عزيزي رئيس التحرير يزخر عالمنا بكثير من النماذج الرائعة المتميزة, والتي أثرت على مجتمعاتها وساقتها الى مراكز متقدمة, فنجد ان كثيرا من تلك النماذج قد ظهرت في وقت واحد وأبرزت تميزها على الرغم من التنافس الرهيب الشريف فيما بينها ولم يمنع ذلك كله من بروز مواهب تلك النماذج وانتشار شهرتها ووصول اسمائها الينا على الرغم من السنين الطويلة التي مضت على تلك الحياة, واليوم ونحن نعيش في عصر من السرعة وقد نقلت الينا إبداعات تلك النماذج وبراعتها, كل ذلك لم يمنع من بروز نماذج حديثة مميزة ساهمت ولازالت في العمل على تطوير ذلك المجتمع الذي يعيشه, لقد شاهد بصيص من الأمل فسار معه وعانى وتعب وصبر وعلى الرغم من كل ما سمعه من نجاحات وإبداعات جعله دافعا نحو التقدم والتميز, لم تنهزم نفسه ولم تتعب عزيمته ولم تخر قواه, فصارع في دنيا المنافسة فكان نصيبه ما بذله خلال تعبه ونصبه, وبذلك وضع اسمه في قائمة المتميزين والمبدعين, وجعلهم الناس صروحا يستشهد بها وأمثلة يحتذى بها, لم تمنعهم طغيان شهرة من ان يعملوا على وضع اسمائهم في لوحات من الشرف قد رصعت بكثير من الإعجاب والتقدير, وذلك تحقيقا لطموحاتهم التي ارتأوها وجاهدوا من أجل ان تكون واقعا ملموسا مشاهدا. فهل يغيب عن الذهن الآن إنجاز الدكتور عبدالله الربيعة في عمليته الناجحة بكل المقاييس في فصل توأمين سياميين, وكيف شاهد العالم ذلك الرجل المبدع وهو يجري تلك العملية في بث حي ومباشر على التلفاز وهو يحاور الصحفيين, فأثبت بذلك تألقه وإبداعه, وهل عمليات فصل التوائم حديثة الساعة بل هي مقامة من قبل في كثير من الدول, واشتهر أطباؤها ولمعت اسماؤهم في دنيا الطب, ولكن لم يمنع ذلك كله ان يخرج ويبرز وسط ذلك التألق رجل عربي مسلم ومبدع, أثار اعجابنا بهدوئه ورباطة جأشه خلال أدائه لتلك العملية الشاقة, رفع رؤوسنا وجعل نفوسنا شامخة فنحن نفتخر ونعتز به. والآن ما الذي يمنع ان يبرز منا شخص يملك تلك الطموحات العالية في وسط تلك الإبداعات القائمة, ما الذي يمنع من ان نشاهد نموذجا آخر يضاف الى تلك النماذج المشرقة المشرفة. اعتقد ان مقومات النجاح والإبداع متوافرة لدينا بشكل كبير, بل ان مقومات الإضافة على تلك الإبداعات قد يسرت السلوك على هذا المنحى الهام, فلننظر الى الدكتور احمد زويل خرج من حي فقير من العاصمة المصرية القاهرة لم يمنعه فقره وشدة عوزه من ان يحقق كل طموحاته وفي يوم مشهود صفق له العالم فنال جائزة نوبل وفي ذلك اليوم شعر انه حقق ما يصبو اليه. ولم يتوقف عند هذه المرحلة بل جعلها مركز انطلاقة له يشحذ منها الهمم والأمل, هذا يعني من خلال سيرة هذا الرجل ان الطموح يفتح الباب للجميع فهناك من بلغ طموحه قمم الجبال وهناك من وصل طموحه الى مستوى الانحطاط. وفي النهاية فان مسألة الطموح ليست سوى أمل يزرعه المرء في قلبه ويصبوالى تحقيقه, وإلا فإن تحقيق ذلك يرجع الى مدى العزيمة وقوة الإرادة وعظم الصبر والتحمل ومدى الشغف بالتطور والرقي, فإن كل هذه أسلحة لو توافرت لكل طامح مجتهد سيسهل له ان يحقق كل طموحاته, فكم هناك من المخترعين في بلادنا والذين حررت لهم براءات الاختراع من دول أخرى, هل تظنون ان كل تلك الأمور حصلت في ساعات أو أيام بل انها تجاوزت مراحل من الزمن ولننظر الى أديسون صاحب الألف اختراع فمن قرأ سيرته واختراعه للمصباح الكهربائي متى نجح في اشغاله, تصوروا بعد تسعمائة محاولة خلال سنوات ليست بالقصيرة, لم تصبه بالملل ولا بالضيق ولا الضجر, بل صبر وتحمل وتعلم من أخطأته حتى نجح, فما الذي يمنع ان نشاهد أمثال هذا الرجل في بلادنا, ما الذي يمنع ان نشاهد رجلا يملك طموحا عالية شامخة ويجتهد في تحقيقها والوصول اليها, ان وجود مثل الطامح الساعي سيساهم في تنمية مجتمعنا والعمل على تطويره, وما شاهدنا تقدم الدول والحضارات الأخرى وقيامها إلا على أكتاف وكواهل أولئك النماذج المبدعين. وتقبلوا تحياتي احمد بن خالد العبدالقادر