اوضح المخرج المتفرغ بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام الفنان راشد الورثان، أن هناك عددا من الاسباب أدت لتأجيل مسابقة المسرح المفتوح للعامين الماضيين التي ينظمها الفرع، ومنها الرغبة الجادة في أن تظهر المسابقة في نسختها العاشرة بشكل مغاير، خصوصا بعد ان اصبحت محط انظار المسرحيين في الخليج العربي. وقال الورثان خلال اللقاء الذي جمع المسرحيين بالمنطقة الشرقية مع لجنة المسرح بفرع الجمعية، بهدف التعرف على تطلعاتهم واقتراحاتهم لتطوير النشاط المسرحي والمسابقة للفترة القادمة، بحضور مدير فرع الجمعية بالدمام احمد الملا والمشرف على لجنة المسرح سعود الصفيان، بأن التأجيل ليس قرارا تم اتخاذه بشكل قطعي، وإنما لظروف اجبرتهم على ذلك، ومن اهمها الميزانية والتي لا تستوعب تنظيم مهرجانين او مسابقتين لمسرح الكبار، وآخر للأطفال، لذلك تم اقتراح بأن يتم ترتيبها سنويا لتكون في عام للكبار وفي العام الذي يليه للأطفال، وهذا الأمر لم ينل رضاء بعض المسرحيين الذين يرغبون بزيادة التواصل فيما بينهم من خلال المسابقة التي احتضنتهم، فيما يرى آخرون أن هذا التنظيم من شأنه أن يرتقي بالأعمال المقدمة من خلال اعطائها المزيد من الوقت للتحضير والاستعداد. وأشار الورثان إلى أنه في العام الماضي تم اقتراح الغاء الجوائز المادية؛ وذلك للاستفادة منها كدعم للفرق المشاركة لتجهيز اعمالها، إلا ان ذلك كان صعبا، إذ إن بعض الفرق المسرحية كانت تستحوذ على الدعم دون أن تقدم أعمالا جيدة. بينما تقوم فرق اخرى ببذل الكثير من الجهد، وتنفق اكثر مما يتحصلون عليه من قبل المسابقة للظهور بعمل ينال الاستحسان. واستعرض مشرف لجنة المسرح سعود الصفيان ابرز ما قدم في العام الماضي؛ ذاكرا أنه تم تنفيذ عدد من الدورات المسرحية واللقاءات والورش، إضافة لمسابقة (الطفل المسرحي)، كما تم فتح الباب للفرق المسرحية للاستفادة من خشبة المسرح لتقديم اعمالهم، وجعل ريع الدخول لهم بالكامل مع تقديم بعض التسهيلات لهم، مشيرا الى أن الخطوط الرئيسية للعام الجديد لن تكون مختلفة بشكل كبير، مع الترحيب بكافة الاقتراحات والأفكار الجديدة من أي مهتم بالشأن الثقافي بشكل عام والمسرحي بشكل خاص. وعند فتح باب النقاش مع الحضور تساءل الفنان عبدالعزيز المليفي عن سر الفجوة بين الفنانين والجمعية، رغم أن جميع العاملين باللجنة من المخلصين للمسرح وأصحاب خبرة كبيرة في المجال، مشيرا إلى ان المسرحيين في الماضي كانوا على تواصل كبير رغم ضعف الامكانيات. فيما علق الكاتب والمخرج عبدالله الجفال بأن من الواجب ان يلوم الفنانون انفسهم في قلة التواصل، وعدم التعاون فيما بينهم، مستشهدا بعدم مساندة الفرق لبعضها البعض إلا ما ندر خلال ايام العروض المستمرة على خشبة ثقافة الدمام. ونال «المسرح التجريبي» و»المسرح الاجتماعي الجماهيري» جزءا من المناقشة، حيث حمل البعض سبب ابتعاد الجمهور وعدم اندماج المسرح في المجتمع للاهتمام الكبير من قبل المسرحيين في تقديم الاعمال النخبوية، والابتعاد عن المسرح الاجتماعي ذي الرسالة الهادفة التي تقدم بالحس الكوميدي، فكان رد الكاتب المسرحي عباس الحايك أن الخلل ربما يكمن بطريقة تعامل الفرق مع النص، حيث وصف مسرحية «المزبلة الفاضلة» التي قدمت بنسختها السعودية بالكئيبة، فيما كانت كوميدية بطريقة مختلفة عندما عرضتها فرقة كويتية بأحد مهرجاناتها. ووعد عضو اللجنة عبدالله الحسن بأن يتم إعادة النظر في شرط النصوص الفائزة في مسابقة النص المسرحي، والذي كان يشترط تنازل الكاتب عن نصه، والذي لم يرض الراغبين بالاشتراك؛ مشيرا إلى ان الهدف من المسابقة هو تشجيع المؤلفين دون أي شروط تعجيزية.