فريق الرؤية الواعية يحتفي باليوم العالمي للسكري بمبادرة توعوية لتعزيز الوعي الصحي    «الصندوق العقاري»: مليار ريال إجمالي قيمة التمويل العقاري المقدم لمستفيدي «سكني»    إطلاق 3 مشاريع لوجستية نوعية في جدة والدمام والمدينة المنورة    لاكروا: الأمم المتحدة ستعزز يونيفيل بعد التوصل لهدنة في لبنان    كوريا الجنوبية تهزم الكويت بثلاثية    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    حسابات منتخب السعودية للوصول إلى كأس العالم 2026    رسميًا.. رانييري مدربًا لسعود عبد الحميد في روما    القبض على 3 إثيوبيين في نجران لتهريبهم 29,1 كجم "حشيش"    تبرعات السعوديين للحملة السعودية لإغاثة غزة تتجاوز 701 مليون ريال    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    انطلاق فعاليات المؤتمر السعودي 16 لطب التخدير    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 43736 شهيدًا    وزير الإعلام يلتقي في بكين مدير مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني    مركز الاتصال لشركة نجم الأفضل في تجربة العميل السعودية يستقبل أكثر من 3 مليون اتصال سنوياً    المروعي.. رئيسة للاتحاد الآسيوي لرياضات اليوغا    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    الذهب يتراجع لأدنى مستوى في شهرين مع قوة الدولار والتركيز على البيانات الأمريكية    أمير الرياض يستقبل أمين المنطقة    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    صندوق الاستثمارات العامة يعلن إتمام بيع 100 مليون سهم في «stc»    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    بإشراف من وزارة الطاقة الشركة السعودية للكهرباء توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مؤتمر COP29    اختتام مؤتمر شبكة الروابط العائلية للهلال الأحمر بالشرق الأدنى والأوسط    وزير الخارجية يصل لباريس للمشاركة في اجتماع تطوير مشروع العلا    "دار وإعمار" و"NHC" توقعان اتفاقية لتطوير مراكز تجارية في ضاحية خزام لتعزيز جودة الحياة    ا"هيئة الإحصاء": معدل التضخم في المملكة يصل إلى 1.9 % في أكتوبر 2024    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    رقمنة الثقافة    الوطن    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    عصابات النسَّابة    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    أجواء شتوية    مقياس سميث للحسد    الذاكرة.. وحاسة الشم    تكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه في فيينا    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل وطننا يكمن في التسامح والحوار بين فئاته
السيد هاشم السلمان ل اليوم:
نشر في اليوم يوم 15 - 01 - 2004

السيد هاشم بن محمد السلمان من مواليد مدينة المبرز بمحافظة الأحساء عام 1382ه. حاصل على درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات وهو مسئول وأستاذ في الحوزة العلمية لدراسة الفقه الجعفري بالأحساء وإمام وخطيب جامع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) بالمبرز والمشرف العام على المشروع الخيري للتبرع بالدم بالأحساء وهو يرى ان الاعلام هو الممارسة المنطقية التي تعبر بها الأمة عن نفسها والصحافة هي الأعرق ويؤكد على أهمية الحوار ويقر بالجدلية بين السياسة والثقافة.. وهيكلة الوزارات الأخيرة تدعم توجه دولتنا السياسي لأنها تحتاج إلى إعلام يوجه الثقافة وليس بيننا جيل انهزامي بل هناك ثقافة اتكالية وانهزامية وغير مبالية لأن الجيل نتاج الثقافة ويمتدح مؤتمر الحوار بمكة.. ومخرجاته الناجحة كانت بسبب الحرية والصدق والرغبة في الإصلاح وتتركز حواراتنا على التسامح والسلام وقبول الاخر وأثرها ليس حالة طارئة بل هو ظاهرة خطيرة ولا بد أن تتعامل معه بالحكمة والعقلانية والموضوعية.. والفقر والبطالة ليسا سببين رئيسيين لذلك وإليكم الآن حوارنا من السيد السلمان.
