في موسم العمرة في رمضان وموسم الحج يمر حرفيا ملايين الزوار عبر صالونات حلاقة مكةالمكرمة لإكمال شعيرة حلق أو تقصير الشعر وهذا ينتج كميات مهولة من الشعر، ورغم أن الحديث في هذا الموضوع ليس جذابا لكن من وجهة نظر بيئية لا من بد أن يتولد التساؤل عن مصير كل ذلك الشعر، وبالطبع مصيره مكب النفايات ليزيد مشكلة تلوث البيئة فوق كونه يمثل هدرا، لكن عالميا وضمن الوعي البيئي العالمي بات للشعر البشري مصارف لإعادة الانتفاع به، ومن أوجه الاستفادة من الشعر البشري المساعدة للبيئة؛ استعماله كسماد طبيعي بدفنه في التربة بشكل مباشر أو بعد تعريضه لعملية التحلل فهو يحتوي على النتروجين المهم للنبات، وهذا أمر يمكن للأفراد القيام به بشكل مباشر في حديقة المنزل بدل تبديد الناتج اليومي من الشعر أو إهانته بإلقائه مع النفايات، فالدفن أكرم للشعر، وهناك استعمال آخر أكثر ضرورة للبيئة وهو استعماله في امتصاص تسرب البقع النفطية في البحار والمحيطات بسبب خواصه الفائقة الفاعلية والكفاءة في هذا المجال وأكثر من أي وسيط آخر حسب الأبحاث التي قام بها العلماء، وبات استعمال ما يشبه الوسادات الكبيرة المليئة بالشعر البشري في امتصاص بقع النفط المتسربة جزءا من الإجراءات القياسية في هذا المجال واستعمل بنجاح في كوارث التسربات النفطية منذ التسعينات، خاصة بعد أن تبين أن للشعر البشري خواص تفوق الحيواني في هذا المجال. ومن جهة أخرى هناك جمعيات خيرية عالمية مختصة بقبول التبرع بالشعر لصالح المرضى الذين يعانون من أمراض تتسبب في سقوط شعر الرأس إما بشكل دائم أو مؤقت. وفي الواقع نتمنى أن يكون المسعى لجعل مكةالمكرمة مدينة صحية خالية من التدخين بأنواعه مترافقا مع مسعى لتحويل مكة إلى مدينة نموذجية بالنسبة لصحة البيئة عموما ورائدة في تطبيق إعادة تدوير النفايات «أي معالجة النفايات بإعادة توظيفها بشكل مفيد بدل التخلص منها بالدفن والحرق وما شابه» وإعادة توزيع الفائض من كل شيء، فللأسف إن التبديد بات سمة هذا العصر، فهل تساءل أحد أين تذهب الكميات المهولة من الأطعمة الفائضة في المطاعم والسوبر ماركت وقاعات الأفراح وكذلك الأدوية الفائضة لدى مورديها وحتى فائض وجبات إفطار الصائم؟ للأسف غالبا للقمامة رغم أنها تكون لا تزال صالحة للاستهلاك، ولا تزال الجهود للاستفادة منها وتوزيعها على المحتاجين لا تتجاوز الجهد الفردي التطوعي الذي غالبا لا يبلغ درجة العمل المؤسساتي ولا يبلغ الأكثر احتياجا لها وإن بلغ بعضهم فغالبا يكون بعد فوات الأوان وانتهاء صلاحيتها بسبب ضعف الكفاءة والسرعة في توزيعها. بينما في الغرب هناك جمعيات لإعادة توزيع وتدوير كل شيء حتى لإعادة توزيع الزهور والهدايا كما في حالات تلقي الشخص العديد منها في المناسبات فيمكنه الاتصال على الجمعية لتأخذها وتعيد توزيعها على أماكن كالمستشفيات ودور المسنين والأيتام لإبهاجهم، فتقدير نعم الله تعالى ليس فقط بشكر اللسان إنما أيضا بمنع مبدأ الهدر فيها بكل مراحل وجودها، وتوظيفها بشكل نافع بكل وجه ممكن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة