضا بنفسه عشرة دولارات في اليوم من نقود الانفاق التي تركها له أصحابه. الاجنحة التي عليها أشد درجات الاقبال في هذا المكان المترف مزودة بكاميرات انترنت تسمح لاصحابها برؤيتها من أي مكان في العالم من خلال موقع الفندق على الشبكة المعلوماتية. يقول كاستانيدا إن الكاميرات تساعد في تبديد مشاعر القلق لدى الملاك من أن حيواناتهم تقضي الوقت في الصراخ أو التمسح في الابواب فيما أصحابها بعيدون. ويضيف أن سيدة كتبت من أسبانيا تطلب من الفندق إزالة جميع الالعاب الموجودة في غرفة كلبها لانه يمضغها. ويبدو قليل من الكلاب الاخرى قلقا. وهذا بي جيه يسترخي بعد 30 دقيقة من التدليك على يدي مدلك حيوانات خبير. وهذه كالي من كلاب الصيد عمرها 12 عاما وتعاني من عرجة ، عائدة من سباحة علاجية تمارسها ثلاث مرات في الاسبوع. أما السيد بيجلز فقد تركهم يضعون له حفاضات. وفي مذكراته كتبت صاحبته آشلي عن الطريقة التي تحبها هي والكلب في الاكل واللعب معا.ما أصعب أن يصف احد بني البشر حياة كلب.