الحوزة العلمية
@ تتلمذت على يد من؟ وهل تفوق الطالب على أستاذه؟ ومن تتلمذ على يدك ومن فشلت معه؟ ومن فشل معك؟
تتلمذت علي يدي العديد من أهل العلم والفضل في الحوزات العلمية بالأحساء والنجف وقم , كما ساهمت بفضل الله في تدريس العديد من الاخوة في الحوزات المشار إليها.
الانفتاح على المدارس العالمية
@ المجالس والصوالين الأدبية بالأحساء ، إيجابيات وسلبيات؟ وماذا تقترح لتطوير الأداء؟
الحركة الأدبية لدينا ناضجة وأصيلة إجمالا ,هذا ما نلمسه من خلال تنوع نتاجها ومضمونها , وان كان هناك من شيء يقال فهو ضرورة التخطيط والانفتاح على المدارس الأدبية العالمية فضلا عن الاتجاهات الأدبية المحلية .
عدم المبالغة في النخبوية
@ هل أسهمت المجالس الأدبية في التشكل الثقافي بالأحساء وكيف ترى أثر النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية على ثقافة الأحساء ومثقفيها؟ وماذا عن عريضة المطالبة بنادي الأحساء؟
أسهمت إلى حد ما, وهي مطالبة بتوسيع قاعدتها وعدم المبالغة في النخبوية, ويمثل النادي الأدبي جهة مهمة لرعاية الحركة الأدبية وقناة حيوية للتواصل, والمطلع على ما تحمله هذه المنطقة الحبيبة من ثقل حضاري الذي يمثل الجانب الأدبي أحد معالمه, وكذلك الكم والكيف اللذان يمثلهما عطاء أدباء هذه المنطقة خلال النادي الأدبي في المنطقة الشرقية.. يدرك الحاجة الملحة لتأسيس ناد أدبي بالأحساء يستوعب الزخم الأدبي الذي تشكله هذه الحاضرة من وطننا الحبيب الأمر الذي تضمنته العريضة المشار إليها.
العراقة مهمة للتأسيس
@ يصف أحد النقاد ثقافة الأحساء بأنها شاخت .. ما تفسير ذلك؟
الأحكام المطلقة عادة لا تكون دقيقة فيما نحن فيه, والعراقة مهمة للتأسيس, لتطوير وتجديد ثقافي معتد بنفسه.
الصحافة الأعرق
@ ماذا يعني الإعلام عامة والصحافة على وجه الخصوص؟
الإعلام هو الممارسة المنطقية التي تعبر بها الأمة عن نفسها, أما الصحافة فهي الوسيلة الأعرق في هذا الاتجاه.
ضرورة العلم
@ ما أثر الوسط الجامعي في الأحساء على الإنتاج الأدبي والثقافي في الأحساء؟
كثير من أدبائنا في المنطقة ممن يحملون شهادات جامعية.. والدارس للحركة الأدبية والنتاج الأدبي يدرك ما لهذا المؤشر من آثار.
تأصيل الثقافة
@ يقول الإمام الشافعي ( قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب) ما تعليقك؟
الحوار كممارسة يمثل ضرورة لأي مجتمع, ومضمون مقولة الإمام الشافعي (رحمه الله) تأصيل لثقافة مطلوبة في هذا الصدد.
المطلوب إعادة النظر
@ تواضع العلماء الجم أخفى كثيرا من العلوم والآداب بالأحساء فما تعليقك؟
لا تخلو هذه المقولة من وجه, وندعو علماءنا ومفكرينا إلى إعادة النظر في هذه المسألة.
نتوقع الكثير من المثقف
@ هل قام المثقف العربي على وجه العموم والمثقف السعودي بدوره حول الحملات المسعورة من الغرب ضدنا وضد معتقداتنا؟
أتابع أهم ما يصدر
ما زلنا نتوقع منه الكثير مما يجب أن يقدم.
مصلحة الإنسان والوطن
@ أي الكتّاب تحرص على متابعة إنتاجهم ولمن تقرأ؟ وفي أي التخصصات؟
بحكم تخصصي في العلوم الإسلامية الشرعية تحتل الكتابة في هذا الجانب المساحة الأكبر من قراءاتي ومتابعاتي، إضافة إلى حرصي على متابعة أهم ما يصدر مما يساعدني على تشخيص وفهم الواقع المعاصر, ولا أود أن اذكر هنا كتابا بعينهم لان المقام يقصر عن تخصيص ذلك.
