تؤكد الرياض وواشنطن دائما انهما حليفان رئيسيان من حلفاء مكافحة ظاهرة الارهاب واجتثاثها من جذورها، وتلك حقيقة لاجدال حول صحتها وسلامتها، فالواقع المشهود يدحض اي ادعاء يقلب الحقائق ويظهرها امام الرأي العام العالمي والامريكي على وجه خاص بمظهر مغاير، ومن صور ذلك الواقع ما اعلنه الجانبان يوم امس الاول من ان الحكومتين السعودية والامريكية طلبتا من الاممالمتحدة تجميد اموال اربعة فروع لمؤسسة الحرمين الخيرية السعودية المتهمة بتقديم دعم مالي لتنظيم القاعدة، والطلب في حد ذاته وقد ادى الى ادراج الفروع الاربعة للمؤسسة الاسلامية على اللائحة السوداء للمؤسسات الممولة للارهاب يعطي اكبر دليل على تعاون الجانبين السعودي والامريكي اللامحدود لاحتواء ظاهرة الارهاب وتقليم اظافر رموزها ومن لف لفهم من الارهابيين في كل مكان، وليس هناك ادنى شك في سلامة هذا التعاون واستمرارية فعالياته رغم تخرص المتخرصين من اصحاب وسائل الاعلام الامريكية المشبوهة بعلاقاتها مع الصهاينة من ان المملكة ترعى الارهاب وتمده بأسباب البقاء، وقد اعلنت الادارة الامريكية على لسان فخامة الرئيس الامريكي نفسه في مناسبات رسمية عديدة ان تلك الاقوال لا تمثل الا وجهات نظر اصحابها ولا تمثل بأي شكل من الاشكال وجهة نظر الادارة الامريكية، فواشنطن حريصة اشد الحرص على تحالفها مع الرياض لمكافحة تلك الظاهرة الخبيثة، كما ان التعاون الجديد ضمن اجرائه الفوري بتجميد اموال تلك الفروع هو بمثابة رسالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض بان اولئك الارهابيين الذين يحاولون اخفاء اعمالهم الدنيئة تحت اغطية الاعمال الخيرية غارقون الى ذقونهم في بؤر فشلهم وظنونهم، فستظل الدول الحليفة وعلى رأسها المملكة والولايات المتحدة تلاحقهم اينما وجدوا لقطع دابرهم ووضع نهاية حاسمة وقاطعة لافسادهم في الارض.