رشحت مجموعة من التقارير التقنية استقرار الأوضاع التقنية وزيادة ضخ الحكومات للأموال في هذا المجال بعد عافيتها من تبعات الربيع العربي، بعد أن قادت تلك الاضطرابات السياسية في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلى نمو أقل من المتوقع في سوق تقنية المعلومات خلال العام الماضي. ويقدر أن يصل ذلك الإنفاق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا على حلول تقنية المعلومات بأكثر من 65 مليار دولار في عام 2012 بنمو يقترب من 12%، وفي حالة تزايد التردي السياسي والاقتصادي فمن المتوقع نزول الإنفاق عن 10%، ومن المتوقع أن تبلغ نسبة الإنفاق في المملكة والإمارات وتركيا وجنوب أفريقيا بنسب تتراوح بين 7% إلى 12% فيما يرتفع الإنفاق في قطر بنسبة تصل إلى 14%، أما في مصر فمن المتوقع أن يستعيد سوق تقنية المعلومات عافيته خلال الربع الثاني من العام 2012 في حالة الاستقرار السياسي وبعد إجراء الانتخابات بسلاسة. وترى دراسة أخرى أن سلوك المستخدمين يشير إلى تحول الاتصال بالانترنت إلى جزء مهم في حياتهم وأصبح من الصعب جداً عليهم التخلي عنها حتى لو اضطروا إلى تخفيض نفقاتهم، لأن الإنترنت أصبحت أحد الخدمات الأساسية كالكهرباء والطرق، كما أن التغير في طرق الاستخدام باستخدام الهواتف الذكية كوجود اللمس والوصول المباشر للإنترنت والبحث عبر الخرائط ودفع الفواتير ستسرع من هذا الاستخدام . ومن أولى الدراسات التي تطرقت لهذا الأمر، دراسة أطلقتها idc المتخصصة في دراسات سوق تقنية المعلومات والاتصالات، رشحت أنه خلال عام 2012 سيستعيد مجال تقنية المعلومات عافيته بعد التراجع الاقتصادي الذي أحدثته عاصفة الربيع العربي، كما أن الحكومات ستسعى إلى تسريع تقديم الخدمات الإلكترونية لمواطنيها، وسيكون هناك توجه للتطبيقات الافتراضية، كما أنها ستنتقل من مرحلة الاختبار إلى مرحلة الإنتاج، وترى الدراسة أن تستحوذ السحابة على اهتمام كبير، ولكن سيعيق انتشار استخدامها عدم توفر البنيات التحتية والمهارات. وستحفز بعض التقنيات كتقنية التواصل عن طريق المجال القريب (NFC) وتقنية التطور بعيد المدى (LTE) الجيل القادم من التقنيات المخصصة للأجهزة المحمولة لمزيد من التوصل، وستدخل الأجهزة اللوحية في مجالات الأعمال، ومن المتوقع أنها ستحدث تحولاً في إنتاجية الموظفين. وسيزداد الطلب على الاتصالات الموحدة وتقنيات التعاون مثل مؤتمرات الفيديو وتقنية telepresence لاجتماعات الفيديو وسيزداد الطلب على التحليلات الإحصائية أكثر انتشاراً. كما أن المبادرات التي يديرها خبراء ستنتشر في منطقة الشرق الأوسط مع تزايد أهمية أمن المعلومات وستستمر شركات الاتصالات في توسيع مجموعة خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات التي تقدمها، وذلك بالتركيز على جانب تقنية المعلومات، مع اعتبار الحوسبة السحابية كتوجه إستراتيجي. وحل الاتصال بالإنترنت على قائمة أبرز تنبؤات شركة أريكسون للمستهلكين خلال عام 2012 فالقدرة على الاتصال بالإنترنت مهمة جداً ولا غنى عنها في حياة الناس، وسيتمكن أي شخص من التحول إلى مزود للخدمات بسبب الطلب الهائل على الخدمات الجديدة وإمكانية تحقيق ذلك التزويد وتحقيق مردود منها، كما أن شبكات التواصل الاجتماعي ستعيد تعريف مفهوم الإعلام وستعزز قدرة المستهلكين على تبادل البيانات والاطلاع على كل ما هو جديد من صور ومقاطع فيديو وأصوات. وبالنسبة لأجهزة الهواتف المتحركة فإنها ستلعب دوراً مهماً في الحياة اليومية، فتشير إحدى الإحصائيات عن عدم قدرة 90٪ من حاملي أجهزة الهواتف الذكية من الاستغناء عن أجهزتهم، كما أنه من المتوقع تحقيق مزيد من الشفافية، فقد اعتاد الناس على العيش بشفافية وهم يتوقعون أيضاً من الشركات والمؤسسات التعامل بشفافية أيضاً. وستسهم منصات الحوسبة السحابية في جعل عملية تبادل المعلومات أمراً سهلاً. أما النساء فإنهن سيسهمن في تنامي انتشار أجهزة الهواتف الذكية حتى مع الدراسة التي ذكرت أن الرجال لا يزالون في طليعة استخدام الخدمات المتخصصة في الهواتف الذكية، في حين أنا مزيد من النساء يملن أكثر إلى استخدام الخدمات العادية مثلاً الاتصال الصوتي والرسائل النصية القصيرة