إزاحة الحواجز النفسية
@ التقنية الاتصالية الحديثة هل وسعت من الفجوة أم قربت الأطراف الثقافية العربية؟
التقنية الاتصالية الحديثة، قدمت خدمة نادرة للوسط الثقافي بشكل عام. وفي تصوري أنها ساهمت في إحداث نقلة كبيرة في حياة المثقف العربي، إذ أوجدت حالة من التواصل الوثيق بين مختلف الأوساط الثقافية العربية، مما جعل التلاقي الفكري وتبادل الآراء يتحول إلى ممارسة يومية، وبذلك قلصت الفجوات إلى حد كبير بين العقول الثقافية،وأزاحت الحواجز النفسية وساهمت في إنماء حركة الثقافة بشكل ملحوظ. إن التواصل الثقافي مسألة أساسية في حياة المثقف والمفكر، فهو يحرك فيه عنصر الإبداع ويفرض عليه أن يقدم المزيد عندما يرى أن كلمته مسموعة، وأن هناك من يتابعه ويقرأه ويبادله الحوار ووجهة النظر.
الثقافة تسبق السياسة
@ من يؤثر على الآخر... السياسة على الثقافة أم الثقافة على السياسة؟
السؤال يتناول جدلية معقدة في موضوعي السياسة والثقافة، وقد ولدت هذه الجدلية في ضوء تعقيدات الواقع الدولي، وصراع المصالح، بحيث طرحت مسألة الضرورات والمبادئ على بساط البحث في الكثير من المحافل الثقافية والسياسية على حد سواء. لكن فكرنا الإسلامي يحسم المسألة والجدال الدائر حولها، بأن الثقافة هي التي يجب أن تؤثر على السياسة، باعتبار أن الموقف السياسي ينطلق من قاعدة شرعية فكرية. هذا على المستوى النظري وما يجب أن يكون، أما واقعياً فإن التفاعل بين المفردتين قائم ومتداخل، ولا بد أن نعمل على تغليب الثقافة على السياسة، للوصول إلى واقع يخدم الإنسان قبل كل شيء.
توفير المناخ للمثقف
@ هل المهرجانات الثقافية العربية وسيلة اتصالية للمثقفين العرب أم للثقافة العربية؟
عندما نقول المثقف العربي، فإن ذلك له علاقة مباشرة بالثقافة العربية، لأن الثقافة هي حصيلة حركة المثقف، وعلى هذا فإن المهرجانات الثقافية تمثل وسيلة اتصالية تخدم المثقف العربي، ليمارس المثقف دور خدمة الثقافة. وهذا ما يدعونا إلى القول ان توفير المناخ الجيد للمثقف، سيؤدي بالنتيجة إلى خدمة الثقافة العربية.
إعلام يوجه الثقافة
@ يعد التشكيل الوزاري الجديد توحد الأشراف على ثقافة المملكة تحت لواء وزارة الثقافة والإعلام .. من وجهة نظرك كيف ترى أثر ذلك على مستوى الثقافة في المستقبل وهل سيضطلع الإعلام بدور متميز في خدمة توأمه في جهاز الوزارة والإعلام؟
إنني أعتقد أن هذه خطوة حكيمة وضرورية أقدمت عليها المملكة، لأن التلازم والترابط بين الثقافة والإعلام من القوة بحيث يصعب الفصل بينهما. وتلجأ الدول إلى فصل أو دمج الثقافة والإعلام، تبعاً لتوجهاتها السياسية. وبالنسبة لواقعنا السعودي أرى أن الدمج هو حاجة ماسة في مجتمعنا، نتيجة الترابط الوثيق بين حاجاتنا الثقافية والإعلامية، فنحن نحتاج إلى إعلام يوجه الثقافة، كما نحتاج إلى ثقافة تأخذ مداها الإعلامي بشكل واسع.
وبصورة عامة، إنني أدعو إلى أن يساهم المثقف السعودي في المشاركة الإعلامية بقوة، لأن طبيعة الظرف الذي نمر به تستوجب تضافراً مكثفاً لخدمة الحالة الثقافية العامة، وتفعيلها إعلامياً لخدمة أمن ومصلحة الإنسان والوطن في جو منفتح من التسامح والحوار والسلام.
