أبلغ كولن باول وزير الخارجية الامريكي صحيفة واشنطن بوست أنه لا يعلم هل كان سيوصي بغزو العراق لو كان قد علم بأن صدام حسين لا يملك مخزونات من الاسلحة المحظورة. وقال باول للصحيفة في حديث نشر امس الثلاثاء "غياب المخزونات يغير الحسابات السياسية ويغير النتيجة المستخلصة". لكنه أقر بأن اقتناع الادارة بأن صدام كان لديه بالفعل أسلحة محظورة دعم الموقف من الحرب وجعلها أكثر الحاحا. وسئل هل كان سيوصي بالغزو لو علم أن العراق لا يملك أسلحة محظورة فأجاب: لا أعلم لان مخزونات الاسلحة هي التي شكلت القطعة الاخيرة التي جعلت الامر يبدو تهديدا حقيقيا وخطرا على المنطقة والعالم. وحرص باول على استمرار المقابلة على المراوغة وكرس جهده للدفاع عن قرار ادارة بوش بشن الحرب قائلا: ان التاريخ سيصدر حكمه في النهاية بأنها كانت الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. وقالت الصحيفة ان باول أشار خلال المقابلة المطولة الى أن شهادة ديفيد كاي الرئيس السابق لفريق التفتيش الامريكي المكون من 1400 خبير وفشل في التوصل الى وجود اسلحة في العراق أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ كانت أكثر تأييدا للادارة مما بدا عليه الامر في التقارير الصحفية. وقال كاي للجنة "كنا مخطئين تماما" في الاعتقاد بأن العراق يملك أسلحة دمار شامل وان بحثه لم يتوصل الى أدلة على وجود أسلحة كيماوية أو بيولوجية. وتابع باول: لكنه توصل الى نتائج أخرى تتعلق فيما أعتقد بنوايا وقدرات مثلت تهديدا رأى الرئيس أنه يتعين الرد عليه. وعن العرض الذي قدمه أمام الاممالمتحدة العام الماضي وأورد فيه بالتفصيل مخزونات العراق المحتملة من الاسلحة قال باول: عكس ذلك أفضل تقييمات جميع أجهزة المخابرات...لم تكن هناك كلمة واحدة في العرض لم توافق عليها المخابرات." ورد على سؤال الصحيفة عما اذا كان الرأي العام الامريكي سيطمئن عند معرفة أن كل أجهزة المخابرات هذه كانت مخطئة قائلا: أعتقد أن من المطمئن للناخبين في الولاياتالمتحدة أننا وجدنا نظاما أظهر بوضوح نيته وقدراته وأن الرئيس حصل على المعلومات من أجهزة المخابرات. وأضاف باول ان الشعب الامريكي سيتفهم ان الرئيس اتخذ قرارا متعقلا بناء على هذا القدر من الادلة المتمثلة في المعلومات التي تلقاها الرئيس في ذلك الوقت.