تخضع توجهات المستهلكين حول العالم لكثير من المتغيرات والأنماط التي تحدد خياراتهم الاستهلاكية، وأبرز ذلك تفاوت قدراتهم الشرائية بحسب مدخولاتهم، واحتياجاتهم من الخدمات التي تقدم لها في المتاجر المختلفة في ظل ثورة تقنية وإلكترونية هائلة تطرح الجديد المبتكر بصورة متسارعة. وقد كشفت وحدة "كونسيومرلاب" التابعة لشركة إريكسون عن أبرز التوجهات المتوقعة بين المستهلكين خلال العام الجاري وما بعده، وذلك بحسب برنامج بحوث عالمي يستند إلى مقابلات مع أكثر من 100 ألف شخص سنويًا في أكثر من أربعين دولة و15 مدينة كبيرة. وقال أندش لندبلاد، رئيس شركة اريكسون الشرق الأوسط: "يتمثل التوجه الأبرز في الوصول للمجتمع الشبكي، حيث سيؤدي الاتصال إلى طرق جديدة للابتكار، والتعاون والتنشئة الاجتماعية. وفي مصر تتفاعل الناس والأشياء، والأفكار معًا لخلق المجتمع الشبكي وقد بيّن الاستبيان أنّ 95% من المصريين يرون أهمية الاتصال بشبكة الإنترنت لإيجاد حياة أفضل لجميع المصريين. وتشير التوجهات المتوقعة للمستهلكين الى أن الجسد هو كلمة المرور الجديدة، حيث تطالب المواقع الإلكترونية باختيار كلمات مرور أطول مكونة من أرقام وأحرف ورموز يصعب للغاية تذكرها. وقد أدى ذلك إلى تزايد الاهتمام بإيجاد بدائل متمثلة في تقنيات التعرف على السمات الحيوية. فعلى سبيل المثال، وجدت الدراسة البحثية أن 52% من مستخدمي الهواتف الذكية يرغبون باستخدام بصمات أصابعهم بدلًا من كلمات المرور النصية، في حين يتوجه 48% نحو استخدام تقنيات التعرف على العين لإلغاء قفل شاشاتهم. ويعتقد ما مجموعه 74% أن الهواتف الذكية المزودة بتقنيات التعرف على السمات الحيوية ستشكل التوجه السائد خلال عام 2014. وبالنسبة لأجهزة القياس الذاتية، يمثل قياس ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب وخطوات المشي بعض الأمثلة على قياس مؤشراتنا الحيوية لأجسادنا، ويظهر البحث أن 40% من مستخدمي الهواتف الذكية يريدون من هواتفهم تسجيل جميع نشاطاتهم البدنية، بينما يرغب 56% بمراقبة ضغط دمهم وضربات قلبهم بواسطة حلقة خاصة. وتتفوق تجربة الخدمات الصوتية على تجربة الإنترنت، حيث يدرك مستخدمو الهواتف الذكية أن مؤشرات التغطية في هواتفهم لم تعد توفر التوجيه الموثوق طالما أن التغطية الكافية لإجراء مكالمة صوتية قد لا تكون جيدة بما يكفي لاستخدام خدمات الإنترنت. وكشف البحث أن أدنى معدلات الرضا عن جودة الإنترنت تتواجد في قطارات الأنفاق. وأسهم ظهور هواتف ذكية أقل تكلفة في تجنيب المستهلكين الحاجة إلى أجهزة الحوسبة المكلفة للوصول إلى خدمات الإنترنت. ويشعر 51% من المستهلكين في العالم أن هواتفهم المتحركة هي أهم قطعة تكنولوجية، والكثير منهم يعتبرها الجهاز الرئيسي لاستخدام الإنترنت. ومع اندماج الإنترنت في حياتنا اليومية، تصبح المخاطر المرتبطة بالاتصال أكثر وضوحًا. ويلجأ المستهلكون لتفادي هذا القلق إلى تطبيق استراتيجيات خاصة للحد من تلك المخاطر مثل توخي الحذر بشأن المعلومات الشخصية التي يقدمونها. وعلى الرغم من توفر الكثير من خيارات المحتويات الإعلامية، يبدو أننا أقل عرضة لاختيار المحتوى الذي نشاهده في الفيديو. وقد أشار 38% من المستطلعين أنهم يشاهدون مقاطع الفيديو التي يوصي بها أصدقاؤهم عدة مرات على الأقل في الأسبوع. ويلجأ 48% من المستهلكين إلى استخدام التطبيقات لمعرفة حجم استهلاكهم للبيانات بشكل أفضل. وفي حين أن 41% فقط يرغبون بمعرفة مقدار البيانات التي يستخدمونها، فإن 33% يريدون التأكد من فوترتها بشكل صحيح، و31% لا يريدون تجاوز سقف البيانات المتاح لهم من قبل المشغلين. وكشف البحث أيضًا أن 37% من مالكي الهواتف الذكية يستخدمون التطبيقات بانتظام لاختبار سرعة الاتصال. وبما أن خدمات الإنترنت التفاعلية أصبحت شائعة في يومنا هذا، ويعتقد حوالي 60% من مالكي الهواتف الذكية أن نهاية العام 2016 ستشهد استخدام أجهزة الاستشعار على كافة الأصعدة بدءًا من الرعاية الصحية ووسائل النقل العام، وصولًا إلى السيارات والمنازل وأماكن العمل. وعلى اعتبار أن 19% من إجمالي وقت بث المحتوى يكون عبر الهواتف أو الأجهزة اللوحية، يميل المستهلكون على نحو متزايد إلى تغيير المواقع التي يشاهدون فيها التلفزيون بما يناسب حياتهم اليومية.