الشفاهية والعمل الفكري
@ رتب الأجهزة الإعلامية الأكثر خدمة للثقافة من خلال الواقع (التلفاز , المذياع , الصحافة ) ولماذا؟ وأيهما أكثر تأثيرا وتأثرا بثقافتنا؟
من خلال الدراسات الإعلامية والإحصاءات الحديثة، تبين أن التليفزيون بعد التطور الهائل في الفضائيات أصبح هو الوسيلة الإعلامية الأولى، ثم يليه الإعلام المطبوع أي الجريدة والمجلة، ثم يأتي الراديو في المرتبة الثالثة. هذا فيما يتعلق بالترتيب العلمي لوسائل الإعلام، أما أي منها أكثر خدمة للثقافة وتفاعلاً معها، فيبقى الإعلام المطبوع في الصدارة، والسبب أن الثقافة عملية بحثية دراسية لها خصوصياتها، وهو ما لا أن يمكن أن تغطيه الوسائل البصرية والسمعية، بنفس كفاءة الوسائل المقروءة. وقد خضع هذا الجانب إلى دراسات تخصصية خلصت إلى أن الكتابية لا تزال تطغى على الشفاهية، في العمل الفكري.
يمكن تفهم الرقابة في حدود
@ هل لا يزال لدينا مقص رقيب رغم الفضاء المفتوح والشبكة العنكبوتية والحدود الملغاة؟ وكيف يجب أن نتعامل مع ذلك بما يخدم الوطن بشموليته؟
سواء بقي مقص الرقيب أم اختفى، فإن دوره لم يعد مؤثراً في عالم الإنترنت والفضائيات، لكن وجود الرقيب لا يعني أنه سلطة قمعية على الدوام، ففي أكثر المؤسسات والدول ديمقراطية وحريةً، هناك رقابة على المؤسسات الإعلامية، فلكل مؤسسة خطها ومنهجها وحدودها الثابتة، ولا يمكن لأي صحفي يعمل في إطارها أن يتجاوز خطوطها الحمراء. وقد سمعنا في الأيام الأخيرة أن هيئة الإذاعة البريطانية أوقفت عن العمل أحد محرريها، لأنه كتب موضوعاً فيه إساءة للعرب. الرقابة عندما تعبر عن خط فكري وسياسي للمؤسسة الإعلامية، فإن ذلك يمكن تفهمه في حدود معقولة، لكن عندما تتحول إلى سلطة بوليسية تلاحق صاحب الفكرة فهذا أمر مرفوض، لأنه يحجم الفكر، ويضطهد المفكر، وبذلك يموت الحوار ويلغى دور الكلمة من المجتمع.
نوازع الهيمنة
@ هل النخب الاجتماعية بمختلف توجهاتها قادرة على دفع المجتمع إلى حالة من السلام الاجتماعي من خلال أطروحاتها المتعددة؟
تعدد الاطروحات لا يعيق عملية السلام الاجتماعي، بل يمكن أن يغنيها، فيما لو سارت في طريق الحوار البناء. إنما يحدث الإرباك والقلق وفقدان الأمن والسلام، عندما تتغلب نوازع الهيمنة على بعض هذه الاتجاهات، إذ أن ذلك يعني محاولة البعض إلغاء رأي الآخر، وهذه مشكلتنا في المجتمعات الشرقية، حيث نميل إلى الإلغاء، ومصادرة بقية الآراء.. بينما إسلامنا يدعو إلى الحوار وتقبل كل رأي صواب، ويؤكد على ضرورة التحاور والانسجام والبحث عن المشتركات.
إنني أعتقد أن النخب الاجتماعية هي التي يجب أن تتولى مسؤولية السلام الاجتماعي بالدرجة الأولى، لأنها هي التي تستطيع أن تصنع السلام الطبيعي في المجتمع.. السلام الذي ينبثق من قناعة المواطن، ومن رغبته الصادقة في إحلال الأمن العام. أما الحكومة فهي التي تتولى مهمة توفير أجواء السلام، وحمايته ورعايته. نحن لا نريد سلاماً اجتماعيا بقرار رسمي، بل نريد السلام الذي ينطلق من القاعدة الاجتماعية نفسها، ففي هذه الحالة سيكون سلاماً راسخاً عميق الجذور.
