نجح اول دواء واعد ضد فيروس ايبولا الفتاك في شفاء ثلث القرود التي جرى تجريبه عليها، مما اثار الآمال بأن علاجا يستطيع ان ينقذ ارواح البشر بات يلوح في الافق. وقال خبراء ان نتائج التجربة تمثل اكبر تقدم يتم تسجيله حتى الان في البحث عن دواء حمى الايبولا النزيفية وهي واحدة من اكبر الامراض المخيفة في العالم. وقال اطباء منظمة الصحة العالمية انهم يعتزمون تجربة الدواء على البشر عندما يظهر المرض من جديد. في حديثه عن آخر تفش للمرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قال بيار مورمانتي خبير الابيولا لدى منظمة الصحة العالمية: نأخذ المرضى من عائلاتهم فيموتون في المستشفى وندفنهم. الكل يموتون وليس بوسعك ان تفعل شيئا. اذا استطعت ان تنقذ مريضا واحدا او اثنين فجدير ان تعود وتنقذ الارواح وليس فقط ضبط الوباء عن طريق دفن الموتى. في الدراسة التي نشرت مجلة لانست الطبية البريطانية خطوطها العريضة استعمل العلماء في معهد الجيش الامريكي لابحاث الامراض المعدية بروتينا يمنع تخثر الدم ويعتبر مشكلة رئيسية في المرض. ومع ان المرض يدعى حمى الايبولا النزيفية يحدث النزيف في 40 في المائة فقط من الاصابات ويؤدي غالبا الى الموت. والمرض يسمى هكذا لانه عندما يحدث النزيف يكون قد وصل الى مرحلته المتفاقمة، وهو عادة يسبب حالة الصدمة التي تتعطل فيها عدة اعضاء في الجسم دفعة واحدة. وتتراوح نسب الوفيات من حوالي 50 في المائة من الاصابة بعرق خفيف من الفيروس الى 90 في المائة من عرق زائير وهو النوع الذي يعيث فسادا في قرية مبومو في عمق ادغال جمهورية الكونغوا الديمقراطية وقد اصيب بالعدوى 31 شخصا توفي 29 مصابا منهم منذ ان ظهر الوباء في 31 أكتوبر الماضي. ويعتقد العلماء ان الفيروس ينشط الجسم من مادة تدعى العنصر النسيجي الذي يلعب دورا في صنع خثرات الدم، فتضطرب قدرة الجسم على ضبط كثافة الدم وتبدأ كميات كبيرة من الجلطات بسد الاوعية الدموية فيجتمع الدم وراءها، حسب رئيس الدراسة توماس غازبرت خبير الفيروسات في الجيش الامريكي. وكانت اساليب معالجة عديدة قد ادت الى شفاء فئران وقوارض اخرى من الايبولا. الا ان الاساليب التي جربت على القرود لم تنجح. وفي هذه الدراسة حقن الباحثون 12 قردا بجرعات مرتفعة من عرق ايبولا زائير الفتاك مائة في المائة للقرود. وبعد ذلك، ابتداء من 10 دقائق او 24 ساعة بعد حقن الحفنات القاتلة، اعطى العلماء تسعة من تلك القرود جرعات يومية من بروتين مزيل للخثرات ولمدة 14 يوما. واعطيت القرود الثلاثة الباقية حقنات علاجية مموهة. واظهرت الفحوص ان النشاط الخثري تراجع لدى القرود التي حصلت على العقار. وقد ظلت ثلاثة من القرود التسعة التي عولجت (اي 33 في المائة) على قيد الحياة العلاج المموه. ومما لفت الانظار اكتشاف ان القرود التي عولجت ولكنها نفقت على كل حال عاشت ما معدله 12 يوما اي مدة اطول باربعة ايام من الفئران التي لم تعط العلاج. وقال الخبراء ان ذلك التأخير قد يكون امرا حيويا. فقد قال سي. جي. بيترز، مدير الدفاع البيولوجي والامراض الطارئة في جامعة تكساس: ان ما نحاول عمله بالايبولا هو كسب الوقت. ان الفارق بين الايبولا والايدز هو انه في الايبولا هناك احتمال حدوث استجابة مناعية ثم الشفاء اذا بقيت وقتا كافيا على قيد الحياة. واضاف بيترز الذي لم يشارك في الدراسة: لننتظر ونرى اذا كان هذا الوقت كافيا لبدء الاستجابة المناعية. اذا لم تبدأ الاستجابة المناعية سيبقى لديك شيء لكسب الوقت، ونأمل ان يتوفر لنا دواء ضد الفيروس يوما ما. وقال بيترز ان نتائج التجربة على القرود مشجعة فعلا بالنسبة للانسان لانها توفر تجربة صارمة جدا. فقبل كل شيء نعرف ان نسب وفيات الايبولا اعلى في القرود من الانسان ومعالجة المرض في القرود اصعب لانه يتفاقم بسرعة. ويقول الخبراء ان اي علاج ينبغي ان يستعمل مع تشخيص سريع من اجل اكتشاف المرض في المرحلة المبكرة اللازمة. وكالة الانباء الالمانية