تعتبر فترة المراهقة من أصعب المراحل وأكثرها دقة وحساسية ففيها تمر الأنثى بتغيرات عديدة تنقلها من عالم الطفولة إلى عالم الأنوثة.. فتبدأ الفتاة المراهقة بالاستقلال والخروج من وصاية الأهل.. وإذا لم يستطع الأهل التكيف مع الوضع الجديد فإنهم بذلك قد يوصلون بناتهم المراهقات إلى مرحلة العناد والثورة والقلق والتمرد. (اليوم) اجرت استطلاعا لآراء عدد من الفتيات المراهقات حول مشاكلهن. آرائى دائما مهمشة يتهمني الأهل بأنني عنيدة.. ولكن هم من جعلوني هكذا من كثرة توبيخهم لي على كل تصرف مهما كان صغيرا.. وما يزيد من عنادي هو تفضيلهم أخي الذي يكبرني بعام واحد ويعاملونه بطريقة تختلف تماما عن طريقة تعاملهم معي.. هكذا بدأت (نوال) حديثها.. واستطردت قائلة: إن أخي يفعل ما يشاء كيفما يشاء وقتما يشاء دون ان يعترض أحد على تصرفاته.. ورغم أنني كنت أرضخ لطلباتهم ومتفوقة في دراستي لكن آرائي دائمة مهمشة رغم اقتناعي بصحتها.. وهذا ما يزعجني ويحيرني. أمي تحتويني بحنانها وتظهر (منى.م) رضاها عن سلوك والديها، فهي لا تخفي إعجابها الشديد بهما لأنهما استطاعا ان يتفهما جيدا طبيعة شخصيتها وتكوينها النفسي في هذه السن لذلك فإن الحياة تسير بشكل طبيعي دون أي مشاكل أو ضغوط. وتثني (ليلى الشهري) كثيرا على أمها لأنها تحرص على فتح حوار هادىء معها وتتحملها عندما تخطىء او تثور.. وتقول أن امها تحتويها بحنانها وعطفها وتطفيء نار عصيانها بحكمتها.. أما الأب فهو يدرك تماما تأرجح الحالة المزاجية لديها ويتعامل معها باسلوب وصفته بأنه جميل وراق. الكمبيوتر والتلفاز بديلان عن الفراغ والملل تشتكي (خلود) من الفراغ والملل وتصفهما بأنهما العدو اللدود، وتعلل سبب شعورها بالفراغ والملل بأن أمها لا تسمح لها بزيارة صديقاتها أو الخروج معهن للتمشي بالأسواق والمطاعم والكورنيش.. مما دفعها لاتخاذ الكمبيوتر صديقا لها تقضي من خلاله على شعورها بالفراغ. أما (سهى) والتي تعاني من نفس المشكلة، فإنها تعترف بأنها لا تحب الكمبيوتر ولا يستهويها الجلوس أمام شاشته بالساعات كما يفعل البعض من خلال (الشات).. لكنها تفضل الجلوس امام شاشة التلفاز للقضاء على أكبر مشكلة لديها وهي الفراغ والملل.. لذلك فانها تجد متنفسا لها من خلال برامج الفضائيات المتنوعة. أمي جعلتني عنيدة وتعبر (مها) عن أمانيها بصوت حزين فتقول: أتمنى أن تعاملني أمي كصديقة مقربة لها وأن تحترم شخصيتي وتعطيني بعض الحرية فأنا أريد جهاز تلفاز خاص بغرفتي، لكنها ترفض وأريد جهاز هاتف جوال خاص بي لكنها أيضا ترفض.. كما أنها لا تستمع لي ولا تحاول حل مشاكلي.. إنها تنتقدني دائما.. هي التي جعلتني عنيدة ومترددة.. وأريد ان اقول لكم انني اتمنى ان اسمع امي تقول لي يوما (ياحبيبتي) .. لأني رغم علمي بأنها تحبني الا انني اشتاق لسماع ذلك منها.. أتمنى ان يحدث ذلك. اخيرا هذه نماذج لبعض المشاكل التي تعانيها الفتاة المراهقة والتي يمكن تجاوزها اذا فهم الأهل خصائص هذه المرحلة وحاولوا السيطرة على اعصابهم وضبط انفسهم خلال التعامل معهم واستطاعوا استيعاب تلك المتغيرات التي تطرأ فجأة عليهم في محاولة للسيطرة على الوضع قبل أن يتفاقم.