دعوة للتسامح والحوار الخلاق
@ التسامح وقبول الآخر.. كيف تفعله بين كافة الفئات في بلادنا على اختلاف مذاهبهم الدينية والثقافية والاجتماعية؟
هذا السؤال يمثل الطموح الذي أعيشه بكل كياني، إنني بدأت دعوة التسامح والسلام والحوار، وأعلنتها في كل مناسبة ومنبر استطعت أن أسمع صوتي منه، وسأبقى بعون الله مستمراً على هذا النهج، لإيماني الراسخ بأن مستقبل هذا الوطن يكمن في السلام والتسامح والحوار بين جميع فئاته ومذاهبه. وأرجو الله أن يوفقني للقيام ببعض المشاريع في هذا الاتجاه.
الأجيال لا تحمل أوزارنا
@ يوصف جيلنا الحالي بالانهزامية .. الاتكالية واللامبالاة ... من وجهة نظرك ما تقييمك للأمر ورؤيتك لتصحيحه؟
ليس هناك جيل انهزامي أو اتكالي أو لا مبالٍ، هناك ثقافة انهزامية أو اتكالية أو لا مبالية، والجيل هو نتاج هذه الثقافة، فإذا كانت الثقافة السائدة تتسم بالقوة والرصانة والجدية، فإن حملتها سيكونون كذلك. وعلى هذا فإذا صح أن الجيل الآن هو جيل انهزامي، فتلك خطيئتنا نحن، وليست خطيئة الجيل الجديد، لأننا لم نقدم له الثقافة المندفعة الخلاقة. يجب ألا نحمل الأجيال أوزارنا، نحن المسؤولون عن حاضرهم ومستقبلهم، ومن حقهم أن يقفوا أمامنا ليوجهوا لنا سؤالاً مباشراً: ماذا قدمتم لنا؟.
إننا بحاجة إلى تعميق روح الثقافة، والاهتمام بالبناء الثقافي والفكري، لكي نعطي للجيل ما ينتظره، ولكي يكون امتدادا لحركة فكرية تخدم هذا الوطن.
المسؤولية مشتركة
@ شاركتم في الحوار الوطني الثاني في مكة المكرمة وخرجتم ببيان وطني.. امتدحته القيادة والشعب .. حدثنا عن أجواء تلك الحوارات وماذا ترى لتطوير ذلك المستوى ..؟
لقد تحدثت في أكثر من مناسبة ومكان حول الحوار الوطني في مكة المكرمة، وأوجز قولي، بأنه كان مؤتمراً على غاية كبيرة من الأهمية والنجاح، وسبب النجاح يعود إلى جو الحرية الذي تمتع به المؤتمر والرغبة الصادقة في الإصلاح، وبناءً على ذلك أرى أن اللقاء كان خطوة أولى لا بد أن تتبعها خطوات أخرى.. خطوات تقوم بها الحكومة، وخطوات نقوم بها نحن، فالمسؤولية مشتركة بين الشعب والحكومة.
تعميق إيجابيات حوار مكة
@ الحوار الوطني الثالث في المدينة المنورة بمشيئة الله تعالي بعد شهرين وسيناقش أمورا تهم المرأة .. ما وجهة نظرك؟؟
موضوع المرأة من المواضيع الهامة في مجتمعنا، وأتوقع أن تكون النتائج طيبة بإذن الله تعالى. خصوصاً إذا تم تعميق الإيجابيات التي اعتمدت في مؤتمر مكة المكرمة. ومن الضروري أن تتصاعد النشاطات المعنية بشؤون المرأة، لأن لها الدور الكبير في المجتمع، ونحن بحاجة إلى تضافر كل الجهود لخدمة مجتمعنا.
المزيد من المشاركة والفاعلية
@ كيف تقيم مشاركة المرأة في حوار مكة المكرمة وما مستوى المشاركة في المدينة المنورة؟
كانت مشاركة المرأة في المؤتمر طيبة جداً، وإن كنا نطمح إلى مزيد من المشاركة والفعالية، وأرجو أن يكون ذلك في مؤتمر المدينة المنورة القادم بعون الله تعالى.
