احتوت مصر مبكرا أزمة كانت تهدد العلاقات مع طرابلس حيث سمحت أمس الأول لاكثر من 150 ليبيا بدخول أراضيها بدون تأشيرة دخول رغم ما أثير من قيام أزمة بين القاهرةوطرابلس بشأن حرية تنقل رعايا الدولتين. وأوضح مصدر ملاحي جوي ان 173 ليبيا وصلوا الى مطار القاهرة وهم لا يحملون تأشيرات دخول لكن وبعد انتظار لمدة ساعة في المطار دخلوا الى مصر دون ان يوضح سبب الانتظار.. مشيرا الى أن الليبيين حصلوا كالمعتاد على تأشيرة الدخول في مطار القاهرة. وعلمت "اليوم" أن مبعوثا مصريا رفيع المستوى سيتوجه في وقت لاحق إلى طرابلس في محاولة لاحتواء الموقف وتهدئة الأجواء المتوترة بين البلدين. من جهته، أكد السفير محمود مبارك مساعد وزير الخارجية المصري للشئون العربية على سعي مصر لاستجلاء الحقيقة الكاملة بشأن ما تعرض له بعض المصريين خلال دخولهم للاراضي الليبية عبر منفذ السلوم. وقال عقب لقائه مع القائم بالاعمال الليبي بالقاهرة ونيس علي المسلاتي ان مصر مهتمة بالعمل على احتواء أي موقف استراتيجيتها وسياستها الثابتة لبناء علاقات عربية سليمة خاصة مع الجماهيرية الليبية وشعبها الشقيق.. وأضاف أن مصر تركز الان في اتصالاتها مع السلطات الليبية لمعرفة ما يجري على الحدود خاصة في ظل تلقيها تأكيدات بنفي اتخاذ اية اجراءات تتعلق بدخول المصرين إلى اراضيها.. وكذلك في ظل شكاوى تلقتها مصر بمنع دخول بعض المصريين للاراضي الليبية، مؤكدا تلقي بلاده ما يؤكد حرص ليبيا على استمرار العلاقات الودية بين البلدين ورغبتها في الحفاظ على هذه العلاقات مع مصر. يحدث هذا في الوقت الذي اتفقت عليه مصر وليبيا من خلال اجتماعات اللجنة القنصلية المصرية الليبية منذ اسبوعين على اجراءات جديدة تساعد على انسياب حركة تنقلات الافراد والسيارات والبضائع بين مصر وليبيا بشكل يساهم في زيادة اواصر العلاقات بين البلدين ويؤدي إلى تدفق حركة التجارة والسياحة بسهولة ويسر. وقد اعرب من خلالها السفير علي ابراهيم امدورد مدير الادارة العامة للشئون القنصلية بالجماهيرية الليبية ان اجتماعات اللجنة سادها جو من المودة والتفاهم وركزت على تذليل كافة العقبات والمشاكل والتي تمس رعايا البلدين وبحث قضايا الممتلكات والهجرة غير المشروعة تمهيداً لعقد اجتماعات اللجنة المشتركة العليا لمصر وليبيا. وكان مراقبون في القاهرة أكدوا أن العلاقات الليبية المصرية تردت فجأة خاصة بعد أن تبين أن ليبيا زودت مصر بمعلومات غير صحيحة حول برامج تسليحها، حين كانت تطلب من مصر دعم موقفها في مواجهة اتهامات أميركية وإسرائيلية لها بمحاولة تطوير أسلحة دمار شامل، في الوقت الذي كانت تتفاوض فيه طرابلس سراً بوساطة قطرية مع الأمريكيين، بشأن الإعلان عن التخلي عن برامجها في الأسلحة غير التقليدية، وأسلحة الدمار الشامل، على النحو الذي وضع مصر في وضع حرج، وهو ما اعتبرته القاهرة سلوكاً غريباً في العلاقات بين البلدين، وفق رؤية عدد من المراقبين. وفي منفذ السلوم الحدودي بين البلدين، أكد شهود عيان أن حركة السفر عبر المنفذ توقفت تماماً، لليوم الثالث من تطبيق الإجراءات الليبية لدخول المصريين، ورد مصر عليها بإجراءات مماثلة، باشتراط حصول الليبيين على تأشيرات مسبقة لدخول مصر عبر منفذ السلوم. وفيما نفى أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية صحة ماتردد عن منع دخول المصريين الى ليبيا بدون تأشيرة مسبقة، وقال إن "ما ذكر ليس أكثر من شائعات ويجب أن يطمئن الاخوة فى مصر أن العلاقات بين مصر وليبيا علاقة قوية ومتينة وستستمر وأن المصريين فى ليبيا يعتبروننا بلدهم الثاني"، غير أن شهود عيان أكدوا أن مئات من المصريين تم منعهم بالفعل. ويأتي هذا التطور في الوقت الذي يسود فيه الغموض إجراءات دخول الأراضي المصرية والليبية أمام رعايا الدولتين. فقد أفادت شرطة الحدود المصرية أن السلطات الليبية ردت حوالي 300 مصري الجمعة وحوالى 400 آخرين السبت عند مركز السلوم على الحدود البرية بين البلدين فارضة حصول المصريين على تأشيرات دخول. كما أشارت المصادر الى ان قرابة 25 شاحنة محملة بالبضائع كانت متوقفة عند الحدود.. إلا أن السلطات الليبية نفت الجمعة نفيا قاطعا أن تكون فرضت تأشيرات دخول على المواطنين المصريين.