"أربعين جريح وأربعين تستريح أربعين يبين فيها النضيح واربعين تشوف الثمر بين الجريد يليح" هذه ايام عمتنا النخلة (160 يوما) في دورتها التنموية كما اخبرتني بها امي اثناء حديثي معها، وكنا جلوسا امام النخلة، فقالت لي هذه المعلومة، فأحببت ان اطلعكم عليها وهي ان النخلة مثل المرأة لها وقت تحمل فيه، ويقدر بأربعين يوما، وهو معنى قول امي اربعين يبين فيها النضيح. والنضيح يطلق عليه بلغة المزارعين (الهرا) ، وبعد اربعين يوما من خروج النضيح يبدأ خروج الثمر اي ان الهرا يتفتح ويخرج الخلال ويكبر ثم يستوي الرطب، وهو ما اشير اليه بقول (اربعين تشوف الثمر بين الجريد يليح) ، اي ان الثمر يخرج ويمكن مشاهدته وهو ينتشر بين جريد النخل اي سعف النخل. ثم بعد اربعين يوما وبعد ان ينضج الرطب ويصبح تمرا يلجأ اصحاب المزارع الى قطع عذق التمر من النخلة، وهذا ما يسمى ايضا بلغة المزارعين (الصرام) تمهيدا لوضعه في اكياس ورصه اما بالطريقة التقليدية وهي وضع اكياس التمر مرصوصة فوق بعضها البعض، ثم يوضع فوقها حجر كبير، بحيث يخرج فيما بعد من ثناياه الدبس، والبعض الآخر يذهب بتمره الى المصانع الخاصة بذلك لرصه. وقطع عذق التمر من النخلة شبه بعملية الولادة للمرأة ، حيث يطلق على المرأة بعد الولادة جريحا، خاصة اذا تم اجراء عملية جراحية لها، ولهذا قيل (واربعين جريح) اي وقت الصرام. اي ان الفترة بين نضج التمر وقطعه اربعين يوما. (وأربعين تستريح) وهذا يكون بعد الصرام، تظل النخلة بعده اربعين يوما تستريح فيه ثم بمشيئة الله وبعد اربعين يوما من هذه الاستراحة تحمل النخلة بالنضيح، ثم بعد اربعين يوما يتضح الثمر وهو التمر بين الجريد، وبعد اربعين يوما تكون جريحا وهو وقت الصرام وبعد اربعين يوما تستريح وهكذا دواليك. لن اعلق ولن استرسل اكثر من ذلك، ولكن اتمنى من اي شخص متخصص في الهندسة الزراعية ان يعقب على موضوعي، وله خالص شكري وتقديري، واتمنى ان يكون في الصفحة التي ينشر فيها هذا الموضوع. جوهرة الصقر