اعتبر المفتش الدولي السابق لنزع الاسلحة في العراق سكوت ريتر ان تقرير وزير الخارجية الامريكي كولن باول في مجلس الامن الدولي حول التسلح العراقي لا "يمت الى الواقع بصلة"ويهدف الى تدمير عملية التفتيش.. وقال في محاضرة القيت في ابو ظبي أول أمس إن التقرير الذي عرضه باول الاربعاء على مجلس الامن الدولي يشكل وثيقة"مقنعة وحجة قوية" لمن ليس مطلعا على الوضع. لكن التقرير بالنسبة لمن هم في صلب عملية نزع الاسلحة العراقية "لا يمت الى الواقع بصلة وهو خاطىء كليا"، كما اضاف. وقد وجه باول اتهامات قاسية ضد العراق مدعومة بصور وتسجيلات صوتية واكد ان بغداد، برفضها التخلي عن اسلحة الدمار الشامل، تقترب من الحرب. وقدم لائحة طويلة بالاسلحة المحظورة التي يملكها العراق كما قال وبالجهود التي يقوم بها هذا البلد "ليخدع" خبراء الاممالمتحدة وبعلاقاته مع تنظيم القاعدة الارهابي. وعرض وزير الخارجية الامريكي خصوصا صورا التقطتها الاقمار الصناعية وتسجيلات لمحادثات هاتفية جرت بين مسؤولين عراقيين تثبت برأيه ان العراق يطور اسلحة محظورة. وقال ريتر ايضا "ان هدفه (...) هو تدمير عملية التفتيش"، معتبرا انه ليس من مصلحة الولاياتالمتحدة ان يكون لها فرق من الخبراء في العراق والذين لا يجدون شيئا معرضا للشبهة بينما تشكل الاطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين "اولوية" امريكية. ووصف الحديث عن الجمرة الخبيثة في تقرير باول بانه "غير صحيح". وكان التقرير اشار الى ان خبراء الاممالمتحدة قدروا انتاج العراق من هذه المادة ب25 الف ليتر. واكد ريتر انه لو كانت هذه المخزونات موجودة لفقدت صلاحيتها بحلول هذا الوقت. وقال إن باول لم يقدم ادلة جوهرية على البرامج المحتملة للعراق في مجال الاسلحة الكيميائية المحظورة، مقللا ايضا من اهمية التسجيلات الصوتية التي عرضها وزير الخارجية الامريكي. وسكوت ريتر الضابط الامريكي السابق في جهاز الاستخبارات في البحرية الامريكية استقال في اب/اغسطس 1998 من اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة المكلفة نزع الاسلحة (انسكوم) ووقف منذ ذلك الوقت ضد السياسة الامريكية حيال العراق واصبح احد اعنف المنتقدين لادارة بوش الأمريكية بشن الحرب على بغداد.