وموقع فيسبوك. ومن خلال دمج جميع قنوات الاتصال في جهاز واحد بصورة فعالة، ستلعب المرأة دوراً مهماً في تعزيز انتشار أجهزة الهواتف الذكية، وتحدثت التوقعات عن أن التسوق سيتجه ليكون أكثر سهولة، فقد أظهرت الدراسة أن 67٪ من مستخدمي أجهزة الهواتف الذكية مهتمون بخدمات الدفع عبر الهاتف المتحرك، كما أنه أصبح من الممكن الاتصال بأي شيء، فقد تخطى معدل استخدام خدمات بيانات الهاتف المتحرك معدل استخدام الخدمات الصوتية خلال الربع الأخير من عام 2009، وبلغ ضعف حجم استخدام الخدمات الصوتية خلال الربع الأول من عام 2011. وأظهر المستهلكون اهتماماً متنامياً باستخدام أجهزتهم المتحركة للاتصال بشبكة الإنترنت والأشياء الأخرى المحيطة بهم، كالسيارات وماكينات البيع وبوابات التذاكر وغيرها كما سيسعى المستهلكون لضبط نفقاتهم في ظل غموض الوضع الاقتصادي. وذكر زياد مرتجى المدير التنفيذي لشركة «إتش بي» السعودية، أن شركته تتوقع أن يستمر سوق تقنية المعلومات في النمو في عام 2012 في المملكة، حيث يستمد ذلك من الرقم القياسي لميزانية الحكومة والتطور المستمر لمشاريع البنية التحتية العملاقة في قطاعات عديدة، بالإضافة إلى ذلك استمرارية التوسع في قطاعي النفط والغاز والبتروكيماويات، وسيبدأ مفهوم الانتقالية والتحرك في التوسع في قطاع الأعمال التجارية الكبيرة، وستبدأ العديد من الشركات في تفعيل هذا المفهوم بحيث يتمكن الموظف من التواصل مع العمل في أي مكان، كما ستستمر الخدمات المقدمة لمجال الأمن والسرية في النمو مع زيادة واضحة للأنظمة والتهديدات في الفضاء الإلكتروني، كما سيزداد النمو في عقود الاعتماد على مصادر احترافية لتنفيذ الأعمال، وسيكون هناك نمو في أنظمة التحليل الذكية لدعم القرارات في القطاعات المختلفة. وفي مسح قامت به جارتنر المتخصصة بالأبحاث شارك فيه 2335 من مديري الاستثمار رشحوا فيه نمو الإنفاق العام في منطقة آسيا والمحيط الهادي وأمريكا اللاتينية معوضاً بذلك التراجع الحاصل في أمريكا الشمالية وأوروبا، ومن المتوقع أن تستقر ميزانيات تقنية المعلومات خلال العام الحالي، وستتفوق أمريكا اللاتينية في ذلك، حيث ستزيد ميزانيات تقنية المعلومات بنسبة تصل إلى 12.7%، يأتي بعدها منطقة آسيا والمحيط الهادي حيث سيقارب الارتفاع نسبة 3.4%، وسيتراجع الاستثمار في أمريكا الشمالية بنسبة 0.6%، وأوروبا بنسبة 0.7%، بسبب خفض الإنفاق المطبق عند البعض. ومن جانب آخر عبرت مدير الإستراتيجيات الأمنية لدى سيمانتك بولينت تكسوز أن الهواتف الذكية والأجهزة النقالة خلال العام الجاري ستمثل الهدف الرئيسي للمتخصصين في الجرائم الإلكترونية.. وستوفر لهم مكاسب مادية عالية، وستحقق لهم أكبر قدر من الأرباح كما سيكون هناك ازدياد هائل في حجم البيانات، فخلال العام الماضي فقط قدرت الزيادة بنسبة 62% فالشركات الآن تخزن كماً كبيراً من المعلومات وازدادت الأجهزة التي تقدم تلك البيانات بالإضافة إلى الأجهزة المثبتة في الشركة إلى الأجهزة المحملة والأجهزة اللوحية والهواتف النقالة، ويتطلب ذلك أن تكون هناك قابلية للوصول متاحة على مدار الساعة، وإمكانية النسخ الإحتياطي للبيانات، كما ان الهجمات ستكون موجهة لحصد معلومات معينة في الغالب تكون حساسة تهدف لسرقة البيانات السرية المالية، وتستهدف الشركات والجهات الحكومية. وكانت المملكة خلال السبعة اشهر الماضية في المنطقة الأكثر تعرضاً للرسائل المزعجة مستغلة النمو الاقتصادي. وتنصح تكسوز برصد التهديدات ومراقبة المتطفلين على الشبكة، بالإضافة إلى تثبيت تطبيقات الحماية من الفيروسات على الأجهزة الطرفية، وعدم الاكتفاء بالطرق التقليدية فهي لم تعد ذات نفع وأصبح من الضروري استخدام تقنيات التشفير لحماية البيانات الحساسة، وفرض سياسة للاستخدام بين الموظفين، واعتماد طرق منع خسارة البيانات لمساعدة الجهات في منع انتهاك البيانات وفقدها، والاهتمام بتقييد استخدام الأجهزة غير المستخدمة عادة كالأقراص الصلبة الخارجية المحمولة والذواكر الفلاشية، والاهتمام بتحديث التطبيقات الأمنية بوتيرة منتظمة، والتأكيد على استخدام كلمات مرور قوية كأن تكون مكونة من 8 إلى 10 خانات تتضمن مزيج من الأحرف والأرقام.