في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وفي الأسواق تحديدا تكثر السرقات من المحلات والتسول غير المرغوب فيه في الطرقات وغيرها من العادات السيئة، دون النظر والأخذ بعين الاعتبار حرمة هذا الشهر الفضيل، الذي يجب أن تكثر فيه العبادات والتقرب إلى الله. وتعاني أغلب النساء وفي الأسواق تحديدا سرقة النقود أو الجوال أو الحقائب. البعض منهن تكتشف في الزحام أن حقيبتها والأكياس التي معها شقت بمشرط وبطريقة جيدة من دون أن تشعر. نساء يحترفن اللصوصية تقول ينابيع السبيعي: الكثير من النساء (هداهن الله) لا يراعين حرمة هذا الشهر الفضيل، فتسرق وتجرح حرمة هذا الشهر، فقد كنت ذات يوم في محل للعطورات، وكان المحل مزدحما كثيرا ورأى البائع الذي بدوره نبه المرأة أن الكيس الذي معها قد شق بمشرط وسرق ما بداخله. وتضيف السبيعي: لم تكن تلك الحادثة الاولى، بل حدثت أيضا سرقة أخرى في محل آخر، حيث أخذت امرأة تتسوق من المحل دون أن تدفع الحساب، ولكن بمجرد خروجها اكتشف البائع أمرها ونادى عليها وبمجرد سماع الرجال لندائه تجمهر عليها الرجال وأمسكوها، فقد كانت في موقف محرج جدا، فكيف لها أن تضع نفسها في ذلك الموقف؟ لا تعتبر سرقة الملابس في حد ذاتها سرقة، بل أيضا الكذب يندرج ضمن السرقات، فقد جلست ذات يوم في احد الممرات في السوق، وجلست بجانبي امرأة متسولة وأخذت تحكي لي قصتها، فقرها وظروفها القاسية التي تمر بها، ومن غير ان أدري دفعت لها مبلغا كبيرا بدون أن أشعر وبمجرد انصرافها عني سألت نفسي لماذا دفعت لها كل هذا المبلغ وقد حذرتني الكثيرات من الجلوس بجانبها لأن لديها أسلوبا غامضا في نهب ما لديك من المال دون أن تشعري. تعليم الأولاد السرقة وتشاركها في القصة أم عبدالله الهزيم، التي قالت: بينما كنت أتسوق رأيت احدى المتسوقات، وابنتها تأخذ كميات كبيرة من الملابس، وتهرب دون أن تدفع قيمة ما أخذت، ولكن صاحب المحل كان متيقظا لها وأمسكها بالجرم المشهود، ولكن بعد ماذا بعد أن كشف مستورها أمام الناس وفضح أمرها.. وتضيف الهزيم: ليت هذا الموقف كان رادعا لها ولأمثالها، بل رأيتها مرة أخرى، وفي محل آخر مع ابنتها تسرقان عدة أشياء وتضعانها داخل العباءة، وفرتا هاربتين وبمجرد هروبهما صاح جرس الانذار، وأمسكوا بهما وارغموهما على اخراج ما بداخل العباءة. لم تكن والدتها قدوة حسنة لها بل كانت نموذجا سيئا لتعلم السرقة والله المستعان. وتضيف الهزيم: لا أعرف لماذا تكثر السرقات في الأسواق وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لعل ذلك بسبب الزحام الشديد الذي يصادف ذلك الوقت، استعدادا للعيد، بينما البعض الآخر يرجعه الى الحاجة والعوز. تقول أم سالم الخوفي: في احد المحلات سمعت صراخ صاحب المحل وهو ممسك بيد امرأة عجوز، ويقول تعالوا وانظروا إلى هذه السارقة، لقد سرقت من محلي ملابس للأطفال دون أن تدفع، مطالبا اياها بدفع قيمة ما أخذت. وقد كنا نراها وهي حاملة بيدها مجموعة من ملابس للأطفال ويا له من موقف صعب، وقد بررت احدى قريباتي ذلك الموقف بقولها ربما الحاجة والعوز والظروف القاسية اجبرتها على فعل ذلك. تقول آمنة عبدالعزيز: كم مرة سرقت فيها نقودي دون أن أشعر، وكذلك جوالي، ففي الزحام تحلو السرقات، بل وكم مرة سمعت احد المشايخ يحذر النساء وينبههن على الحفاظ على شنطهن ونقودهن لأن السارقات يستعملن مشارط لشق الكيس وأخذ ما بداخله.. وتضيف: مبالغ كبيرة تصل الى الثلاثة آلاف والخمسة آلاف تسرق في غمضة عين دون أن تشعر المرأة، فتعض أصابع الندم، لأن، هذه المبالغ هي مصروف كسوتها وكسوة أبنائها وبناتها. ونصحت آمنة المتسوقات بالحرص الشديد على نقودهن وممتلكاتهن عند التسوق، وطلبت من الله المغفرة والهداية للسارقات والاقلاع عن هذه الذنب والعادة السيئة التي تسيء لصاحبتها.