سحب رئيس الوزراء اليابانى جونشيرو كويزومى تصريحا أدلى به أمام مجلس النواب يوم الجمعة قال فيه أن وجود مجلس بلدى للمدينة فى مدينة سماوة بالجنوبالعراقى كان فعالا فى الحفاظ على النظام هناك مما يجعل هذه المدينة آمنة بالنسبة للقوات اليابانية البرية التى ستتمركز فيها وبدأت طلائعها تصل اليها بالفعل. وقد عاد كويزومى امس واعلن أمام المجلس أنه يسحب تصريحه هذا وأنه كان قد أدلى به اعتمادا على تقرير حكومى يحتوى على معلومات مستقاة من القوات الهولندية فى سماوة ومن سلطة الائتلاف المؤقتة بقيادة الولاياتالمتحدة. وكانت وزيرة الخارجية يوريكو كاواجوتشى قد ذكرت أمام لجنة برلمانية يوم الثلاثاء الماضي أن مجلس مدينة سماوة قد تم حله مؤمنة بذلك على ما كان أحد أعضاء المجلس من المعارضة قد أبداه فى الاجتماع.. لكن شبكة تليفزيون نيبون اليابانية نقلت فيما بعد ذلك تصريحا لسكرتير عام مجلس مدينة سماوة أنكر فيه حل المجلس. وقد علق أمين عام مجلس الوزراء ياسو فوكودا بعد ذلك فى مؤتمر صحفى بأن كلا من وزارة الخارجية والقوات البرية اليابانية أكدت أن المجلس قد حل نفسه. يأتى ذلك ليزيد من الغيوم حول مدى استتباب الوضع الامنى فى مدينة سماوة مما جعل المراقبين السياسيين فى طوكيو يبدون الشكوك حول قدرة حكومة كويزومى على معالجة المعلومات المتصلة بأمن المنطقة التى ستتمركز بها القوات اليابانية المرسلة للعراق. وقد تلقى 550 جنديا من القوات البرية قبل ايام الاوامر بالاتجاه الى العراق. وتنوي اليابان ارسال الف جندي للمساعدة في اعادة الاعمار. حيث يجد الجنود الذين وصلوا الى جنوبالعراق استقبالا وترحيبا من المواطنين العراقيين واعجابهم بالطريقة التي قدم بها اليابانيون انفسهم من خلال الخدمات التي بدأوا بتقديمها. وقالت واحدة من عناصر وحدة للاتصالات وهي تراقب رفاقها الجنود وهم ينحتون مجسما جليديا انه امر مقلق الا انه عملهم وواجبهم ومن ثم فأنني اريد منهم ان يبذلوا قصارى جهدهم. وتعد الحكومة نفسها لاحتمال ان تؤدي هذه المهمة الى سقوط اول ضحايا لعمليات عسكرية منذ 1945. ويقصر القانون الياباني وفق الدستور السلمي للبلاد اي انشطة للقوات على المناطق التي ليست ساحة حرب الا انه حتى قادة الحكومة يعترفون بالخطر. وقال استاذ في الاكاديمية العسكرية الوطنية اليابانية رفض نشر اسمه ثمة اجماع لا احد يفصح عنه على ان بعض الخسائر ربما لا يمكن تجنبها. وبعد موجة العسكرة التي سادت البلاد في الثلاثينات والاربعينات صارت فكرة الموت في الخارج من اجل بلد ما تثير مشاعر مركبة. الا انه في اشارة الى انهم يعدون انفسهم والرأي العام لاسوأ الاحتمالات اجرى قادة الحكومة والجيش تدريبات تحاكي كيفية مواجهة انباء بشأن تعرض القوات اليابانية للهجوم ومقتل احد افرادها. والجدل بشأن ارسال القوات للعراق قسم البلاد رغم ان التأييد للمهمة يتزايد مع المضي قدما فيها. وكشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة يوميوري شيمبون المحافظة اليومية يوم الثلاثاء انه للمرة الاولى فان اكثر من نصف الذين شاركوا في الاستطلاع ايدوا ارسال قوات وبلغت نسبتهم 53 في المئة. ويزيد الجدل اكثر في هوكايدو لان 40 الف جندي تقريبا من القوات البرية اليابانية البالغ عددها 150 الفا يتمركزون هناك. وقالت هيروكو سوجاوارا (27 عاما) وهي تنتظر عند محطة حافلة ركاب قرب موقع مهرجان الثلج باعتباري من سكان سابورو فانني اعارض ارسال القوات. المنطقة هناك شديدة الخطورة. يمكن ان يقع هجوم ارهابي. نريد جميعا عودتهم سالمين. الا ان بعض السكان الآخرين في سابورو يقولون مثل كثيرين من انصار ارسال قوات للعراق في شتى انحاء اليابان انه لابد من مساندة الولاياتالمتحدة الحليف الامني الرئيسي لليابان لضمان الحماية الامريكية من اي تهديد قد تمثله كوريا الشمالية لبلدهم. وقال طالب جامعي عمره 19 عاما لدينا مشكلة كوريا الشماليةواليابان تحتاج الى مساندة الولاياتالمتحدة. الا ان الامر بالنسبة للبعض ينطوي على مخاطرة. قال هيروشي ايمازو عضو الحزب الحاكم الذي يدعم بقوة مهمة القوات اليابانية في العراق اذا لم نذهب بسبب المخاطر فانه سينظر لليابان على انها بلد اناني جبان. ويقول المحللون السياسيون ان الحكومة ستعاني هزة كبيرة لو وقعت خسائر فادحة الا ان البعض يشكك في ذلك.ويعتقد آخرون ان المشاعر الوطنية ستتنامى. وصدق رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي على ارسال القوات الى العراق الشهر الماضي رغم مقتل دبلوماسيين يابانيين في شمال العراق دون ان يؤثر ذلك على شعبيته التي تبلغ الان نحو 53 في المئة. وقال هيروشي هوندا وهو استاذ جامعي وعضو في رابطة مواطني سابورو للسلام من الصعب التنبؤ برد الفعل. قال كويزومي ان الحكومة لن تنسحب حتى لو وقعت خسائر. لقد جعل الناس يعتادون الفكرة. المعارضة قد تتزايد لكن كثيرين يعتقدون انه يتعذر تجنبها. وبعض الجنود الذين يشعرون بعدم التقدير من جانب الرأي العام المهادن في اليابان يرون ان الوقت قد حان لاثبات الذات.وقال احد خريجي الاكاديمية الوطنية للدفاع كثيرون يظنون انهم اخيرا وجدوا مكانا للقيام بعملهم الحقيقي. ونيل التقدير المناسب.