رفع النقاب عن الدستور الافغاني الجديد الذي تبناه المجلس التقليدي الكبير (اللويا جيرغا) امس الاول حيث عكس المطالب الاساسية لاحداث نقلة نوعية في الحياة السياسية والاجتماعية والعقائدية للشعب الافغاني اذ انه يتألف من 160 مادة وينص على ان افغانستان جمهورية اسلامية. ويمنع الدستور تبني اي قانون مخالف للاسلام ومبادئه لكن الاقليات الدينية تتمتع بحرية ممارسة شعائر دياناتها، كما ينص على ان الرجال والنساء متساوون امام القانون وهي فقرة لم تكن واردة في المشروع الاول للدستور. اما شكل الدولة الجديدة فهو نظام رئاسي يملك فيه الرئيس، الذي يتم انتخابه بالاقتراع المباشر، السلطات الاساسية، وبصفته قائدا للقوات المسلحة، (يحدد السياسة الاساسية للبلاد) ويعين الوزراء في الحكومة واعضاء المحكمة العليا، بموافقة البرلمان، ويعين حكام الولايات وكبار مسؤولي الجيش والشرطة واجهزة الامن والقضاء والدولة. وخلافا للمشروع الاول للدستور الذي كان ينص على تعيين نائب للرئيس، يقضي الدستور الذي تم اعتماده باختيار نائبين للرئيس وهو احد المطالب الرئيسية لقادة المجاهدين (الذين قاتلوا القوات السوفياتية) الذين يريدون مزيدا من السلطات في مواجهة سلطة الرئيس وكانوا يأملون في احداث اربعة مناصب لنواب للرئيس. كما ان رئيس الدولة واعضاء الحكومة التي يرأسها مسؤولون امام البرلمان الذي سيتألف من جمعية وطنية (وليس لويا جيرغا او مجلس الشعب) ينتخب اعضاؤها بالاقتراع العام وتتمتع بصلاحيات كبيرة، ومجلس للشيوخ (ميشرانو جيرغا او مجلس الاعيان) الذي يتم تعيين نوابه او انتخابهم بطريقة غير مباشرة. وينص الدستور على احتفاظ آخر ملوك افغانستان ظاهر شاه بلقب (ابو الامة) حتى وفاته. واعتمدت الداري والباشتو لغتين رسميتين في افغانستان لكن لغات الاقليات وخصوصا الاوزبكية تعتبر ايضا لغات رسمية في المناطق التي تقيم فيها هذه الاقليات. واخيرا، يمكن ان يعين الرئيس وزراء يحملون جنسية اخرى الى جانب جنسيتهم الافغانية ولكن بموافقة مجلس الشعب. يذكر ان عددا كبيرا من المندوبين المعارضين للحكومة الحالية ووزرائها الذين كان كثيرون منهم يقيمون في الولاياتالمتحدة قبل عودتهم الى افغانستان اثر سقوط نظام طالبان، حاولوا فرض قيود في هذا الشأن. من جهته اشاد السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان بتبني الدستور الجديد في افغانستان واصفا اياه بانه نجاح تاريخي. ونقل المتحدث باسم السكرتير العام للامم المتحدة فريد ايكهارد عن عنان قوله ان هذا النجاح التاريخي يدل على عزم واصرار الشعب الافغاني على اقامة دولة مستقرة وديمقراطية،وانه يتعلق بخطوة مهمة في عملية السلام التي تبرر التزام الشعب الافغاني والمجتمع الدولي. وذكر ان عنان يشعر بالامتنان لمشاركة الاممالمتحدة في المساهمة في تحقيق هذا النجاج مشيدا بالدور الحيوي الذي بذله المبعوث الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي خلال الاعوام القليلة الماضية. اعضاء في المجلس يقرأون الدستور الافغاني الجديد