مؤتمر المدينة مهم
@ ماذا تقترح لموضوع الحوار الرابع وهل تتوقعه أن يعقد في المنطقة الشرقية؟
ليس عندي شك بأنه سيكون بعون الله نقلة نوعية أخرى في مسيرة الحوار الوطني، وليس مهماً أن يعقد في الشرقية أو لا، فالمهم أن يكون جدياً ويسير في الاتجاه المرسومة له، وهي أهمية تحقيق التقارب بين فئات المجتمع، ونشر ثقافة الحوار والتسامح والسلام في المجتمع.
دعم مشاريع السلام الاجتماعي
@ الإرهاب ظاهرة غريبة على بلادنا ونسعى جميعا ً إلى اجتثاثها من منابعها لأن (أمننا مسئوليتنا )... ما تعليقك؟
يقول الكثيرون ان الإرهاب ظاهرة طارئة على المجتمع السعودي، وإنها ستزول إن شاء الله، لكني أقول ان الحالات الطارئة يمكن أن تدوم وتتحول إلى ظاهرة خطيرة ما لم يتم التعامل معها بحكمة وعقلانية وموضوعية. وفي تصوري أن سبيلنا الأولى للقضاء على الإرهاب، هي نشر وتشجيع ثقافة الحوار والتسامح، ورغم وجود بوادر على هذا التوجه في الدولة، إلا أنني أعتقد أنها لا تزال غير كافية ومن الضروري دعم المشاريع الساعية إلى نشر ثقافة التسامح والحوار والسلام.
قراءات خاصة بالإسلام
@ تدني مستوى المعيشة وتفشي الفقر والبطالة هل كانت وراء الأحداث الأخيرة أم وضع العالم الإسلامي المأساوي وراء ذلك؟
قد يكون الفقر والبطالة من أسباب ما حدث أخيراً، لكنهما بالتأكيد ليسا سببين مباشرين، إنها أسباب مساعدة، وجدت في بعض التيارات الفكرية ملجأً لها، أما الأسباب الحقيقية فهي أكبر من المشاكل المعيشية، إنها تتعلق بالجوانب الفكرية والقراءات الخاصة للإسلام، وهذا ما يتطلب وعياً فكرياً نشطاً يسود المجتمع السعودي، ليكون قادراً على مواجهة مثل هذه القراءات.
المراجعة هدف وضرورة
@ تراجع عدد من المشايخ أمثال الشيخ الخضير والشيخ الفهد والشيخ الخالدي .. ما أثرها في اعتدال الفكر الديني ورجوع المتطرفين إلى صوابهم من خلال الوسطية ونبذ الغلو والتطرف... ما رأيك؟
بعيداً عن الأسماء، إن المراجعة الذاتية مسألة مطلوبة من كل مسلم، ولكي تأخذ المراجعة مسارها الصحيح، وتفضي إلى نتائج إيجابية، لا بد أن تنطلق من دوافع ذاتية تؤمن بضرورة التعرف على الرأي الآخر، بمعنى أن الحوار والرغبة في التفاهم، هما اللذان يوجهان المراجعة، ويجعلان نتائجها إيجابية إلى أبعد الحدود.
هناك خصوصية للمملكة
@ تطوير المناهج الدراسية وإيجاد مجالس الحوار والتفاهم للمعلمين والطلاب تمليها الفترة الحالية ... ما رؤيتك حيالها؟
لقد سبق أن ذكرت أني أركز كل جهودي ونشاطاتي لمشروع الحوار، وأسعى لأن أكون رجل حوار في كل المواقع، بل انني أدعو إلى أن يكون الحوار هو السمة الأبرز في ثقافتنا، وفي ظني أننا كمجتمع سعودي يجب أن تكون لنا الريادة في هذا الاتجاه، نظراً لخصوصية المملكة وتاريخها الإسلامي العريق، وكونها تحتضن أشرف بقاع الأرض، وهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالة التي كانت رحمة للعالمين، فلا بد أن نكون بمستوى هذه الخصوصية، ولا بد أن يكون الحوار هو شعارنا.
مع الشيخ صالح الحصين وفيصل المعمر في مؤتمر الحوار الوطني في مكة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.