أضحى التلوث البيئي في الحج أحد الكوابيس، التي تقض مضاجع القائمين على خدمة ضيوف الرحمن، نظرًا لعاملي التوقيت الزماني والمكاني لتواجد أكثر من مليوني حاج في مكان واحد وفي توقيت زمني واحد، ما يستدعى كثافة في العمل المتواصل في إدارة الحشود وفق مهنية عالية تسهم في إنجاح موسم الحج وتكريس الإيجابيات، التي كانت عليها إدارة الحشود في الاعوام الماضية التي تحققت فيها منظومة النجاح باذن الله. وتعد مشكلة التلوث البيئي تسترعي الانتباه وتستدعي تضافر الجميع خاصة الحاج الذي يعد شريكا في النجاح من خلال التزامه بضوابط الإصحاح البيئي والالتزام بأهمية التعامل مع معطيات النصائح بجدية ليكون الجميع شركاء في إنجاح موسم الحج بدءًا من القائمين على تقديم الخدمة وانتهاء ببقية الشركاء خاصة ضيوف الرحمن. يقول الخبير البيئي عضو مؤسس لجمعية حماية البيئة أسامة بانده إن الازدحام والضوضاء والدخان المتصاعد من المركبات والمياه المتسربة كلها تؤدي إلى مسمى واحد وهو التلوث البيئي، فالكثير من الناس لا يدركون مثل هذه القضايا ويعتقدون أنها من التلوث البيئي فقط هي ما تحمله الحاويات من بقايا الأطعمة والمخلفات الناتجة عن الحجاج. وأضاف أن من ضمن مشاكل البيئة قضية الافتراش كعنصر أساسي للتلوث البيئي في الحج، فالحجاج الذين يشكلون عبئًا كبيرًا على التنظيم وعلى البيئة كونهم يتركون الكم الهائل من المخلفات الصلبة والسائلة، إضافة إلى تعرضهم إلى الأكاسيد الكربونية المسببة لأمراض الصدر والتنفس. مشددًا على الالتزام لجميع الجهات العامة في الحج بالمعايير البيئية التي تضمن سلامة بيئة الحج والتزام المؤسسات الأهلية العاملة في الحج بجميع التشريعات البيئية وعدم الإفراط في المواد المستخدمة التي قد تشكل عبئًا بيئيًا بعد نهاية الموسم. فيما يقول الدكتور محمد فوتاوي مدير عام صحة البيئة إن الامانة تقوم بجهود لحماية البيئة من خلال إدارة صحة البيئة عدد كبير من المحاجر البيئية في المشاعر المقدسة والتي تقوم بضغط هذه النفايات في قوالب حديدية ليتم نزعها بعد موسم الحج والتعامل معها بشكل بيئي يضمن عدم تلويثها للأرض أو للهواء، كما أسهم التنظيم في المركبات الهوائية لهذا العام في الحد من حجم تلوث الهواء سواء من السيارات الكبيرة أو الدراجات النارية والتي كانت هي أيضًا تشكل جزءًا لا يستهان به من التلوث الحاصل في الحج.