في الاسبوع الماضي تحدثنا تحت هذا العنوان عما يناسب امراض الجهاز الهضمي من غذاء.. واختص الحديث بالجهاز العلوي.. ونكمل الان حديثنا عن امراض الجهاز السفلي والاغذية المناسبة له. الاسهال عبارة عن زيادة في خروج براز لين مصحوبا بفقدان كبير في السوائل والاملاح المعدنية وهذا ينتج من وجود مكونات ازموزية نشطة في القناة المعوية وفقيرة الامتصاص مثل حالة سوء امتصاص سكر اللاكتوز. ويعتبر الاسهال من امراض الامعاء الدقيقة. العلاج التغذوي للاسهال بما ان الاسهال هو سبب ظهور احد الامراض، فإن الخطوة الاولى هو ازالة سبب الاسهال. والخطوة الثانية تعويض الاملاح المعدنية والسوائل واخيرا التغذية الجيدة. ان فقدان الاملاح المعدنية خاصة الصوديوم والبوتاسيوم يمكن علاجه بتناول المحاليل الخاصة بالاسهال مثل محلول الجفاف او غيره.. وفي حالة الاسهال عند الرضع والاطفال الصغار. فان التغذية الانبوبية قد تكون مهمة. اما بالنسبة للبالغين فان علاج الاسهال يتركز على تعويض السوائل والاملاح المعدنية بزيادة تناول السوائل خاصة تلك العالية في الصوديوم والبوتاسيوم مثل المحاليل الخاصة بالاسهال، واستخدام محلول البكتين (Petcin) قد يساعد في السيطرة على الاسهال. عندما يتوقف الاسهال ويستطيع المريض تناول الطعام فان كمية الطعام تزداد تدريجيا وهي تبدأ بالمواد الغشوية (الارز المسلوق، البطاطس المسلوقة الحبوب المسلوقة) ثم يتبعها الاطعمة البروتينية، اما الاطعمة الدهنية فيجب ان تكون محدودة والمحاليل السكرية خاصة المحتوية على اللاكتوز والفركتوز وكميات كبيرة من السكروز يجب ان تكون محدودة لانها قد تزيد من حدة بعض انواع الاسهال، ان نقص العناصر الغذائية بحد ذاته يؤدي الى تغيرات في الانسجة المخاطية وتقليل افراز الانزيمات مما يفاقم حدوث سوء الهضم. وعند تحسن الاسهال يمكن اضافة كميات تدريجية من الاطعمة التي تحتوي على ألياف غذائية. الامساك يعتبر الامساك من انواع الخلل الشائعة في الجهاز الهضمي وبرغم ان تعريف المصطلح غير محدد حتى الان. حيث تختلف عملية الافراغ باختلاف الافراد، فتتم يوميا عند البعض، وكل يومين لدى البعض الاخر، ولدى القلة كل ثلاثة ايام بصورة منتظمة طبيعية ومع ذلك يشعر بعض الافراد بألم ومعاناة وعدم راحة اثناء عملية الاخراج ويصبح من الصعب العودة الى الوضع الطبيعي السابق. وقد يرجع الامساك المزمن الى العادات الغذائية وطريقة معيشة الفرد فقد يؤدي الى حدوثه، تناول الوجبات في اوقات غير منتظمة، او عدم الحركة وملازمة الفراش قد تؤدي الى الامساك ويحدث هذا عادة عند المسنين ويرتبط ايضا بعدم كفاية التغذية. ويعتبر الامساك من امراض الامعاء الغليظة. العلاج التغذوي للامساك يجب ان تحتوي الوجبات في معظم حالات الامساك على نسبة عالية من الالياف في صورة خضروات وفواكه طازجة، كما يجب ان تتضمن الحبوب الكاملة او الخبز المصنوع من الدقيق الاسمر المحتوي على نسبة عالية من الالياف وتساعد اضافة العصير وكمية مناسبة من السوائل الى الوجبات في علاج الحالة. ولقد ثبت ان تناول عصير الخوخ او البرقوق صباحا قبل تناول اي طعام آخر فعال في علاج الامساك. اما بالنسبة للمسنين فتكون الخضروات والفواكه المطبوخة افضل من الطازجة فيما عدا الاصناف اللينة مثل الموز استعمال الملينات يؤدي سوء استعمال الملينات الى تغيير في التركيب الداخلي للقولون كما ينخفض مستوى البوتاسيوم بالدم نتيجة لذلك. وقد تسبب حالة مرضية مزمنة يصعب علاجها. لذا تجنب مساعدة هؤلاء الافراد على تغيير وتصحيح طريقة علاجهم للامساك باتباع نظام غذائي سليم. اخصائي التغذية فهد بن عيسى الاحمد مستشفى الملك فهد بالهفوف