الوعي البيئي يبدأ من البيت.. منذ فترة الطفولة الأولى.. والطفل لم يبلغ الرابعة من العمر.. لعلمه كيف يرمي ورقة الشيكولاته.. وورقة النشاف بعد الاستعمال.. وأين يرمي ذلك؟ إن كان في المنزل فمكانها في سلة المهملات وإن في السيارة فمكانها الكيس أو الحاوية التي بجانب الباب.. شئون صغيرة نتعلمها ونعلمها أولادنا توفر علينا عبئا من الهموم والسموم في مستقبل الأيام. إن التخلص من النفايات وبقايا الأشياء المستعملة فن من فنون الحياة والتي تساعدنا على العيش بسلام وأمن من الأمراض. البيئة حضن الأشياء الحية والميتة.. وهي تتفاعل إيجابا وسلبا مع كل شيء فيها كل حسب حاله وحسب تفاعله معها.. فالشجرة المعافاة الحية الخضراء الريانة تتفاعل معها البيئة بشكل رائع.. فتأخذ منها الأوكسجين وتأخذ منها الطراوة والجمال الأخضر (تفاعل إيجابي) وتأخذ هي من البيئة ثاني أكسيد الكربون وبعض الأملاح وغيرها.. أخذ وعطاء بشكل متوازن ومفيد لكلا الطرفين ولكن إذا ما نظرت إلى بعض الشواطىء وبعض بقاع البر التي تستخدم كمكان (للكشتة) والرحلات القصيرة فإنك ترى العجب المحزن، ترى بقايا الأطعمة منثورة هنا وهناك ترى قناني البلاستيك والزجاج مهشمة ومبعثرة في بقعة واسعة. ترى أوراقا وعلبا متنوعة الشكل والمادة وبقعا من الزيت وغير ذلك في المكان الذي جاء فيه ذلك الرجل مع عائلته أو مع (بشكته) من الصحبة حتى أصبح المكان غير قابل للاستعمال مدة طويلة من الزمن، ناهيك عن تعفن الرائحة وتمدد هذه الرائحة يمينا وشمالا شرقا وغربا وكأنها تبعد وتنفر من يصل إليها أو من يحاول الجلوس قربها، شيء غريب من التلوث يدل بشكل لاشك فيه على عدم الوعي البيئي، والآن ونحن في موسم الحج، وهذه الجموع الهائلة التي جاءت من مشارق الأرض ومغاربها جاءت لتتواجد في بقعة صغيرة تزاول فيها كل معطيات الحياة البيولوجية لابد لها من إرشاد صحي وبيئي لابد من توافر الوعي ومع توافر الوعي توافر الحاويات وعمال النظافة وقبل هذا أو ذاك على الحاج أو يحاول جهده أن يساهم في عدم تلوث البيئة فالرمي العشوائي لمخلفات المطعومات أو الاستعمالات الخاطئة لأي شيء لابد أنه سيضيف عبئا على البيئة ويلوثها.. أخي المواطن.. أخي الحاج الكريم.. إن التلوث البيئي يبدأ بك وعدم التلوث يبدأ بك.. فإذا أدركت ذلك.. وأدركت نفعه وضرره، فإنك دون ريب ستتخذ قرارا صائبا وتفعله وتطبقه على نفسك لأنك أعقل من أن تلقي بيدك ونفسك إلى التهلكة فهلا أعنت الدولة على حمايتك من خطر التلوث البيئي!!؟ يكفينا التلوث الذي لا قدرة لنا على منعه أو على حماية أنفسنا من خطره كالتلوث المغناطيسي والتلوث الجوي من غبار ودخان وعوالق هوائية فلماذا نجعل كماشة التلوث المرعبة تطبق علينا من كل جانب ومن فوق ومن تحت؟ وأعود لما بدأت به.. إن الوعي البيئي يبدأ من البيت.